غارة أميركية تقتل جنوداً عراقيين على مقربة من الفلوجة
دعت المرجعية العليا في العراق، أمس، إلى الاتفاق على خطة وطنية لتحرير الأراضي من سيطرة «داعش»، بعيداً عن المخططات التي تستهدف تقسيم البلد، وذلك في وقت أصابت فيه غارة لـ»التحالف الدولي» جنوداً عراقيين، أدت إلى مقتل 10 منهم، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع، فيما صرّح رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب حاكم الزاملي أنها أوقعت أكثر من 20 قتيلاً وأصابت أكثر من 30 آخرين.
وأوضحت وزارة الدفاع العراقية أن غارة لـ»التحالف الدولي» أصابت جنوداً عراقيين، على مقربة من مدينة الفلوجة في الأنبار، لكن الأنباء الاولية جاءت متضاربة بشأن حصيلة القتلى والجرحى. وأفادت خلية الإعلام الحربي بأن الضربة الجوية «أصابت الجنود العراقيين عن طريق الخطأ، نظراً إلى تقارب خطوط التماس مع متشددي داعش»، مشيرة إلى أنها «أدت إلى مقتل ضابط وتسعة جنود».
وأوضحت الخلية، في بيان، أنه «خلال عمليات قواتنا لتحرير مناطق جنوب الفلوجة، وأثناء تقدّم قوة من الفوج الثالث شرقي عامرية الفلوجة، حيث إن قواتنا المنتصرة حررت مواقع استراتيجية مهمة وقتلت أعداداً كبيرة من عصابات داعش الإرهابية... أثناء عملية التقدم، وبسبب أحوال الطقس، لم يستطع سلاح الجو العراقي توفير الدعم الجوي اللازم لقواتنا، وتم طلب إسناد جوي لها من طائرات التحالف الدولي، حيث وجّه التحالف ضربتين للعدو أوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو، ما دفع قواتنا إلى التقدم السريع واشتباكها مع العدو من مسافات قريبة تعدّ بالأمتار، وحصل تداخل بين قواتنا وعصابات داعش».
كذلك أشارت إلى أنه «أثناء توجيه ضربة جوية ثالثة من قبل طائرات التحالف التي حصلت من دون تحديث لمسافات التقدم، ولعدم إمكانية التمييز من الجو، وقعت إصابات في قواتنا أيضاً».
لكن رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب حاكم الزاملي صرّح، في بيان، بأن الغارة أوقعت أكثر من 20 قتيلاً وأصابت أكثر من 30 آخرين، مطالباً رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتحقيق في الحادث. وقال إن الحادث يأتي بعدما حقق اللواء المذكور انتصاراً كبيراً على «داعش» في المنطقة.
السيستاني: مختلف القوى مدعوة لتكثيف جهودها للتوافق على خطة للقضاء على «داعش»
وتعهد الزاملي بالتحقيق «شخصياً» في الحادثة، واصفاً إياها بـ»الجريمة النكراء»، ومضيفاً أن «القوات الأميركية متمكنة ولديها دقة إصابة لا تقل عن 100% وتميّز الأرض بشكل كبير». وطالب الزاملي الحكومة بـ»محاكمة الطيار كما يحاكم أيّ مجرم، لأنه قام بقتل أكثر من 20 جندياً عراقياً»، مؤكداً أن «من غير المنطقي أن نتستر ونسكت عن دماء أبنائنا».
في غضون ذلك، قال ممثل المرجع علي السيستاني، عبد المهدي الكربلائي، في خطبة صلاة الجمعة، إن «مختلف القوى والأطراف العراقية التي يهمها مستقبل البلد وتخليصه من أزماته الراهنة وتسعى إلى توفير العيش الكريم لجميع مواطنيه مع الحفاظ على وحدة أراضيه، مدعوة إلى تكثيف جهودها وزيادة مساعيها للتوافق على خطة وطنية متكاملة تفضي إلى تحرير الأجزاء المتبقية التي ترزح تحت سيطرة داعش»، داعياً إلى أن يكون ذلك «بعيداً عن مخططات بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية التي تسعى إلى تقسيم البلد وتحويله إلى دويلات متحاربة متصارعة».
وأضاف أن «خلاص العراق لا يكون إلا على أيدي العراقيين أنفسهم، إذا ما اهتموا بالمصالح العليا للبلد وقدموها على المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية».
وحذّر الكربلائي من أن «الأطراف الأخرى تلاحظ في الأساس منافعها ومصالحها، وهي لا تتوافق مع المصلحة العراقية، وليكن هذا في حسبان الجميع».
وفي إطار حادثة اختطاف الصيادين القطريين في النجف، التي وقعت قبل عدة أيام، فقد أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، لنظيره القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني، أن الأجهزة الأمنية المتخصصة تبذل جهدها من أجل البحث في تداعيات هذه الحادثة، ولإطلاق سراحهم، بينما عبّر آل ثاني عن أمله في أن تساهم هذه الجهود في تحرير المختطفين. يأتي ذلك في ظل عدم توافر أي معطيات جديدة بشأن حيثيات هذه الحادثة. وقال المكتب الإعلامي للعبادي، في بيان، إن الأخير «تلقى اليوم (أمس) مكالمة هاتفية من رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني»، لافتاً الانتباه إلى أنه «جرى خلال الاتصال بحث تداعيات اختطاف الصيادين القطريين والجهود المبذولة لإطلاق سراحهم». وأشار العبادي إلى أن «أجهزتنا المتخصصة تبذل مساعيها من أجل البحث في تداعيات حادثة الاختطاف وتعمل جاهدة لإطلاق سراحهم».
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد