كوريا الشمالية تفجّر قنبلة نووية ثالثة وتلوّح بالمزيد
في تحدّ واضح للولايات المتحدة، أجرت كوريا الشمالية فجر أمس تجربتها النووية الثالثة، لتواجه إدانات دولية واسعة حتى من حليفتها الأقرب الصين. لكن بيونغ يانغ لم تأبه للإدانات والتهديدات بالمزيد من العقوبات، بل حذرت من أن هذه الخطوة سيتبعها المزيد من الإجراءات التصعيدية بما في ذلك تجارب نووية جديدة.
وفي تجربتها الثالثة، استخدمت كوريا الشمالية «قنبلة نووية مصغرة أخف وزنا»، لكن لديها قوة تفجيرية أكبر. وأوضحت بيونغ يانغ أن حجم النشاط الزلزالي بيّن أن التفجير أكبر قليلا من التجربتين النوويتين السابقتين، وهو بين ستة وسبعة كيلو طن. وكانت شدة التفجير الأول في العام 2006 قد بلغت 4,1 درجات على مقياس ريختر، وسجل الثاني الذي أجري بعد ثلاث سنوات هزة شدتها 4,52 درجات.
وبحسب وكالة «مراقبة التجارب النووية» في فيينا فإن الانفجار بلغ خمس درجات على مقياس ريختر. وأشارت إلى أن الموقع الذي شهد «حادثة زلزالية لديها ميزات انفجار... يتطابق إلى حد كبير» مع موقع التجربتين السابقتين. كذلك، أفادت أجهزة رصد الزلازل في كوريا الجنوبية عن هزة بقوة 4,9 درجات في موقع التجارب النووية الذي تستخدمه بيونغ يانغ في شمال شرقي البلاد، بحسب وزارة الدفاع في سيول.
وبحسب وكالة «يونهاب الكورية الجنوبية» فإن بيونغ يانغ أبلغت كلا من بكين وواشنطن أمس الأول، عن عزمها إجراء تجربة نووية، الأمر الذي أكدته المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند، التي أشارت إلى أن بيونغ يانغ أبلغت واشنطن نيتها إجراء تجربة نووية، إلا انها لم تحدد التوقيت. ورفضت نولاند توضيح متى علمت واشنطن بالأمر.
وحذرت كوريا الشمالية من أن تجربتها النووية لم تكن إلا خطوة أولى ستتبعها إجراءات أكثر حزماً في حال فُرضت عليها عقوبات جديدة مشددة. وأكدت وزارة الخارجية في بيان، «لم تكن التجربة النووية الأخيرة سوى خطوة أولى راعينا فيها اكبر قدر من ضبط النفس»، مضيفة «لكن إذا أصرت الولايات المتحدة على تعقيد الموقف بعدوانيتها المستمرة فلن يبقى لنا خيار سوى القيام بجولة ثانية وثالثة وأخرى».
ولم يقتصر التصعيد الكوري على بيان وزارة الخارجية، بل انها أكدت على لسان السكرتير الأول لبعثتها في جنيف أمام منتدى الأمم المتحدة جون يونغ ريونغ أنها لن تذعن لأي قرارات دولية «غير منطقية» ضد برنامجها النووي العسكري.
وقال المسؤول الكوري الشمالي ان «الولايات المتحدة وأتباعها مخطئون بشكل محزن إذا ظنوا أن كوريا الشمالية ستقبل بالقرارات غير المنطقية تماما ضدها». وأشاد بالتجربة على اعتبار أنها كانت «آمنة وممتازة»، مؤكداً أنها «جزء من إجراءات عملية للدفاع في مواجهة العمل العدائي الضاري الذي تشنه الولايات المتحدة».
وتوقعت وكالة الاستخبارات الوطنية في سيول أن يكون رد كوريا الشمالية على العقوبات إجراء المزيد من التجارب النووية، فضلاً عن تجارب إطلاق صواريخ باليستية.
واجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل سريع في نيويورك من أجل بحث التجربة الكورية الشمالية الـ«فادحة»، بحسب ما جاء في بيانه.
ووفقاً لبيان المجلس فإن الدول الأعضاء «يدينون بشدة هذه التجربة التي هي انتهاك خطير لقرارات المجلس الثلاثة». وذكّر البيان بالتحذير الذي أطلقه في كانون الثاني الماضي باتخاذ «إجراء كبير» في حال أجرت كوريا الشمالية تجربة جديدة، مضيفاً انه «انسجاما مع هذا الالتزام وفداحة هذا الانتهاك، فان أعضاء المجلس سيبدأون العمل فورا على وضع الإجراءات المناسبة في إطار قرار لمجلس الأمن».
ولم يأت البيان على ذكر مباشر للعقوبات، التي طالبت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا واليابان بزيادتها.
من الممكن القول ان المجتمع الدولي برمته دان التجربة النووية، وبالطبع كانت الولايات المتحدة في المقدمة. وقد برز أيضاً انتقاد كل من الصين وإيران.
وأعربت الصين عن معارضتها الشديدة» للتجربة النووية من دون استخدام كلمة «إدانة». وبعدما استدعت سفير بيونغ يانغ لديها، حثت على «عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يفاقم الوضع»، ودعت إلى استئناف المباحثات السداسية المتعثرة حول برنامج كوريا النووي.
بدورها، دعت روسيا كوريا الشمالية إلى وقف «نشاطاتها غير المشروعة». وطلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منها التخلي عن برنامجها النووي والعودة إلى المحادثات السداسية.
وحتى إيران انتقدت التجربة، على اعتبار أنه يجب «ألا تملك أي دولة» السلاح الذري، بحسب وزارة الخارجية.
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تحرك «سريع» من المجتمع الدولي لمواجهة هذه الخطوة «الاستفزازية»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أنفسنا وحلفائنا».
أما اليابان، فاعتبرت التجربة «مؤسفة جداً»، وتهدد سلامة البلاد. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها «انتهاك فاضح لقرارات مجلس الأمن». ودان حلف شمال الأطلسي «العمل غير المسؤول». وتوعد الاتحاد الأوروبي «برد حازم» على «التحدي الواضح» الكوري الشمالي. كما دانت التجربة كل من باريس وبريطانيا، وألمانيا، مطالبة برد قاس من الأمم المتحدة.
ودانت إسرائيل «بحزم» التجربة النووية على اعتبار أنها تشكل خرقاً لـ«الالتزامات الدولية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد