لو لم يصمد الشعب السوري
جولة (الجمل) على الصحافة التركية- ترجمة: محمد سلطان:
صواريخ مضادة "للصواريخ المضادة للصواريخ"
كتب الصحفي مليح عاشق معلومات عن سلاح الباتريوت وعن المعارضة الشعبية المتزايدة في تركيا ضد نشر هذا السلاح. ويقول عاشق: مازال الشباب التابعون للمنظمات والجمعيات اليسارية في تركيا عموماً وفي لواء اسكندرون خصوصاً ينظمون التظاهرات والاعتصامات ضد صواريخ الباتريوت التي تنشر في تركيا. ويحملون لقب "شباب مضاد للصواريخ", وبما أن الباتريوت عبارة عن صواريخ مضادة للصواريخ, لذلك يمكن أن نسمي هؤلاء الشباب بـ"الصواريخ المضادة للصواريخ المضادة للصواريخ". يتزايد الرفض يوماً بعد يوم للباتريوت. ولكن كما ترون فإن خصائص وميزات الباتريوت الذي سينشر في تركيا ليست خافية على أحد. إذا تصفحتم موقع موسوعة ويكيبيديا، وتفحصتم موقع pac3 من خلال محركات البحث ستظهر لكم النتائج الكافية والمعلومات اللازمة بخصوص الباتريوت الذي سينشر في تركيا. كما سترون أن الباتريوت الذي سيأتينا من ألمانيا وهولندا هو من طراز لا يتجاوز مداه الدفاعي 20 كم. الباتريوت الذي سينشر في أضنة ومرعش سيحمي منطقة قطرها 40 كم فقط أي يمكن أن يحمي قاعدة عسكرية أو مركز مدينة فحسب. ولكن لا امكانية له لحماية منطقة بأكملها (أوضحت في مقالٍ سابق أن الباتريوت سيُنصب بالقرب من قاعدة انجرليك العسكرية التابعة للناتو وقاعدة الرادارات كوريجيك التابعة للناتو أيضاً). إذا كان شعب المنطقة معرضاً للخطر قبل الباتريوت, فهو ما زال معرضاً للخطر نفسه حتى بعد نشره. والباتريوت الذي سينشر في مرعش وغازي عنتاب وأضنة لا يمتلك القدرة على حماية ولايتي هاتاي (لواء اسكندرون) وأورفا. ومن الواضح أن هذه البطاريات هي لحماية القواعد الأميركية وقواعد الناتو في المنطقة. متى؟ في الحرب الأميركية الإيرانية أو الإسرائيلية الإيرانية. وإن احتمال أن تمطرنا سورية بالصواريخ شبه مستحيل. وهذه الصواريخ ستجعل من الأراضي التركية هدفاً في حرب كبرى. كذلك فإن تركيا هي التي ستدفع مصاريف هذه الصواريخ، وستكون بالتالي عبأً على الشعب التركي. بالإضافة لذلك؛ أمر الإطلاق والتشغيل لن يكون بيدنا, بل بيد الناتو, أي هم سيقررون متى وكيف سيستخدمونه. بالنتيجة نحن سنتحمل عبء مصاريف ومخاطر سلاح لن نستخدمه نحن.
