غواصة «دولفين» ألمانية سادسة لإسرائيل: مليار يورو لقدرة «الضربة النووية الثانية»
من المقرر أن يوقع غداً وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ونظيره الألماني توماس دي مايستير في العاصمة الألمانية برلين على صفقة تزويد إسرائيل بغواصة «دولفين» سادسة لسلاح البحرية الإسرائيلي. وتعتبر هذه الصفقة إضافة نوعية وذات طبيعة استراتيجية للقوة البحرية الإسرائيلية نظراً لأن هذا النوع من الغواصات يوفر لإسرائيل قدرة الضربة النووية الثانية من أعماق البحار. كما أن هذه الصفقة تعتبر إشارة إلى توطيد التعاون بين ألمانيا وإسرائيل نظراً لأنها تكفل تغطية الحكومة الألمانية لثلث تكلفة هذه الغواصة. وخلافاً للغواصة الحالية فإن ألمانيا تكفلت بتغطية أغلب تكلفة الغواصات الثلاث الأولى التي حصلت عليها إسرائيل. وتبلغ حصة ألمانيا من تكاليف هذه الغواصة حوالي 135 مليون يورو، مما يجعل الغواصة هذه الأكثر كلفة في تاريخ الأسلحة الإسرائيلية حيث تبلغ قيمتها نصف مليار يورو.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن هذه الصفقة ذات أبعاد استراتيجية للأمن الإسرائيلي. وقد تمت الصفقة بعدما أقر البرلمان الألماني الصفقة وتحمل ألمانيا لثلث تكاليف إنتاجها بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات. وكان البرلمان الألماني قد ربط في وقت ما بين إقرار الصفقة وبين موافقة إسرائيل على تحرير أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، وهي الأموال التي جمدتها حكومة بنيامين نتنياهو بعد قبول فلسطين عضواً في منظمة اليونسكو.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن باراك سيصل إلى برلين صباح اليوم حيث سيجري سلسلة لقاءات مع نظيره الألماني ومع كل من وزير الخارجية غيدو فيسترفيله، ومستشار الأمن القومي في المستشارية الألمانية كريستوف هويسغان. وستجري مراسم إبرام الصفقة في مراسم احتفالية غداً الأربعاء.
وتملك إسرائيل حاليا ثلاث غواصات من هذا النوع تشكل الذراع الاستراتيجي للبحرية الإسرائيلية منذ نهاية التسعينيات وحتى اليوم. وكما سلف فإنها توفر لإسرائيل قدرة توجيه «الضربة النووية الثانية» نظراً لكون الغواصات هذه مؤهلة لحمل صواريخ نووية بعيدة المدى. ومعروف أن إسرائيل كيفت نوعاً من صواريخ «يريحو» لتركيبها على هذه الغواصات. يشار إلى أن الصواريخ المركبة على هذه الغواصات يبلغ مداها 1500 كيلومتر يمكن تزويدها برؤوس حربية نووية. غير أن العمل الجوهري الراهن لهذه الغواصات هو المشاركة في جمع المعلومات الاستخبارية من مناطق بعيدة وهي بمصاحبة الأقمار الصناعية التجسسية من طراز «أفق» توفر لإسرائيل ذراعاً استراتيجياً متكاملاً.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تكمل هذه الأيام بناء الغواصتين الرابعة والخامسة لصالح إسرائيل التي من المقرر أن تتسلم الغواصتين في العامين 2013 و2014 على التوالي. وستصل الغواصة السادسة إلى إسرائيل تقريباً بعد أربع سنوات وستكون الأكثر حداثة وتطوراً من الناحية التكنولوجية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد