فتح اعتراف من امرأة لرجل ماري كورللي (ماكاي)
لم تظهر هذه الرواية لكاتبتها الانكليزية ذائعة الصيت ماري كورللي إلا بعد وفاتها بسنة واحدة، وقد قامت صديقتها الحميمة (بيرثا) بطباعتها عام 1925،.
والرواية تحمل عالماً من الاعتراف غير العادي، أعلنت فيه ظهور الحداثة الأدبية مع اتساع الهوة بين النخبوي والشعبي في الأدب، وهي تهدي فيها الحب المثالي في تلك العلاقة الخاصة والفاشلة بين الكاتبة كورللي والرسام الشهير آرثر سيفرن، مستخدمة مجموعة من الاستراتيجيات الخطابية لتظهر أن الرومانسية الخيالية تهدف إلى التعبير عن الحب المثالي بعيد المنال، وفيها تنهي الكاتبة قصة حبها المثقلة بالبوح والعتب والذكريات الممزوجة بكبرياء الأنثى المجروح، بعبارتها الشهيرة مخاطبة حبيبها الرسام الخائن الذي تزوج بغيرها طمعاً بالمال، وأرسل لها بوقاحة دعوة لحضور زفافه: «إلا أنه لو كان لك أن تستعيض عن حبي القديم بديلاً من دنانير زوجتك هذه لعددت نفسك أنكد المظلومين عيشاً وأسوأهم طالعاً، أنت أحسنت إلى نفسك بإعدادك لها مركزاً مالياً صحت به أحلامك، ولم تسع دهرك قط إلى هدف أعلى منه، وأنا أحسنت إلى نفسي بأن أكون عاملة بسيطة يحرق جبينها حصولاً على كل درهم تحتاج إليه.. ولكني وإن كنت عاملة فإني من الحالمين أيضاً، أنسج رؤى وأماني عذبة، إحداها الحب الذي قوطعت فيه، وأوقظت منه بقسوة، على أني مازلت قادرة على أن أحلم، أما أنت فمقصي من منطقة أحلامي، كما كنت نائياً عنها من قبل، لأنك لا تزيد عن حقيقة قذرة!».
ماري كورللي 1855-1924 الكاتبة الأكثر شعبية كانت خلال ثلاثين عاماً محط سخرية نخبة من النقاد، لكن آراءهم لم تحدث أي تأثير في ظهورها وخاصة بعد صدور كتابها (أسف الشيطان) الذي باع في عام واحد 1906 مئة ألف نسخة، محطماً كل سجلات النشر السابقة..
كورللي المثيرة للجدل، والكاتبة الأكثر قراءة في انكلترا، طلبت الملكة فيكتوريا اقتناء كل مؤلفاتها التي بلغت الثلاثين، مثلما فعل الملك ادوارد السابع والملكة الكسندرا، ونالت حظاً من مديح تشرشل في أسلوبها الكتابي الرائع والجريء وقد أرسل لها ذلك في خطاب خاص.
ماكاي: لقب العائلة
د. رغداء مارديني
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد