كيف تعاون الأكراد مع الأتراك على إبادة الأرمن
الجمل: ظل الأرمن والأتراك يعيشون لفترة طويلة في انسجام ضمن الامبراطورية العثمانية، وذلك لعدة قرون، ولكن خلال المرحلة الأخيرة من عمر الامبراطورية العثمانية برزت بعض المتغيرات التي أدت الى نشوء عوامل الصراع والعنف بين الأرمن والأتراك، وكان من أبرزها:
- تنامي المشاعر القومية في أوساط الأرمن.
- تدخل القوى الأوروبية المتزايد في الأوضاع الداخلية للامبراطورية العثمانية.
- ضعف الامبراطورية العثمانية الداخلي.
- استقلال بعض الأمم عن الامبراطورية العثمانية، مثل الاغريق على النحو الذي انتقلت عدواه إلى الأرمن، فأصبحوا يطالبون بالاستقلال.
- بروز النزعة القومية التركية الحديثة، التي تتحدث عن وطن قومي تركي يمتد من ساحل المتوسط وحتى أعماق آسيا الوسطى.
- لجوء الحركات السياسية الأرمنية إلى التحالف مع خصوم الامبراطورية العثمانية.
المذبحة:
- في الفترة من عام 1894 وحتى عام 1896م تم قتل آلاف الأرمن ضمن ما عُرف بمذبحة حميديان، وذلك بناء على أوامر أصدرها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.
- في عام 1908م وقع انقلاب بوساطة عناصر تركية تجديدية، وقد أيده الأرمن، وبعد مضي فترة زمنية قصيرة، قرر زعماء الانقلاب التخلص من الأرمن، وذلك لأنهم كانوا يمثلون كياناً يقع ضمن منطقة جغرافية، على نحو يشكل حاجزاً أمام تركيا للتمدد شرقاً باتجاه مناطق أذربيجان وآسيا الوسطى، وقد استطاعت هذه المجموعة التركية استخدام أحداث الحرب العالمية الأولى كغطاء في عملية التخلص من الأرمن.
- في 24 نيسان 1915م تمت عملية اغتيال بضع مئات من القادة والزعماء الأرمن في مدينة استطنبول، وبعد القضاء على القيادات الأرمينة، تم البدء بعملية القضاء على مئات الآلاف من سائر أنحاء الامبراطورية العثمانية.
- لم يكن الأرمن في الأرياف والمحافظات البعيدة يعلمون شيئاً عن مصير قادتهم، وكل ما حدث أن الحكومة التركية كانت تطلب منهم تسليم الأسلحة التي بحوزتهم من أجل دعم المجهود الحربي للدولة في الحرب العالمية الأولى، وكان الرجال من الأرمن يقومون بتسليم أسلحتهم، في المراكز والمخافر الرسمية، وبعد أن يتم ذلك، كانوا يفاجأون بعملية القبض عليهم وإرسالهم إلى مراكز التجميع النائية بحيث يتم التخلص منهم، الأمر الذي أدى الى تفريغ القرى الأرمنية بالكامل من الرجال، حتى أصبحت مجرد قرى تتكون من النساء والأطفال.
- لعبت الوحدات العسكرية التركية المكونة من الأكراد دوراً بارزاً في المذبحة الأرمنية، وقد انتهز الأكراد، عملية القضاء الجماعي على الأرمن، وقاموا بالقضاء التام على الأرمن الموجودين في شرق تركيا، بشكل يمهد لجعل كل المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا منطقة كردية خالصة.
التداعيات المعاصرة:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان الأرمن يعيشون في حالة شتات كبير، يتوزعون بين عدد كبير من دول العالم، ولم يكن ثمة كيان سياسي موحد يضمهم سوى أرمينيا، والتي كانت آنذاك من بين جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.. وقد استطاع الأرمن أن يشكلوا جاليات كبيرة في كل دول الشرق الأوسط تقريباً.
بقيام الأمم المتحدة، وقيام المفوضية العليا لحقوق الإنسان، تم الاعتراف بالعديد من المذابح الجماعية التي حدثت في العالم، ولكن بخصوص المذبحة الأرمنية، فقد قامت الحكومة الأمريكية وإسرائيل، وبعض الدول الغربية الأخرى بإعاقة وعرقلة عملية الاعتراف الدولي بالمذبحة، وذلك إرضاء لتركيا المتحالفة مع أمريكا وإسرائيل، وظلت الكثير من المنظمات الدولية غير الحكومية تطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بمذبحة الأرمن، ولكن دون جدوى، وبالأمس قررت الحكومة الفرنسية الاعتراف بمذبحة الأرمن، وتعمل حالياً من أجل إصدار قانون في فرنسا يجرم ويدين كل من ينكر وقوع المذبحة الأرمنية.. وفي مواجهة هذا الموقف الفرنسي أعلن الرئيس التركي أن الأرمن قد قتلوا في فترة الصراعات الحربية الداخلية والخارجية التي حدثت في تركيا مطلع القرن الماضي، وقد قتل في هذه الصراعات مئات الآلاف من الأتراك وغير الأتراك، وهدد برد انتقامي تركي ضد الإجراء الفرنسي الأخير.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد