لحظات..عرض سوري راقص ينافس مسارح البرودوي الأمريكية
استطاع طلاب قسم الرقص المسرحي بسنواته الأولى والثانية والثالثة والرابعة تحويل مشروع تخرجهم إلى مستوى عروض مسارح البرودوي الأمريكية ناقلين خبرة أربع سنوات من التدريب المتواصل إلى خشبة مجمع دمر الثقافي في مسرحيتهم الراقصة التي حملت عنوان (لحظات).
وتمكن طلاب الرقص بإدارة أستاذهم الفنان معتز ملاطية لي المشرف على المشروع من تقديم قرابة الساعة والنصف من أنواع الرقص المتواصل افتتحه الطلاب بلوحات متنوعة قال عنها مشرف العرض الفنان معتز ملاطيه لي.. ان (لحظات) هو منتصف الطريق خلال العام 2011-2012 حيث إنها المرة الأولى التي يقدم فيها قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية نتائج امتحاناته العملية بصيغة عرض راقص.
وتضمن عرض لحظات الذي حضره الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة تنويعات حركية تتابعت على الخشبة بقرابة عشر لوحات اتكأ من خلالها مشرف المشروع على تعريض طالب الرقص لمواجهة جدية مع الجمهور عبر اختبار حقيقي لقدرات الجسد الراقص وحيويته الفريدة في نقل عواطف ومشاعر الكائن البشري متجاوزاً بلغة الحركة جميع حواجز التعبير التقليدية نحو مجازات أخرى للرقص المسرحي.
طلاب الرقص عبر اللوحات العشر التي جسدت حالات (الاندفاع.. الشغف.. الاختفاء.. الروح.. التمرد.. الجنة.. الرومان) في نقل أنواع عدة مدارس من الرقص المسرحي التعبيري والحديث والمعاصر إضافةً إلى تنويعات على مدرسة المسرح الجسدي وفق متتاليات حركية جذابة جعلت من الجسد حاملا حقيقيا للفكرة وقدمته كمنتج للدراما وليس وصيفاً لها وذلك بتخطي مفهوم التعبير السطحي لهذا الجسد نحو بناء حركية متوازنة دمجت بين قوة الكتل الراقصة وتجاوراتها على الخشبة بعيداً عن الفهم التقليدي للجسد كعنصر تزييني فائض عن حاجة الراقص.
كما قدم الطلاب جهداً عبقرياً في الدمج بين قصص واقعية من جهة وبين قدراتهم الجسدية عبر محاكاة لوحات موسيقية راقصة جعلوا منها مساحة جديدة للعب على بناء المشهد الراقص وتدوينه في زمن البروفة مستعيرين مقطوعات موسيقا عالمية بغية الوصول إلى مستويات متقاربة بين مناخات كل لوحة راقصة.
وقال مشرف العرض الفنان معتز ملاطية لي .. إن الاشتغال على مشروع (لحظات) استمر لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة بعد عرض (المختبر العاشر) لطلاب السنة الرابعة في قسم الرقص تم خلالها الاتفاق مع الطلاب من جميع سنوات الدراسة على تقديم لوحات في مادة (مختبر التصميم) يقومون عبرها بصياغة قصصهم وأفكارهم الراقصة بالتعاون مع أساتذة مشرفين في السينوغرافيا والموسيقا والأزياء والمكياج بهدف تحقيق متعة لطالب الرقص والجمهور في آن معاً.
وأوضح ملاطية لي أنه في عرض (المختبر العاشر) عملت لأن يكون الطلاب مسؤولين عن لوحاتهم التي قاموا بتصميمها للدفع بهم من مهمة الراقص الصولو إلى مهمة الكريوغراف وذلك لمساعدتهم على دراسة تكوينات العروض الراقصة وتعميق معرفتهم العملية في رسم الحركة الراقصة وبنائها على الخشبة مع العناصر الأخرى المكونة للعرض المسرحي الراقص ما يمهد لتقديم مصممي رقص جدد قادرين على إغناء المسرح السوري المعاصر بهذا النوع من العروض المعتمدة على ثقافة الراقص وقدرته على إقناع الجمهور الجديد بفاعلية حداثة الرقص كفن يتزايد جمهوره في كل دول العالم الشرقي والغربي في آن معاً.
أما في (لحظات) عملت مع الطلاب على تطوير مهارات جديدة تتعلق مباشرةً بحساسية طالب الرقص من خلال تدربهم على رقصات الشعوب الكلاسيك وتقنيات الريبرتورا والليونة والأداء التعبيري والإيماء للوصول إلى مراحل متقدمة في كتابة الجملة الراقصة ودفعها إلى مستويات شعرية ذات أبعاد جديدة يكون فيها خيال الراقص أكثر قدرة على التجريب والتناغم مع المدارس الفنية لرقص العالم.
وأضاف رئيس قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية أن مشروع عرض (لحظات) اعتمد على عدة أنواع من رقصات الهيب هيب والجاز ورقص الصالونات والمعاصر بغية الخروج من يباسة وخشبية المدرسة الكلاسيكية التقليدية في رقص الباليه (الفاغانوفا) التي يجب على الطالب أن يتجاوزها في سنواته الأخيرة من الدراسة نحو مرونة وتعبيرية جسدية خلاقة تجعل من جسده قادراً على إضفاء مستويات شعرية عند المتلقي لهذا النوع من الفن.
يذكر أن عرض (لحظات) من إنتاج مديرية المسارح والموسيقى بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية وهو من إخراج وإشراف مصمم الرقص السوري الفنان معتز ملاطيه لي بالاشتراك مع سالي بيتنجاني ونغم معلا.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد