كي مون يسحب مبعوثاً أممياً من أفغانستان بعد خلافات
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قراراً الأربعاء بسحب مبعوث المنظمة الدولية إلى أفغانستان، بيتر غالبريث، وسط تقارير أشارت إلى احتدام الخلاف بين المبعوث الأممي ومبعوث الأمين العام الخاص، كاي أيدي، حول نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت بأفغانستان مؤخراً.
وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن "الأمين العام قدم الشكر للسيد غالبريث على الدور الذي قام به أثناء تواجده ضمن بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، وخلال مشوار عمله كمبعوث دولي"، إلا أن المتحدث لم يكشف عن سبب القرار المفاجئ بسحب المبعوث الأممي.
وفيما قال المتحدث باسم المنظمة الدولية إن "الأمين العام أصدر هذا القرار لمصلحة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان"، فقد ذكر أن بان كي مون أكد، في الوقت نفسه، دعمه الكامل لمبعوثه الشخصي للدولة الآسيوية، كاي أيدي.
جاء قرار سحب غالبريث بعد ساعات من إفادة قدمها أيدي أمام مجلس الأمن، في وقت سابق الثلاثاء، قال فيها إن "الأسابيع القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل أفغانستان، حيث تنتظر البلاد نتائج الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس التي جرت الشهر الماضي، وتشكيل الحكومة الجديدة."
وقال أيدي، وفقاً لما نقل الموقع الرسمي للأمم المتحدة: "هذا وقت تقرير المصير بالنسبة لأفغانستان، فهناك عدد من القرارات المصيرية التي ستتخذ خلال الأسابيع القليلة القادمة، ومعاً ستحدد احتمالات النجاح في إنهاء النزاع الذي أصبح أكثر حدة خلال الأشهر الأخيرة."
كما أكد أيدي "يجب احترام النتائج عندما تُعلن، من قبل المرشحين ومؤيديهم، وما يريده معظم الأفغان الآن هو انتهاء عملية الانتخابات وتشكيل الحكومة وتحسين ظروف حياتهم."
وأضاف أن على الرئيس الجديد تشكيل الحكومة، وعلى الحكومة أن تبحث في إطلاق عملية المصالحة واتخاذ قرارات بشأن مستقبل وحجم القوات الأمنية الدولية في أفغانستان، وأولويات المساعدات الدولية الإنمائية، مشيراً إلى أنه على المجتمع الدولي أيضاً اتخاذ قرارات مهمة.
وقال المبعوث الخاص لكي مون في أفغانستان: "لا يوجد جديد فيما يجب فعله، فمعظم هذه القضايا تم الاتفاق عليه عبر المؤتمرات الدولية مرات عديدة، ولكن لم يتم تطبيقه، وهو ما يجب أن يحدث الآن بسبب تأثيره الكبير على الوضع على الأرض."
وبينما أشار أيدي إلى أنه لا يريد التحدث حول الحاجة إلى مزيد من القوات العسكرية، إلا أنه أشار إلى الحاجة إلى تحسين قوة وقدرات الجيش والشرطة الأفغانية، مضيفاً أن على المجتمع الدولي الاهتمام بهذا الجانب، وتوفير التدريب والمعدات، معتبراً أن الولايات المتحدة لن تستطيع القيام بهذا الدور بمفردها.
وعلى الصعيد المدني، أكد أيدي، وهو دبلوماسي نرويجي، على ضرورة منح الأولوية لبناء المؤسسات والتنمية الاقتصادية المستدامة، كما أعرب عن تأييده للدعوة الخاصة بعقد مؤتمر دولي جديد حول أفغانستان وأن يتم عقده في كابول.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد قال في تقريره الأخير عن أفغانستان إنه من المهم أن يلتزم المجتمع الدولي بدعم أفغانستان، وتمكين الحكومة من القيام بواجباتها تجاه مواطنيها.
وكانت تقارير صحفية قد أفادت بأن غالبريث غادر كابول في وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الجاري، على خلفية تصاعد الخلاف مع أيدي، بشأن مزاعم حول حدوث عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية، التي جرت في 20 أغسطس/ آب الماضي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد