كاتب مسلسل «أسمهان» ينضم إلى قافلة المعترضين ويتبرأ من المسلسل
شارف مسلسل »أسمهان« على نهايته ولكن يبدو ان ردود الفعل عليه قد بدأت للتو. فقد أعلن الكاتب والممثل السوري ممدوح الأطرش، براءته من المسلسل، مع انه الكاتب الأساسي له وكان من أشد المتحمسين إليه لا بل يعتبر صاحب فكرة المسلسل.
يبدأ الحديث مع الأطرش من مرحلة التحضير لـ»أسمهان«، يشير إلى تعاقب مجموعة من الكتّاب على المسلسل بعده، بدواعي مختلفة، يقول الأطرش، حيث التقيناه في مكتبه في دمشق عقب إعلانه »البراءة« من المسلسل: »كلّفتُ قمر الزمان علوش بإعادة صياغة العمل لكي يتماشى مع رغبات الرقابة في التلفزيون السوري. وحين تنازلتُ عن نصي للمنتج فراس ابراهيم بشرط أن أكون مشرفاً فنياً على العمل، كلّف بدوره المخرج نبيل المالح بإعادة صياغة المسلسل متحججاً بضخامة الكلفة الإنتاجية للنص الأساسي. عُرضتْ عليّ الحلقات الخمس الأولى بعد صياغتها، فاحتججت لدى الشركة المنتجة على عدد من النقاط، وعلى عدم فهم المالح للبيئة التي تتحرك عبرها الشخصيات، فوعدني فراس ابراهيم بالأخذ بتلك الملاحظات، وقال لي »اطمئن ستُفتح غداً حفلات التكريم من أبناء جبل العرب لطاقم المسلسل«. لكنني فوجئت تالياً أن العمل أُسند إلى الماجري، وأن التصوير قد بدأ من دون أن يستدعيني أحد لحضور مشهد واحد من التصوير«. وعما قيل في معرض الرد عن انه قد اختار أحد آل الأطرش مندوباً عنه لمراقبة العمل قال: »رائد الأطرش (مساعد المخرج في المسلسل) ليس مندوباً عنّي، وهو وليد في المهنة، كما أنه لا يفهم البيئة ولا يعرف شيئاً عن تاريخها«.
وعن اعتراضاته التي دفعته إلى إشهار موقفه من العمل قال الأطرش: »لقد جرى تزوير الشخوص، وبُدّلت من شخصيات محترمة إلى أخرى ممسوخة، ففؤاد شخصية مرضية نفعية غير متزنة، وعلياء المنذر، تلك الأم الرائعة والمضحية لأسمهان، شوّهها وكأنه لا يهمها سوى جلب المال، وأنها تقود ابنتها للخطأ، وفريد الأطرش شخصية سلبية لا حول له ولا قوة. لقد خرج المسلسل عن مساره في تصوير رحلة شقاء أسمهان الفنية، ودخل بخصوصيات لا تفيد«. أما عن شخصية أسمهان فيقول الأطرش »لقد قدمها المسلسل بصورة مغايرة لحقيقتها، معتمداً على الكتابات السيئة التي كتبت في الصحف المصرية، أو على مذكرات التابعي وسواه، الذين أساؤوا لأسمهان بسبب أحقاد شخصية. وكانت رُفعت بحقهم دعاوى من قبل فؤاد الأطرش بنفسه ونجح باستصدار أحكام بمنع هذه المؤلفات الزائفة. لقد صُورت أسمهان كعاهرة، وأنا أستغرب من فنانة كسلاف فواخرجي أوليناها الثقة أن تتابع التصوير على هذه الشاكلة. ومع الأسف فإن الفنانة نجحت في تصوير أسمهان كعاهرة وفشلت في تصويرها كأميرة. هي التي أجزم أنها لم تحب رجلاً في حياتها، ولا حتى المخرج أحمد بدرخان، الذي تزوجت منه صورياً للحصول على الجنسية المصرية«.
ومن بين المشاهد التي استنكرها الأطرش مشهد ملاحقتها لمحمد التابعي حين تبعته إلى الاسكندرية وطلبت أن تسافر معه بحراً فرفض، ووصفه بالمشهد الرخيص، وقال: »لقد رفضت حماية الملك فاروق لأنه طلب منها أن تتبعه إلى الاسكندرية، وأرسلت تقول له »أنا أميرة قبل أن تكون ملكاً»، فكيف تقبل أن تلحق بالتابعي، هذا الذي يقول في مذكراته: »أنا عشقت أسمهان، ولكني لم أشعر بلحظة أنها أحبتني«...
كما استنكر الأطرش »مشاهد دخول أسمهان إلى قصر حسنين باشا وغيره من قصور، وكذلك مشاهد القمار والتدخين«، وتابع »حتى لو كانت أسمهان كذلك، ليس من واجبنا أن نتدخل في حياة الناس. أم كلثوم صورت كآلهة في مسلسلها، وهي لم تكن كذلك«.
واعترض الأطرش على ما أسماه »تزوير التاريخ، وإلغاء الخط الوطني في المسلسل«، وهو يقصد إلغاء خط يصوّر استجابة أبناء جبل العرب لإعلان الثورة العربية، ورفع العلم العربي لأول مرة في سماء دمشق، الأمر الذي اقتضى عقوبات من الأتراك، كان من بينها الأمر بإلقاء القبض على والد أسمهان فهد الأطرش، الذي هرب بدوره إلى بيروت. كما أبدى الكاتب استغرابه لتبديل مشهد المرأة البدوية (كما كتبها ممدوح) التي تلجأ إلى الأمير حسن طلباً للحماية من أهلها الذين يطاردونها صوناً للشرف، بخادمة درزية تعشق شامياً فتهرب معه، فيحميها الأمير.
ويضيف الكاتب، الذي أكد أنه سيرفع دعوى قضائية يلاحق فيها الجهات المنتجة والمحطات التلفزيونية التي تعرض المسلسل: »كان الأجدر بآل الأطرش، الذين أوقفوا المسلسل في المحاكم لخمس سنوات، أن يتكاتفوا لإنتاج العمل بالشكل اللائق«.
وليس معروفاً بعد في ما إذا كان موقف ممدوح الأطرش استجابة لضغوط من بعض أهل الجبل وعائلة الأطرش، خصوصاً انه أعلن متأخراً موقفه هذا.
راشد عيسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد