"كانّ" السينمائي الـ66.. أفلام واعدة وجماليات متنوّعة
في كل عام، يُقدّم مهرجان "كان" السينمائي مجموعة من الأفلام الصادمة، جمالياً وثقافياً وسينمائياً ودرامياً. ذلك بأن هذا المهرجان المُصنّف "فئة أولى" يُقدّم لضيوفه المتنوّعين أفلاماً جديدة لم تُعرض سابقاً أبداً، إلاّ باستثناءات قليلة جداً كأن يُعرض فيلم ما في بلد المنشأ فقط. وغالباً ما يختار مبرمجو المسابقة الرسمية والمسابقات الجانبية أفلاماً تشي بكثير من الإبداع البصري الآسر. هذا ما تابعه (ويُتابعه) ضيوف الدورة السادسة والستين (15 ـ 26 أيار 2013) للمهرجان، إذ بدا بعض العناوين اللافتة للانتباه بمثابة إضافات نوعية على المشهد السينمائي الدولي.
من بين هذا الكمّ الجميل، هناك أفلام ردّدت تعليقات نقدية عديدة بأنها "طبعت" الدورة الجديدة هذه بـ"سمات جمالية ومؤثّرة"، لكونها نابعة من عمق المعالجة المتخيّلة لوقائع وحكايات، كـروابط الدم" للمخرج الفرنسي غييوم كاني، الذي وإن لم يُدرج في لائحة الأفلام المتنافسة على "السعفة الذهبية"، إلاّ إن صعود مخرجه وممثليه سلالم "قصر المهرجان" قبيل العرض كان له "وقع خاص"، لأنه الفيلم الأول لصاحبه الذي ينطق باللغة الإنكليزية، والمرّة الأولى أيضاً التي يتعاون فيها مع "نجوم" من هوليوود، أمثال كليف أوين وميلا كونيس وزوي سالدانا، إلى جانب الفرنسية الرائعة ماريون كوتيار. وقد اعترف كاني أنّه واجه صعوبات جمّة في نيويورك قبل إطلاق عملية التصوير، لأنه لم يكن معروفاً هناك، فشعر كما لو أنه يصوّر فيلمه الأول (تبدأ عروضه التجارية في 30 تشرين الأول 2013). هناك أيضاً "حياتي مع ليبيراس" لستيفن سودربرغ (تمثيل: مايكل دوغلاس ومات دايمون ودان آيكرويد). أما ليبيراس، فهو عازف بيانو اشتهر في أميركا بين خمسينيات القرن المنصرم وسبعينياته، يؤدّي دوره دوغلاس، في فيلم يروي مسار هذا الفنان الصاخب، والبيئات التي عاش فيها وعرفها، والمناخات المختلفة التي عاصرها. أما "شابة وجميلة" لفرنسوا أوزون، فاعتبر من أكثر الأفلام جرأةن لتناوله قصّة طالبة جامعية (17 عاماً) تقرّر العمل في الدعارة. اختار أوزون لهذا الدور عارضة الأزياء مارين فاتش، التي اشتهرت بإعلاناتها الخاصّة بعطر "سان لوران"، وهو أطلقها في فيلم يعتمد على الجمالية أكثر من اعتماده على المشاهد الجريئة، التي هي في الفيلم أقلّ من المتوقّع.
بالإضافة إلى هذا كلّه، هناك "داخل لوين دايفيس" للأخوين إيتان وجويل كوين (تمثيل: أوسكار اسحاق وكاري موليغان وغاريت هيدلوند ودون غودمان): يحكي قصّة المغنّي دايف فان رونك، الذي كان يشبه بأسلوبه بوب ديلان، وكان يملأ شوارع "غرينويتش" بموسيقاه في ستينيات القرن الماضي. في المقابل، هناك "المهاجر" لجايمس غراي (تمثيل: ماريون كوتيار ويواكيم فونيكس وجيريمي رينير). يحكي قصّة المهاجرتين الأميركيتين إيوا سيبولسكي وأختها ماغدا، اللتين تُهاجران من بولونيا إلى القارة الجديدة، المعروفة باسم "قارة الوعود والأحلام". غير أن الأمور تجري في اتجاه معاكس. فيلم "قصر في إيطاليا" لفاليريا بروني تيديشي ولويس غاريل وكزافييه بوفوا، بمثابة سيرة ذاتية لفاليريا تيديشي، التي أعطت الدور البطولي إلى جانبها لصديقها لوي غاريل، كما تلعب دور والدتها أمها الحقيقية: "يحمل الفيلم تشويقاً وإثارة في كشف تفاصيل حياة المخرجة"، وهي أخت كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
نديم جرجورة
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد