لقاءات سعودية ــ إسرائيلية في دولة ثالثة!
«الصيف يجلب معه ليونة في العلاقات السعودية ـــــ الإسرائيلية». بهذه العبارة عنونت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقريراً إخبارياً استعرضت فيه الاختراقات في العلاقة بين الرياض وتل أبيب، بدءاً من مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد قبل يومين في العاصمة الإسبانية مدريد. وتساءلت «هآرتس»، في التقرير الذي كتبه مراسلها للشؤون العربية يوآف شتيرن، عمّا إذا كانت السعودية «تغيّر نهجها مع إسرائيل؟». وقالت إنَّ العلاقات الإسرائيلية ـــــ السعودية، لم تتغير رسمياً، لكنّها أشارت إلى أن «بعض العلامات في الأشهر الأخيرة تشير إلى أن العداء السعودي لإسرائيل يتصدع».
وذكرت الصحيفة أنَّ مؤتمر «الحوار بين الأديان»، الذي بادر إليه الملك السعودي عبد الله وشارك فيه رجل دين يهودي، ليس «الدليل الوحيد». وكشفت، بناءً على تصريحات مسؤولين سياسيين إسرائيليين، عن وجود «لقاءات سرية تجمع سعوديين وإسرائيليين في دولة ثالثة». وأضافت أن هذه اللقاءات «لم تبحث مضمون العلاقات بين الدولتين، لكن فقط المجريات في المنطقة».
وأشارت الصحيفة إلى مبادرة الملك السعودي إلى مؤتمر الحوار بين الأديان، الذي شارك فيه حاخام يهودي، هو دافيد روزين، الذي يشغل منصب مستشار الحاخامية الرئيسي لشؤون الحوار بين الأديان، ورئيس المجلس اليهودي العالمي للعلاقات بين الأديان وعضو في اللجنة اليهودية الأميركية. وقالت إن «إسرائيلية الشخص لم تغب عن أنظار منظمي المؤتمر».
وأضافت الصحيفة أن روزين دعي إلى لقاء مع الملك عبد الله، وقال بالعربية إنه حاخام «القدس الشريف». وقال روزين، لـ«هآرتس»: «كان الحدث تاريخياً، هذه المرة الأولى التي يبادر فيها ملك سعودي إلى خطوة كهذه»، مضيفاً أن السعوديين «يريدون التقليل من المخاطر المحدقة في استقرار المنطقة، وخصوصاً الأرض المقدسة. والمعنى سيتوضح مع استمرار الاتصالات».
وقالت «هآرتس» إنه «ممكن اليوم أن نطلق اسم الاعتراف بالواقع» على علاقة السعودية بإسرائيل. وأضافت أن الموقع الإلكتروني «إيلاف»، التابع للسعودية، بعث بطلب إلى دائرة الصحافة الحكومية في إسرائيل، من أجل منح مراسلهم العربي في إسرائيل بطاقة صحافة.
وقال داني سيمون، المدير العام لدائرة الصحافة الحكومية، لـ«هآرتس»، هذه ليست وسيلة الإعلام السعودية الأولى التي توجهت مباشرة لمكتبه. وأشارت «هآرتس» إلى أنه بالنسبة إلى وسائل الإعلام العربية، فإن المقابلات مع مسؤولين إسرائيليين رسميين هي «نوع من التطبيع»، لذا ففي الصحافة العربية، الرسمية وغير الرسمية، الأمر غير ممكن رغم وجود مراسلين لهم في إسرائيل. وتابعت الصحيفة أن موقع «إيلاف» يتخذ سياسية «أخرى وينشر مقابلات مع إسرائيليين من دون تحديد. وكانت المقابلة الأخيرة مع الحاخام روزين». كما أشارت «هآرتس» إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، التي قالت إنها نشرت، في بداية الشهر الماضي، مقابلة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد