لحظات لافتة في سوريا، إعلام البعث يروّج لـ"نهاية حكم البعث"
عشية التحضير للاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد، انشغلت وسائل الإعلام السورية بالترويج له، ودعوة السوريين للمشاركة، وهي "لحظة تاريخية لافتة تقوم فيها وسائل إعلام يسطير عليها حزب البعث بالترويج لدستور ينهي دور حزب البعث القيادي في البلاد"، كما يقول خبير بارز ومطلع على تفاصيل الوضع السوري.
وإذ يشكك المراقبون بأن يؤدي الدستور الجديد إلى تغييرات جذرية في الحياة السياسية السورية مرجعين ذلك إلى كون السيطرة هي للأجهزة الأمنية، وليست للحزب، فإن هناك من يراها "لحظة تاريخية" تنتهي فيها حقبة البعث، التي كانت كلمة "رفيق" تلازم الحياة السياسية، وإن دخل كثير من "الرفاق" في مرحلة سياسية ما السجون، وهم الشريحة التي كانت تعرف باسم "القيادة السابقة" التي سجنت في "المزّة".
يقول خبراء القسم السياسي والاستراتيجي إن "إقرار دستور جديد في البلاد بدون نكهة بعثية لابد أن يقود إلى ترتيبات سياسية وأمنية جديدة في البلاد بحكم إزاحة هذه المادة 8 وهذا ما سيكشف عنه القسم في تقرير مفصل لاحقا".
نيقولاوس فان دام، المستشرق الهولندي وصاحب الكتاب الشهير "الصراع على السلطة في سوريا"، قال في تعليق نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية إن الاستفتاء على الدستور السوري يترافق مع العنف المنتشر في البلاد لكن هذا الدستور يسمح بنشاط حزبي جديد في البلاد بعد عقود طويلة من سيطرة حزب البعث.
ويضيف أنه قد يكون من الغباء إجراء الاستفتاء على نسخة الدستور في بعض الأماكن مثل حمص، ولكنه يتابع " يجب أن نأخذ الأمر بجدية، لأن إنهاء دور حزب البعث هو الخطوة الأولى لإنهاء النظام".
يقول مصدر مطلع على خفايا الملف السوري " قد لا يحصل حل على الطريقة اليمنية في سوريا، ولكن أرجّح ان يحصل شئ ما قريبا على الطريقة السورية التي ستحتاج إلى تضحيات وطنية كبيرة، وربما لاحقا ستردد دول أخرى تحصل فيها أوضاع مشابهة عبارة (الطريقة السورية)، وإن لم يحصل هذا فإن البلاد مفتوحة على كوارث ومواجهات ربما لا نخرج منها بسنوات طويلة".
المصدر: سيريا بولتيك
إضافة تعليق جديد