لقاء مع عبد الحميد الطائي حول كتابه «حموه يرابي»

09-09-2009

لقاء مع عبد الحميد الطائي حول كتابه «حموه يرابي»

صدر حديثا عن دار الفكر بدمشق كتاب لافت حمل عنوان ( حموه يرابي ) للأديب والصحفي العماني عبد الحميد الطائي رئيس تحرير جريدة (OMAN  TRIBUNE) . ، ويضم الكتاب بين طيات صفحاته الـ 315/  خلاصة تجربة إبداعية وفكرية للكاتب قدمها من خلال علاقة خاصة، تفرد بها، مع الحرف العربي، حيث يسبك الحروف بطريقة تعتمد اعتماداً مباشراً على حواسها، ليقدم من خلالها رؤيته للأحداث الوطنية والفكرية والاجتماعية التي يمر بها العالم العربي والإسلامي..,  ولِلْحَرْفِ الْعَربِي كما يقول الطائيِّ .. غايةُ تَلْقِينٍ وَإِيصالٍ لِمَعْنًى مُبِينٍ .. وَلِتَلاقِي الْحُروفِ فِي لُغَتِنا مَعْنًى، يَحْمِلُ مَعَهُ الْحاسَّةَ لِمَفْهُومِ الْجُمْلَةِ لَدَى الْمُتلَقِّي مِنْ بَدْئِها إِلَى خِتامِها. حَواسُّ حُروفٍ، مُحاوَلَةٌ لإِحْيَاءِ أَنْوارِ الْكَلامِ فِينَا فِي سِلْسِلَةٍ تَشْمَلُ أَكْثَرَ مِنْ حَرْفٍ بدأت بِحَرْفِ (الَّلامِ) فِي ((لاتِح)). وَكَما تَلاقَتْ "حَواسُّ النَّهْي" فِي (لاتح) عَلَى حَرْفِ "اللاَّمِ" .. تَتلاقَى "حَواسُّ التَّشْرِيعِ" فِي (مِزاجُ الطِّينِ)عَلَى حَرْفِ "المِيمِ"، لِتُشَكِّلَ الْجُزْءَ الثَّانِي مِنْ سِلْسِلَةِ (حَواسُّ حُروفٍ). اما حواس العدل في ( حموه يرابي ) فهي تتساءل بحروف أربعة عن جدوى الاكتفاء بدور المتفرج فيما يخص الاحتكام لشأننا فتتلاقى حروف الـ ث.ج.ح.خ على قول: ثبت جلياً حجم خراب دار ذم المصلح فيها

حول الكتاب وما تضمنه من أفكار وحكم كان لنا هذا اللقاء مع الأديب عبد الحميد الطائي .. وتطرق الحديث الى أولويات المثقف ومفهوم العولمة الى إشكالية العلاقة مع الغرب. 
• ـ : مع صدور كل كتاب جديد لك تخلق حالة من التساؤلات تبدأ مع عنوان الكتاب .. فالعناوين عندك إشكالية شأنها شأن القضايا التي يناقشها الكتاب نفسه .. بداية جاء (لاتح) ثم (مزاج الطين) والآن (حموه يرابي) .. فما فلسفة العنوان عندك .. وماذا يعني عنوان كتابك الجديد؟

** ـ حمدًا لله على أمره بالعدل والإحسان: في الحروف دفء الكلمة، وفي اللغة العربية غاية الداعي للنور .. إنها لغة التعريف بالحق.
( لاتح ) تقدَّم سلسلة حواس حروف؛ لأن أول أمر تلقاه الإنسان كان (لا) فانكفأ على تأويلها وتجاوزها بتشريعاته الخاصة ظانًّا أنه داهية... فكان (مزاج الطين) لتنبيه من عقل أن أصله من تراب و(ماء).
(حمورابي) لا يجهله من ادعى العدالة, أما (حموه يرابي) فهو سؤال المظلوم للظالم عن سبب (حبسه) العدل وعدم تطبيقه لبناء الإنسان السوي. وهي كلمة مركبة من الدارج العماني وتعني لماذا أو علام يرى؟

* ـ وهل يمكن الحديث عن العدل في ظل الواقع الحاضر الذي نعيشه؟

** ـ في مكان خلا من العدل .. يمكننا التذكير بنمائنا إن حل.

* ـ  بالتالي هل يمكن أن نتحدث عن مشروع (حواس حروف) .. ما الذي تريد أن تقدمه من خلال هذا المشروع الفكري ؟

