قادة أمريكا العسكريون يتقاذفون التهم حول الفشل بأفغانستان
خلال جلسات استجواب أمام الكونغرس حول الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان سارع قادة أمريكا العسكريون إلى القاء اللوم على بعضهم البعض وعلى رئيسهم جو بايدن في محاولة واضحة لإنقاذ ماء الوجه أمام الفشل الذريع الذي منيت به الولايات المتحدة في أفغانستان وعودة حركة طالبان إلى سدة الحكم.
رئيس هيئة الأركان الأمريكي مارك ميلي أقر خلال جلسة في الكونغرس أمس بهزيمة بلاده في أفغانستان بعد شهر على انتهاء الانسحاب الأمريكي من هذا البلد وما رافقه من تخبط وفوضى واصفا الحرب هناك بأنها “خاسرة ولم تنته بالشروط التي أردناها.. الوضع النهائي يختلف تماما عما أردناه وهذا الفشل الاستراتيجي كان نتيجة لسلسلة قرارات استراتيجية تعود إلى زمن بعيد.
ميلي كشف أنه نصح بايدن بتأجيل الانسحاب من أفغانستان وخاصة أن حركة طالبان التي سيطرت خلال أيام قليلة على كابول مع انهيار الجيش الأفغاني ما زالت تحتفظ بعلاقاتها مع تنظيم “القاعدة” الإرهابي.
قائد القيادة الوسطى في القوات الامريكية الجنرال كينيث ماكينزي أكد هو الآخر أنه نصح بايدن بالإبقاء على 2500 جندي في أفغانستان لتجنب انهيار السلطة في كابول مشيرا إلى أن البنتاغون لم يكن يتوقع سيطرة حركة طالبان بهذه السرعة.
وفي إطار محاولاته لتبرير قرار الانسحاب المفاجئ من أفغانستان قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال الجلسة إن تمديد بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان كان سيعرضها للخطر ولتهديدات كبيرة معترفا بخطأ الحسابات في أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بحجة مكافحة الإرهاب.
كما أنحى أوستن باللائمة على الحكومة الأفغانية قائلا أن واشنطن لم تكن تدري حجم الفساد الذي كان مستشريا.
ووسط إصراره على صحة القرار الذي اتخذه بشأن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ما زال بايدن يواجه سيلا من الانتقادات ولا سيما من الجمهوريين الذين استغلوا فرصة فشل استراتيجيته في الانسحاب العسكري من أفغانستان والفوضى الكارثية التي رافقت عمليات الاجلاء من مطار كابول والتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في المطار للمطالبة بعزله من منصبه فيما يستمر الجدل الحاد بين الاوساط السياسية بواشنطن حول مسؤولية سقوط كابول في يد طالبان وما يحمله ذلك من تداعيات.
إضافة تعليق جديد