عن الزواج والـ«عنوسة» وحرية المرأة

02-08-2008

عن الزواج والـ«عنوسة» وحرية المرأة

إنهنّ فتيات عازبات أو «عوانس» كما يسمّين أنفسهن، اجتمعن على موقع فايسبوك، كلٌّ لتشرح وجهة نظرها من الحياة الزوجية والمشكلات التي واجهتها. تتضمّن مجموعة «يوميات عانس» تسعمئة عضو، أغلبهم من النساء. أما الرجال الموجودون فيدخلون المجموعة «للتعرّف إلى شريكة حياتهم» كما يقول أحد الأعضاء الذي أعلن أنه مستعدّ لأن يتزوّج أي فتاة تقبل به «أنا غني لكن قبيح، فهل من فتاة تقبل بي؟». ورغم ما تناقلته الفتيات عن أن الزواج غير مهمّ في حياتهنّ، إلا أنهن تهافتن على عرض «العريس»، كل مستعرضة حسناتها وشكلها.
وتتحدّث الفتيات عن المشكلات التي منعتها من الزواج، فتقول إحداهنّ إنها أحبّت شاباً خمس سنوات وتبيّن بعدها أنّه مثليّ، ما منعها من إقامة أي علاقة جديدة. أما فتاة أخرى فتؤكّد أن العيش بلا رجل أفضل، إذ إن الرجل يحدّ من حرية المرأة، ومهما كان حنوناً يتحوّل إلى «أناني بعد أن يتزوّج من المرأة التي يريد».
وفي حين تعاني العديد من الفتيات حالات اكتئاب بسبب «عنوستهنّ»، تبدو بعض الحالات مفاجئة، ففتاة في الرابعة عشرة من عمرها وهي مصرية، تشتكي من أن شقيقتَيها تزوَّجَتا، أما هي فلا تزال في منزل والديها، «ولم يتقدّم حتى اليوم أحد لطلب يدي، وهذا الأمر يخيفني». ولا تخلو المجموعة من بعض الفتيات اللواتي يحاولن «نشر الوعي» بين الفتيات، فتقول إحداهن مخاطبة مشرفة المجموعة «يجب عدم إقناع الفتيات بأن عدم الزواج أمر سيئ، فحياة المرأة لم تعد تقتصر على بناء عائلة، بل أصبح لديها مشاريعها الخاصة التي قد تمنعها من الزواج، لذلك يجب تشجيع الفتيات على تحقيق أحلامهن بعيداً عن الرجل». وقد أثارت هذه العبارة حملة ضدّ العضوة التي عادت لتؤكّد أنها ليست ضدّ الزواج، بل هي ضدّ ربط سعادة الفتاة بالارتباط.

المصدر: الأخبار

إقرأ أيضاً:

