لافروف يدعو عنان الى تنشيط العمل مع المعارضة السورية لوقف اطلاق النار

10-04-2012

لافروف يدعو عنان الى تنشيط العمل مع المعارضة السورية لوقف اطلاق النار

اعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها يوم الثلاثاء 10نيسان ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية لتنشيط العمل مع المعارضة السورية لوقف اطلاق النار في البلاد وذلك في مكالمة هاتفية.
وجاء في البيان ان "سيرغي لافروف شدد على ضرورة ان تتخذ المعارضة السورية والبلدان المؤيدة لها اجراءات عاجلة لغرض ضمان وقف ثابت للعنف، داعيا كوفي عنان لتنشيط العمل معهم على هذا الاتجاه".
واشير في البيان الى ان "ما يجب ان يصبح خطوة هامة تؤمن تطبيق خطة عنان بدقة هو نشر آلية الرقابة للامم المتحدة في سورية بأسرع ما يمكن وبالتطابق التام مع البيان الرسمي لرئيس مجلس الامن الدولي الصادر في 5 ابريل/نيسان الجاري".
وذكرت الخارجية انه جرى خلال المكالمة الهاتفية "التعبير عن الارتياح لاستعداد قيادة الجمهورية العربية السورية لمواصلة تنفيذ خطة عنان التي اقرها مجلس الامن الدولي وللتعاون الفعال مع بعثة عنان".
واحاط الوزير الروسي كوفي عنان علما بالمباحثات التي اجراها مع نظيره السوري وليد المعلم. وعاد الى التأكيد على "دعم الجانب الروسي لجهود عنان لتسوية النزاع في سورية وضرورة التنفيذ غير المشروط لبنود خطته من قبل كافة الاطراف المعنية". بدوره اشاد المبعوث بمساعدة الجانب الروسي على نجاح مهمته.

وكان لافروف، قد أكد خلال لقاءه مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو  أن اللقاء جاء في لحظة حاسمة بالنسبة لسورية ولمنطقة الشرق الأوسط برمتها.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وليد المعلم عقد في ختام مباحثاتهما اليوم 10نيسان أن روسيا ومنذ بداية الأزمة في سورية، المستمرة منذ أكثر من عام والتي حصدت ارواح بضعة آلاف من المدنيين والعسكريين، دعت إلى وقف العنف وترك مسألة تقرير المصير للسوريين أنفسهم وحل القضايا الداخلية من خلال الحوار الشامل بدون أي تدخل خارجي. وأشار الى أن هذا التوجه مسجل في بيان مجلس الأمن الدولي، الذي تم اتخاذه تلبية للاقتراح الروسي في شهر اغسطس/آب من العام الماضي.
واشار لافروف إلى أن روسيا دعمت مبادرة جامعة الدول العربية التي صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عندها تم ارسال بعثة مراقبين من العرب، لكن "للأسف تم وقف المهمة من قبل القائمين عليها".
وأكد الوزير الروسي على أنه اليوم "لا نريد نبش الماضي بل نفضل التركيز على التمهيد للمسار السياسي"، مضيفا أن موسكو أيدت تعيين كوفي عنان، كمبعوث عربي وأممي إلى سورية، كما أيدت خطته التي تتضمن ستة بنود، و"تحدثنا مع عنان في موسكو حول جميع القضايا المتعلقة بمهمته".
واوضح لافروف ان محادثاته مع المعلم تطرقت إلى مسألة تنفيذ دمشق لخطة "6 بنود"، حيث اعطى الجانب السوري تأكيدات بالتزام السلطات بالخطة وبدء تنفيذ البند المتعلق بوضع الجيش في المدن.
ولفت لافروف إلى ان الجانب الروسي خلال المحادثات شرح تقييمه بأن تصرفات السوريين كان يمكن لها أن تكون أكثر نشاطا وحزما حيال تنفيذ المسائل المتعلقة بالخطة، مشددا في الوقت ذاته أن موسكو لا يمكن أن تتجاهل واقع أن اقتراح عنان لم يحظ بموافقة أكثرية المجموعات المعارضة ومن بينها المجلس الوطني.
وتابع الوزير الروسي قوله إن شركاء المجلس الوطني السوري على الساحة الدولية وقبل أن يبدأ عنان بوضع خطته حكموا عليها بالفشل، داعيا المعارضين والدول التي تؤثر على المعارضة، وخاصة المسلحة منها، أن تستخدم هذا التأثير لوقف اطلاق النار على الفور، كما تنص عليه خطة عنان.
ولفت لافروف إلى أن هذه النقطة تمت مناقشتها خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، مضيفا "وسأقول هذا خلال لقاء وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في واشنطن غداً".
وأكد لافروف على أن ارسال مراقبين دوليين، على خلفية المعلومات المتضاربة الواردة من جميع الأطراف في سورية، له أهمية محورية في انجاح مهمة عنان، معيدا للاذهان أن البنود الستة تتمثل بسحب الحكومة للجيش، بيد أن وقف اطلاق النار الكامل والدائم يمكن ان يتم على أساس متبادل وبتعاون الاطراف جميعا مع المبعوث العربي والأممي، تحت مظلة آلية مراقبة فعالة.
واشار إلى أن مجلس الأمن الدولي، وبعد موافقته على خطة عنان، طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم اقتراح آلية بعثة المراقبين، إلا أن هذه الاقتراح لم يقدم بعد. وأعرب المسؤول الروسي عن أمله في أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن.
واوضح لافروف أن مجموعة من الخبراء التقنيين الأممين عملت في دمشق ونسقت، كما جاء في قرار مجلس الأمن، تفاصيل آلية المراقبة مع السلطات السورية، بمثابة خطوة أولى، وتم الحديث عن تشكيل مجموعة صغيرة من المراقبين العاملين في مرتفعات الجولان يمكن ان تصل سورية في أقرب وقت.
واضاف في هذا الصدد أن الامم المتحدة أرسلت إلى روسيا وغيرها من الدول طلب الموافقة على نقل الكوادر الروسية المتواجدة في مرتفعات الجولان إلى بعثة المراقبين الأممية، مؤكدا ان موسكو وافقت وتأمل في أن تحذو الدول الأخرى حذوها. كما لفت لافروف الى تجمد العمل حاليا بين الحكومة السورية والخبراء الأممين، موضحا أنه سيتحدث مع عنان حول هذه النقطة ويطرح عليه استئناف هذا العمل باسرع ما يمكن.
وقال لافروف إن الجانب الروسي طلب من الاصدقاء السوريين تنفيذ خطة عنان، مؤكدا أن النجاح سيأتي في حال تعاملت جميع الأطراف الدولية، التي لها تأثير على الأطراف السورية وعلى الوضع عامة، بجدية وبروح المسؤولية مع مهمة وقف العنف.
وشدد لافروف مرة اخرى على أن وجود مراقبيين هو عامل هام يسمح بامتلاك صورة أكثر موضوعية لما يحدث في سورية، ويمّكن من تحديد الجهة التي تلتزم بوقف النار وتلك التي لا تطبق ذلك.
وأكد ايضا أن التغطية الاعلامية الموضوعية للأحداث في سورية هي جزء من خطة عنان، وتساعد على ذلك حرية الوصول إلى مناطق مختلفة في سورية "وهذا ما تحدثنا اليوم به"، مضيفا أن تغيرات جرت على هذا الشأن حيث قامت الحكومة السورية باعتماد العديد من وسائل الاعلام الاجنبية، من بينها الروسية.
ودعا لافروف الحكومة السورية والمسلحين في المعارضة ألا يتسببوا بأي أذى للصحفيين العاملين على الأراضي السورية، مثمنا عملهم في ظروف خطيرة أودت بحياة بعضهم.
وكرر الدعوة الى الوقف الفوري لاطلاق النار من قبل الجميع بدون استئناء، مشددا على أنها المهمة الأولية، التي تسمح بايصال المساعدات الانسانية وتسمح ببدء الحوار السياسي الذي سيساعد السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن التدخل الخارجي.
وشدد لافروف أن روسيا ولهذا الهدف بالذات تعمل بصورة شبه يومية مع الحكومة السورية، مؤكدا بحزم عدم وجود أية اجندة مخفية لروسيا، قائلا "نتمنى الهدوء والازدهار والسلام للشعب السوري"، واعرب عن امله في أن تتعامل الأطراف الدولية مع الوضع في سورية من منطلق مصالح الشعب السوري وبدون أي خطط جيوسياسية أو مصالح ذاتية.
 لافروف: السلطات السورية متعاونة مع الصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري

