كيف يعمل صقور الإدارة الأمريكية لربط سورية بالملف النووي الإيراني

12-02-2008

كيف يعمل صقور الإدارة الأمريكية لربط سورية بالملف النووي الإيراني

الجمل: ما تزال بنود اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية تشكل أحد المسارات المحتملة لعملية استهداف سوريا لجهة الذرائع التي –بمجرد اكتمال فبركتها وتزويرها- يمكن أن تتيح لمحور واشنطن – تل أبيب أن يبني ملفاً جديداً يضاف إلى ملف المحكمة الدولية في عملية الاستهداف الدولية متعدد الأطراف ضد سوريا.
* كوريا الشمالية: محاولة "الانقلاب الدراماتيكي" على "التحول الدراماتيكي":
يقول الباحثان سوتزي كيم وجون فيفر، في تحليلهما الذي نشره مركز دراسات السياسة الخارجية تحت دائرة الضوء الأمريكي بأن أسلوب إدارة بوش في التعامل مع كوريا الشمالية أصبح لا ينحصر ضمن حدود أزمة الملف النووي الكوري الشمالي وإنما أصبح يتعدى ذلك بما يشمل ويغطي توجهات السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالتركيز على إطلاق تسمية "إدارة المناطق الجامحة في العالم" والتي تتمثل تحديداً بالبلدان التي ظلت تشكل هدفاً رئيسياً للإدارة الأمريكية أو بالأحرى البلدان التي ينظر إليها الإدراك الأمني للبيت الأبيض باعتبارها تمثل مصدر الخطر والتهديد للأمن القومي الأمريكي ومن أبرزها في الوقت الحالي سوريا وإيران.
تصاعدت أزمة الملف النووي الكوري الشمالي وعن طريق اللجنة السداسية الدولية نجحت إدارة بوش في تحقيق اختراق كبير أدى لحدوث تحول دراماتيكي في الأزمة عندما تم التوصل إلى صفقة أوقفت بموجبها بيونغ يانغ أنشطة برنامجها النووي. وبرغم ذلك، ما تزال تجري بعض الجهود الحثيثة بواسطة صقور الإدارة الأمريكية ومجلس الأمن القومي وعناصر اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد من أجل تحقيق اختراق مضاد يؤدي إلى انقلاب دراماتيكي يطيح بالاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة السداسية مع بيونغ يانغ.
* ملامح وأبعاد محاولة الانقلاب الجارية:
تتكون اللجنة السداسية التي تفاوضت مع كوريا الشمالية من الولايات المتحدة والصين وروسيا وكوريا الشمالية وكوريا الشمالية، وقد تم التوصل في 13 شباط 2007م إلى:
• تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي.
• تطبيع العلاقات الغربية والأمريكية مع كوريا الشمالية.
• استبدال اتفاقية الهدنة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية باتفاقية سلام.
• إدماج كوريا الشمالية ضمن الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لبناء هيكل سلام إقليمي شمال – شرق آسيوي.
تقول التسريبات الواردة من واشنطن بأن مبدأ صقور الإدارة الأمريكية وجماعة المحافظين الجدد هو "كل شيء ما عدا كلينتون" أي أن أسلوب الرئيس السابق بيل كلينتون في التعامل مع كوريا الشمالية عن طريق الحوار والتفاهم والتفاوض الدبلوماسي هو أسلوب مرفوض تماماً ويتوجب على الإدارة الأمريكية أن تستخدم كل شيء ما عدا أسلوب كلينتون، وتقول المعلومات أنه عندما قررت إدارة بوش الانخراط في التفاهم والتفاوض مع كوريا الشمالية عبر اللجنة السداسية كانت أهداف إدارة بوش تتمثل في الآتي:
• الهدف المعلن الذي يتوجب عدم تحقيقه هو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع كوريا الشمالية.
• الهدف غير المعلن الذي يتوجب تحقيقه هو استدراج كوريا الشمالية والصين وروسيا إلى عملية دبلوماسية سداسية لا تنتهي، وفي الوقت نفسه ممارسة الضغوط والحصار ضد كوريا الشمالية بما يؤدي إلى إضعاف نظامها وإسقاطه وتوح شبه الجزيرة الكورية على غرار نموذج توحيد ألمانيا، بحيث تحدث ثورة شعبية في كوريا الشمالية على غرار ثورة ألمانيا الشرقية ويحطم الكوريون الشماليون الجدار الفاصل بين الكوريتين على غرار تحطيم جدار برلين وبذلك تتم عملية إدماج كوريا الشمالية ضمن كوريا الجنوبية.