التعليقات

في لندن يتزوج الشباب مبكراً و يتطلقون مبكراً. و في أميريكا يتزوجون متأخرين حتى لا يتطلقوا. في كلا المدرستين حيز واضح يتم السعي الى حمايته و هو حيز الجنس. في بريطانيا يتطلقون بسبب حاجتهم الى التبديل و في أميريكا لا يتزوجون مبكراً بسبب حاجتهم الى التبديل. يبدل الإنكليز بعد الزواج و يفضل الأمريكيون التبديل قبله. واحد لم يكن و لن يكون كافياً. ربما على الجميع الإعتراف بهذا. ما قبل الإسلام كانت النساء تتبادل رجال القبيلة: واحد تحبل منه و آخر تأكل عنده و غيره تتسلى و تتثقف بمعشره و كان عندها زوجها. اليوم لا يبدو الموضوع بعيداً جداً عن هذا المشهد: فالسيدة تنام مع رب العمل أو مع زميلها في العمل. و الطالبة تنام مع استاذها او مع سائق التكسي الذي يدفع له والدها لقاء خدماته و امانته حتى لا يخطف الإبنة أبناء الحرام. تنام السيدة مع البقال او مع بائع اللحم, تخفي المرأة صديقاتها الجميلات عن صيدقها الجديد, و يفعل هو نفس الشيء بحيث لا يتم الكشف عن الأصدقاء إلا في العرس. الجميع يعيش حاجات تم العمل على تعنيفها اخلاقياً و دينياً بحيث يتطلب تخطيها تنازلاً كلياً عن كامل الموقف الأخلاقي و الإنساني: فالمرأة و مثلها الرجل ينحدرا الى التفاهة و الإنتهازية و الوضاعة و الكذب و العنف و النفاق. لنهما فقدا كامل احترام الذات بسبب تلبيتهما لحاجات ممنوعة. و لهذا تكون العواقب دراماتيكية و فضائحية و مذلة و محطة من الشأن البشري. و هنا لا أدعو الى تبني موقف مع أو ضد و لكني أستعرض حالة و مازلت أبحث عن جواب يساعدني في جعل حياتي أسعد مع الناس من حولي. مازال البعض هنا يشيرون الى مظاهر مثل تبادل الزوجات و الأزواج, الجنس الجماعي, و بعض المظاهر الجنسية باعتبارها انحطاط في تاريخ الإنسان. و لكن لو ننظر بهدوء صادق لوجدنا فيها االكثير من الإنسانية. الكثير من البراءة. لأن ليس كل جنس رذيلة. و هذا ما أردت قوله. فما ان يدخل أحدهم بعلاقة جنسية خارج المؤسسة المشروعة- على اتساعها- أي خارج الزواج او الشراكة أو الصداقة - حتى يتكون عنده شعور بأنه مجرم و بالتالي تتراكم لديه أو لديها كل متلازمات الجريمة. من شعور بالذنب الى الشعور بالعدمية ...لا أستطيع أن أكون تصوراً مسبقاً عن مشاعري حيال العلاقات الجنسية المتعدية. و لكن أستطيع الجزم انه من الأفضل أن تتم ببراءة على ان يتم تعهيرها.أي أن تنام السيدة مع رجل غير شريكها و تستيقظ و هي سعيدة و محترمة هو قطعاً أفضل بكثير من أن لا تنام بل تركض الى مسح العلامات و التظاهر بأن شيءاً لم يكن. في الحالة الأولى لدينا إنسان بريء و في الحالة الثانية لدينا مجرم. أنا أفضل البريء مادمنا نستطيع الجزم أن معظم العلاقات الجنسية هي عابرة للمؤسسات. لا أستطيع في المسائل المتعلقة بالجنس التحدث عن ضحايا و عن قتلة كما يطيب للجمعيات النسائية و الحركات التحررية الحديث. أعتقد ان الموضوع من الإنسانية بحيث يجب الترفع عن السياسي و الإقتصادي حتى تكون أجوبتنا أقرب الى تحقيق سلام داخلي لدى الجميع.

الجنس في بلادنا لم يكن يوماً أفقر مما هو عليه. فمع التحولات الإقتصادية و الإجتماعية الحادة و من حيث نقف في هذا العالم يمكن القول ان الجنس في بلادنا يصل الى حد الإفلاس بكل ما يمكن للكلمة أن تحمل من معنى. لا يترافق الجنس مع أية تجربة, لا تغنيه أية خبرات أو سياقات تجعل منه تجربة فريدة بامتياز. فلا رحلات و لا موتيلات و لا مغامرات و لا أمسيات و لا غابات و لا شواطئ... ليس ثمة حاضنة للجنس في سوريا. و هذا ليس فقط على صعيد العلاقات الحرة بل و حتى ضمن العلاقات الكلاسيكية. الجنس في سوريا سريع و مرتبك و متعثر. و من المؤسف ان الجشع و الفقر و التقليد يجعل من الجنس صورة للتراجع المدني بدل ان يكون رافعة للسلوك الإنساني. و من الممؤسف ان البورنوغرافيا السورية لم ينتجها جيل الشباب و لا المؤسسات الفنية و لا النوادي و لكن انتجتها البيئة المتلبسة بالدين من متمشيخين و دجالين و من يقع في ايديهم من الضحايا. من المؤسف أن يكون الجنس بهذا البؤس و هذه الشيزوفرينيا و هذه التفاهة. من المؤسف ان الجنس يستهلك كل حيل الجسدو يتركه مهدماً امام فقره و مستوحشاً في سياقه.من المؤسف اننا امة لا تملك إرثاً إيروتيكياً لائقاً.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...