** تحدثت بعض الألسن المسطحة بالخراب لتعممه على الناطق باللغة العربية في زمن توهمت أنه خلا من الحكمة ، وفي رفِّ المكتبة العربية تصنيف منسوخ عن الأجنبي كالشعر ، القصة ، المسرح وجميعها كتب بحروف تحتاج لإحياء كمرجع مغاير للمطروح ، ولكن بروح الحكمة.
* ـ كيف وجدت التفاعل مع كتابيك السابقين؟ وهل ترى أنك أوصلت ما تريد قوله من خلال هذا التفاعل؟

** ـ تغلق المسامع عن ريبة الكلمة، ويستجيب المستنير لصدق الحرف إن خاطب هدفه ووجهه للرشد.
* ـ يلاحظ غلبة البُعد الاجتماعي في كتابك الجديد عن البُعد السياسي ..؟

** ـ أوجدنا لإتمام مكارم الأخلاق، وفي السياسة مصالح، أما المجتمع بحسن أخلاقه فيعيش العدل.

*ـ يصنف بعض النقاد مشروع (حواس حروف) ضمن المشاريع الثقافية العربية المقاومة القليلة المطروحة في الساحة العربية؟

** ـ جلاد الكلمة يسعى لبعثرة الحروف .. والحواس تستدعيها لتذكير الغافل بحقه المسلوب.

ـ بالتالي كيف تنظر إلى الخطاب النقدي الثقافي العربي ودوره في ظل الواقع الذي نعيشه؟

* يحبذ الحق ولا يدركه، يثمن العلم، فيُهمَّش من الجاهلين.

* ـ كيف ترى التأثير السياسي على الثقافي ضمن هذا الخطاب؟ .. وبالتالي طبيعة العلاقة بين السياسي والمثقف؟

** ـ يتنافسان على سوء الفهم سرًّا، متآلفان أمام العامة.

ـ بناء على ما ذهبت إليه، ما أولويات المثقف الآن؟

* أن يتقي الله فيما يبثه إلينا .. فالأمم ترتقي بنبتة الصلاح.

* ـ هل ترى أن المثقف العربي استطاع أن يستوعب مفهوم الحداثة فعلاً وينتهي من إشكالياتها؟

* * ـ إشكاليات الواقع قد تولد حداثة مطورة للمغيبين, فتزداد غفلتهم بتواصل الاتكال المفرط لنيل لا شيء من المصطلحات جديدة الإغفاء.

* ـ بالرغم من كل ما يقال عن العولمة، فإنه ليس هناك تعريف محدد وواضح لها. ما توصيفك لهذه الظاهرة وكيف تفهمها؟

** ـ أفهم أننا الأمة التي بشرت بالعولمة، ولغايات في ارتضاء الجهل والمادة، كنا أول من تخلى عنها فالتقطها لصوص الحضارة.

* ـ  هل من الضروري مواجهة العولمة ؟

** ـ أنواجه ميزة علينا تنقية معناها؟

* ـ هناك من يقول إن العولمة ستخلق جوًّا ديمقراطيًّا جديدًا في العالم العربي ؟

** ـ  إن كنت تقصد عولمة لصوص الحضارة والمحتلين، فهي خالية من العدل وأسسه.

* ـ من العلاقات الإشكالية المطروحة هي علاقتنا مع الغرب .. كيف يمكن توصيف هذه العلاقة؟

** ـ ضعفنا يحجب التوصيف، فلا يبين خجلاً، هناك علم تجاهلناه، فطوروه هم.

* ـ يتهم بعض النقاد مشروع (حواس حروف) بأنه يتوجه إلى نخبة خاصة من المثقفين. ما قولك؟

* حواس حروف للذين يعقلون فعل الحرف العربي المبين في تلقي العلم, حروف الإبانة حق عام لإدراك النور.

*ـ هل يمكن أن نتحدث عن طقس الكتابة بالنسبة إليك .. متى تكتب ..؟ كيف تلمع الفكرة ..؟ هل تكتبها مرة واحدة ؟

**ـ  أكتب في الفجر، قبل نداء الحق وبعده، فلا أمزق ورقًا، بل أفتح صفحة جديدة تنير الوجدان وتمْلَؤُه اطمئنانًا بنور القرآن .. أبدأ باسم الله وأحمده في الختام.

* ـ متى تشعر أنه يجب التوقف .. لأن سلسلة الحروف كما تكتبها تغوي صاحبها بعدم التوقف، وبالتالي ما الذي يجعلك تتوقف عند هذه الجملة أو تلك؟

** ـ الحرف إن نطق تبكي الجملة خاتمته.

* ـ هل تعرضها على أحد قبل نشرها لأخذ رأيه؟ .. وهل يمكن أن تعدل نصًّا ما إذا أشار أحد عليك بذلك؟

** ـ على القارئ الكريم بعد تدقيقها لُغويًّا.

 

حوار: هناء دويري

المصدر: الثورة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...