ولكن بسبب الخلافات داخل الإدارة الأمريكية بين معسكر الحرب الذي يقوده نائب الرئيس ديك تشيني ونائب مستشار الأمن القومي إبليوت إبراهام، ومعسكر الدبلوماسية الذي تقوده وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز، وأيضاً بسبب الضغوط التي واجهتها إدارة بوش في العراق وأفغانستان، إضافة إلى صعود تكتل منظمة تعاون شنغهاي فقد كانت إدارة بوش أكثر احتياجاً لإنجاز نجاح ما مهما كان الثمن في أزمة الملف النووي الكوري الشمالي طالما أن النجاح في أزمة الملف النووي الإيراني غير ممكن.
* لماذا الانقلاب على اتفاقية اللجنة السداسية: العامل السوري:
يقول تحليل سوزي كيم – جون فيفر، بأن ما هو غير قابل للتفاوض عليه في الوقت الحالي –بنظر صقور الإدارة الأمريكية- هو ما أطلقت عليه تسمية «الصلة السورية» بالملف النووي الإيراني، والجديد في الأمر حالياً أن صقور الإدارة الأمريكية أصبحوا يستخدمون هذا المصطلح باعتباره الذريعة الرئيسية التي يجب أن تدفع إدارة بوش إلى إعلان انسحاب أمريكا من اتفاقية اللجنة السداسية على أساس اعتبارات أن الصلة السورية هي دليل على أن كوريا الشمالية قد أصبحت دولة "مارقة" فيما يتعلق بتنفيذ بنود الاتفاق بسبب تورطها في التعاون نووياً مع سوريا. وتقول التسريبات الواردة من واشنطن أن آخر التطورات فيما يتعلق بـ"الصلة السورية" يتمثل في الآتي:
• ما تزال إدارة بوش لا تحرك ساكناً إزاء موضوع "الصلة السورية" لأن وزيرة الخارجية أصبحت قادرة على المناورة وإفساح المجال للجهود الدبلوماسية بعد خروج جون بولتون ورفيقه روبرت جوزيف .
• استطاع اللوبي الإسرائيلي استخدام الصلة السورية في إعداد "الكمين" الجديد للإدارة الأمريكية وهذه المرة لن يكون هذا الكمين في البيت الأبيض فحسب وإنما في الكونغرس أيضاً.
تفاصيل الكمين:
• عضوان في الكونغرس الأمريكي:
* الجمهوري هويكيسترا عن ولاية ميامي.
* الجمهورية إليانا روز-ليتينن عن ولاية فلوريدا.
أكدا بأن إدارة بوش لم تقم حتى الآن بالاستجابة لطلب "بعض" أعضاء الكونغرس لإدارة بوش بتقديم إفادات حول الغارة التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية صبيحة يوم 6 أيلول 2007م ضد أحد الأهداف السورية.
• عندما تقدم إدارة بوش إفاداتها المطلوبة بشأن الغارة الإسرائيلية إلى الكونغرس فبالتأكيد سوف تتضمن الإفادة المزاعم الإسرائيلية القائلة بأن الهدف كان تدمير إحدى المنشآت النووية السورية التي تمت إقامتها بمساعدة كوريا الشمالية.
• بعد هذه الإفادة ستتركز جهود اللوبي الإسرائيلي وتحديداً منظمة «الإيباك» واليهود الأمريكيين الجمهوريين والديمقراطيين الأعضاء في الكونغرس والبالغ عددهم 40 عضواً إضافة إلى حلفاهم باتجاه الآتي:
* استصدار الكونغرس لقرار بإلغاء أو على الأقل تجميد اتفاق اللجنة السداسية التي تم التوصل إليه مع كوريا الشمالية.
* تكليف لجان الكونغرس المختصة بالأمن والاستخبارات والدفاع والشؤون الخارجية إجراء المزيد ن التدقيق حول حقيقة:
 * تعاون بيونغ يانغ – دمشق.
 * وجود برنامج نووي سوري.
وعلى هذا النحو سوف تبدأ محاولة أخرى من أجل الالتفاف على المعلومات الاستخبارية الأمريكية التي لم تؤكد وجود أي برنامج نووي سوري لجهة استبدالها بمعلومات استخبارية مفبركة تتطابق مع المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية مما يؤكد صحة "الصلة السورية" ويفتح المجال واسعاً ليس من أجل استهداف بيونغ يانغ فحسب، بل ودمشق أيضاً.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...