وأشار لافروف أمام الصحفيين إلى أن الصليب الاحمر الدولي يعمل في سورية من بين جميع المنظمات الانسانية، وهو منظمة مستقلة، وان نشاطه في سورية يوضح انه في حال تعامل بموضوعية مع مهامه فمن الممكن التوصل الى نتائج جيدة. وأن موسكو على علم بما يقوم به الصليب الاحمر في سورية. واضاف ان الصليب الاحمر يعمل بعيدا عن الدعاية ويتعاون مع الهلال الاحمر السوري ويقوم بمهامه في جميع المناطق السورية التي تشهد توترا. وقال ان هذا التوجه غير المسيس يساعد بالفعل على تخفيف المواجهات الداخلية. واكد ان هذا الامر لما حدث دون تعاون السلطات السورية.
لافروف: معلوماتنا تدل على عدم سلمية من يواجه السلطات
وأوضح لافروف ان موسكو تعول على موضوعية وسائل الاعلام التي تغطي الاحداث في سورية. واشار الى وجود 100 الف مواطن روسي في سورية، يأتون الى السفارة لحل مشاكل مختلفة، والمعلومات التي يتم الحصول عليها عن طريقهم تدل على عدم سلمية من يواجهون السلطات، معيدا للاذهان انه تم تفكيك عشرات العبوات الناسفة في حمص والعثور على مستودعات للسلاح في مدن غيرها. وشدد على اهمية معرفة الجهة التي تقف وراء التفجيرات الارهابية في دمشق وحلب وغيرهما.

ولفت الى انه عندما تدعو موسكو الحكومة السورية رفع العقبات امام وسائل الاعلام فهي تنطلق من اعتبار ان اكثرية الصحفيين يقومون بعملهم بنزاهة، وهناك حالات استثنائية، وهذا ما تم تأكيده من اقوال صحفيين سابقين في قناة الجزيرة استقالوا احتجاجا على السياسة الاعلامية حيال سورية. وأكد ان السماح للصحفيين الاخرين، وليس فقط للروس، بتغطية الاحداث يصب في مصلحة الحقيقة.

المصدر: روسيا اليوم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...