عن نظريات خاطئة وأخرى أثبتها العلم:أطعمة تحسن مزاجناأو تسيء إليه

10-11-2010

عن نظريات خاطئة وأخرى أثبتها العلم:أطعمة تحسن مزاجناأو تسيء إليه

يقال أن الشوكولاته تزيدنا حباً. ويقال أيضاً إن السمك يجعلنا أكثر ذكاء وإن النشويات تجعلنا أكثر هدوءاً. ليس في الأمر حقيقة واحدة.. والعلم لم يحسم صحة هذه النظريات بعد.. ولكن من المفيد أن نؤمن بأننا «مرآة لطعامنا».
وتستند النظريات السائدة إلى أدلة علمية، كأن تتحدث عن أطعمة تزيد من مستوى الدوبامين، وهو ناقل عصبي ينشط عندما نستمتع. إلا أن العلم الحديث ينقد هذه النظريات، بالقول إن هذه الأطعمة تعزز نشاط هذه الناقلات ولكن ليس إلى حد تحسين المزاج بشكل جذري.
ويأتي تأثير بعض هذه الناقلات على دماغنا، وبالتالي على تصرفاتنا، على الشكل التالي، فالناقل العصبي «السيروتونين»، مثلاً، له علاقة ببقائنا هادئين وسعيداء، في حين أن انخفاضه متصل بالاكتئاب والعدوانية، كما أن الدماغ يطلق الدوبامين والنيورإبفرين بعد شعورنا بالسعادة.
ولدى البشر رغبة شديدة لتصديق أن طعامهم بطريقة ما، سيزيد من نسبة تركيزهم، أو طاقتهم. ومجرد تصديق ذلك قد يلعب دورا أساسيا في حصوله. فكم هو مشجع التفكير بأن أكل الموز ببساطة قد يؤثر على مزاجنا إيجابياً.
ويرى عالم النفس في جامعة «تافتس» الأميركية روبين كانازيك أن «أفكارنا المسبقة بشأن الغذاء وتأثيره قوية جدا وبإمكانها أن تخلق نوعا من النبوءات قابلة للتحقق حتى من دون وجود دليل فيزيولوجي».
ورغم أنه ما زالت معظم النظريات قيد الدرس، استطاع العلماء الجزم بشأن بعضها. فالنظرية القائلة بأن السكر يجعل الأطفال مفرطي الحركة «خاطئة»، لأن تحرك الأولاد بشكل غير طبيعي في الحفلات، ناجم ببساطة عن الحماس.
وفي دراسة اجريت في 1995، لم يستطع العلماء التمييز بين الأولاد الذين أكلوا السكر والذين أكلوا المشروبات المحلاة اصطناعياً، ما أثبت أن السكر لا تأثير له على تصرفات الأطفال.
أما النظرية القائلة بأن القهوة تعطي الطاقة وتقوي الأداء العقلي فهي «صحيحة». وأثبتت دراسات أن الكافيين يرفع مستوى التركيز والطاقة والمزاج، بحسب الطبيب النفسي الأميركي جوزيف هيبلن، وأضاف «يساعدنا على ربط أفضل بين الأفكار».
وبحسب دراسات أخرى، تبين أن الكربوهيدرات لا تجعلنا أكثر هدوءا وسعادة، حسبما تقول النظريات الشائعة، إلا في حال كان طعامنا خلال 12 ساعة لا يتضمن سوى الكربوهيدرات، وتأثيره خفيف جدا كما أن أكل البروتين خلال الـ12 ساعة تلك يحرمنا اللذة.
اما القول إن السكر يخفف الألم فهو أمر صحيح غالباً. أما لمن يلجأون إلى الشوكولاته لتحسين مزاجهم، فالأمر في الحقيقة هو من نسج خيالهم.
فالشوكولاته يحتوي على مكونات عديدة من شأنها تحسين المزاج، لكن تأثيرها الكيميائي ضئيل، والفينيليتيلامين أي الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالحب، موجود بشكل أكبر في أغذية أخرى كالسلامي.
ولكل من يعاني من الاكتئاب، ثبت أن الأوميغا -3 الموجود في السمك هو الدواء، وخاصة في سمك التونا والسومون والسردين، أما الكحول والأغذية الغنية بالأوميغا -6 كالذرة والخضار والدهون المهدرجة فهي تكبح الأوميغا -3 أي أن تأثيرها عكسي.
كما اتضح أن وجبة الغداء لا تجعلنا نشعر بالنعاس وأن الإكثار من شرب الماء يقينا من التعب أو الاكتئاب أو حتى الصداع، فليتران من السوائل كافية لنكون بصحة جيدة، والكحول لا تدخل ضمن تلك السوائل.


المصدر: السفير عن «نيويورك تايمز»

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...