(مليح عاشق – صحيفة: ملّييت)
لو لم يصمد الشعب السوري
كتب الكاتب بولينت أسين أوغلو عن صمود الشعب السوري وتأثيره على الحكومة التركية وعن الخطط الامبريالية لواشنطن والغرب ضد تركيا ودول المنطقة. ويقول أسين أوغلو: إذا لم تحموا أنفسكم, ولم تحموا أرضكم, عندها لن تكون هناك دولةً تحميكم. التاريخ مليء بأمثلة كهذه. في حرب الاستقلال التركية, لو لم يصمد الشعب التركي لما كانت روسيا ستدعمنا. ما أود قوله: "إذا تعبتم واجتهدتم قليلاً ستجدون من يساندكم ويدعمكم". لو لم تصمد الدولة السورية مع شعبها ضد المنظمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين المدعومين من الغرب, لما كانت إيران وروسيا تستطيع أن تدعم الشعب السوري. بالصمود السوري انهارت أولاً الأحلام الأميركية وبعدها عرف حزب العدالة والتنمية, الذي ظن أنه سيشكل الإمبريالية السفلية, أنه بدأ بالخسارة وأن هذه الحرب تكلفه ثمناً باهظاً. وفي نهاية المطاف سيكون هناك قطع رؤوس في هذه القضية. بإعلان روسيا دعمها لفرنسا في العملية العسكرية التي شنتها في مالي يكون حزب العدالة والتنمية قد فقد أحد أعوانه في الحرب على سوريا. من المؤكد أن روسيا لم تدعم فرنسا في هذه العملية لمجرد الكلام فقط, من الواضح جداً أن روسيا قصدت توجيه رسالة لفرنسا مفادها "اسحبي يدك من سوريا". بقاء الدولة السورية صامدة وواقفة على قدميها يشكل مصيبة كبيرة بالنسبة للحكومة التركية. أساساً الشعب السوري صامد ليس فقط لمصلحة بلده, بل لمصلحة الشعب التركي أيضاً. إن النظام السياسي الذي يتزعم حالة العداء ضد سوريا لا يعرف حجم المصيبة التي تورط بها، ولا يعرف حجم اللعبة الإمبريالية التي انخرط ضمنها. لذلك على هذا النظام أن يسحب يده الملطخة من سوريا فوراً. قال كريم بقردوني, أحد الوزراء اللبنانيين: صمود الشعب السوري هدم الأحلام الإمبراطورية لحزب العدالة والتنمية. ولكن الظاهر أن هذا النظام السياسي يجرنا إلى مصيبة كبيرة متعايشة مع عالمنا الداخلي. يظن من سأسميهم "الإمبرياليون السفليون" أنهم سيسيطرون على منابع النفط في إقليم كردستان العراق, ويحاولون ذلك عبر هدر الدماء وتقديم الضحايا من الجيش التركي. في حين يوجد إمكانية استيراد النفط عن طريق التبادل التجاري مع الحكومة المركزية العراقية, لكنهم يتجاهلون إستقلالية الأراضي العراقية ويحاولون السيطرة على النفط الممزوج بالدماء. من الواضح جداً أنه بتقسيم العراق لن نستطيع الاستفادة من النفط العراقي لأن:
1- أي عملية عسكرية ستشن في الشمال العراقي ستؤدي إلى صدام تركي إيراني. 2- سقوط سوريا يدل على أنه لن يبقى أي محور مقاومة في وجه اسرائيل. 3- أساساً الفخ الذي نصبته الإمبريالية في تركيا يهدف إلى الصدام بين تركيا وإيران. وفي تنفيذ هذه المخططات فلن يكون كافياً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية نفط البرزاني، بل إنها تزمع السيطرة على الفولاذ الذي نصدره إلى إيران أيضاً. وفي اجتماع القمة الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا, قال السيناتور الأميركي: "لا تبيعوا الفولاذ لإيران". سابقاً كنا ندفع ثمن النفط المستورد بالذهب, قالت أميركا ذلك مستحيل. والآن تمنعنا من تصدير الفولاذ. هذا له مدلولان؛ الأول أننا سنخسر سوق تصريف الفولاذ وسنضغط على أبناء شعبنا من العاملين في إنتاجه. والثاني إذا لم نستطيع شراء النفط بالنقود فإذاً مقابل ماذا سنشتريه؟ بالمختصر المفيد: أميركا والغرب يحاولون زجنا في الحرب، ويحاولون أن يستنفذوا ضغط إيران، ويحاولون دمج الموضوعين السوري والإيراني في قضية واحدة، الحل: أن نتخلص من من هذا النظام السياسي التابع لأميركا.
(بولينت أسين أوغلو – صحيفة: أيدينليك)
الجمل: قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد