مئير داغان يطلق تجمّع «هناك فرصة» لتغيير النظام السياسي في إسرائيل
اعتبر رئيس الموساد السابق مئير داغان أن «دولة إسرائيل تعيش لحظة حاسمة من التحديات الكبيرة داخلياً وخارجياً، فيما نعيش في واقع انقسامات مستحيلة، واقع فيه مجموعات ضغط وأقلية تتحكم في الدولة بأدوات سياسية وليس هناك من يسمع صوت الغالبية».
وجاء هذا الإعلان لمناسبة إشهاره التجمع غير الحزبي الذي عكف على بلورته فور تسريحه من الخدمة باسم «هناك فرصة»، من أجل «تغيير النظام السياسي في إسرائيل». وأشار داغان إلى الاحتجاجات الاجتماعية في الصيف الفائت، وقال إنها أكثر من غيرها تعبر عن الحاجة للتغيير، «فالأسلوب يمكنه أن يتغير ومن الأفضل أن يتغير الآن. محظور أن ننتظر، وينبغي فعل هذه الأمور في عهد الحكومة الحالية. ينبغي أن نطالب بأن يكون لنا رئيس حكومة يواجه قرارات مصيرية مثل مهاجمة إيران أو إبرام اتفاقيات سلام، وأن يتحرك ليس بدوافع البقاء سياسياً، ومن دون أن يجد نفسه بين فكي كماشة الضغوط الحزبية التي تجبره على أن يأخذها في الحسبان عندما يقرر في هذه الشؤون».
وفي مؤتمر عقده في جامعة تل أبيب، انتقد داغان بشدة عدد الوزراء الكبير في الحكومة مقارنة بالولايات المتحدة والصين. وقال إن في إسرائيل فائضاً من الوزراء ونواب الوزراء وإن الفصل بين السلطات غير قائم. وشدد على «أننا لا نعيش حالة فصل بين السلطات، وأن لدينا وضعاً تمتزج فيه السلطات»، مشيراً على وجه الخصوص إلى التداخل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية حيث أن حوالى 40 عضواً في كنيست هم أيضاً أعضاء في السلطة التنفيذية. وردّ على أحد الحاضرين ممن قال إن الصين وأميركا لا تعانيان من مخاطر وجودية مثل إسرائيل بشكل فاجأ الكثيرين حين قال: «أنا أيضاً أؤمن بأنه ليس هناك خطر وجودي» على إسرائيل.
ويعرض داغان عبر جمعيته غير الحزبية مبادئ بينها تقييد ولاية رئيس الحكومة في إسرائيل بولايتين متواصلتين فقط وألا يزيد عدد أعضاء الحكومة عن 16 وزيرا فقط. وبحسب برنامج داغان المقترح فإن رئيس الحكومة ينبغي أن يكون رئيس الحزب الأكبر، إذا لم ينل على الأقل 40 في المئة من الأصوات (إذا لم تكن هناك جولة ثانية) كما أن الإطاحة به تتطلب أغلبية خاصة من 61 في المئة من أعضاء الكنيست.
ويقترح داغان رفع نسبة الحسم في الانتخابات من 2 في المئة إلى ثلاثة في المئة، وإجراء انتخابات بطريقة تجمع بين الانتخابات النسبية والدوائر. وبحسب رأيه فإنّ الحكومة ستتشكل من رجال متخصصين ليسوا من أعضاء الكنيست (وعضو الكنيست الذي يعين وزيراً يلزم بالاستقالة من الكنيست)، حيث يقوم رئيس الوزراء باختيار الوزراء بعد عرضهم على نقاش عام.
وشدد داغان على أن أفكاره هذه سوف تعرض قريباً في الكنيست عبر عدد من أعضاء الكنيست من أحزاب صهيونية على شكل مشروع قانون.
وأوضح داغان أن الأسلوب هذا ضروري بسبب أن ضغط المجموعات الحزبية الداخلية يقود الدولة نحو طريق من دون اتجاه. وبحسب رأيه فإن المقصود في الاقتراح الجديد الدفاع عن رئيس حكومة إسرائيل وتمكينه من استنفاذ مهام منصبه عبر الطريقة المقترحة. ويؤمن المبادرون إلى الاقتراح أنه سيقود إلى ترسيخ الحلبة السياسية، وزيادة قوة الأحزاب الكبيرة وخلق معسكرات سياسية كبيرة. وقال داغان إن «مشروع القانون سيزيل العيوب القائمة حالياً في آليات الحكم ويسمح بحكم أقوى ومستقر، يقود إلى التعبير عن رغبة الأغلبية عبر المحافظة على تمثيل مختلف القطاعات في إسرائيل».
وشارك في المؤتمر عدد من الجنرالات السابقين بينهم الجنرال إيتان بن إلياهو والبروفيسور شمعون شطريت ورئيس اتحاد الطلبة في إسرائيل إيتسيك شمولي.
وكان داغان قد استبق مؤتمره بنشر مقالة صباح أمس في صحيفة «يديعوت» جاء فيها أن «اسرائيل قريبة جداً من نقطة اللاعودة في قدرتها على تجاوز التحديات الوجودية التي تجابهها. ولا يدور الحديث فقط عن التهديد الايراني بل عن تهديد قدرتنا على ان نقيم هنا ادارة فعالة قادرة على توجيه السفينة الوطنية في العاصفة الهائجة حولنا. فواحدة من الخصائص الرئيسة لدولة اسرائيل هي التنوع والاختلاف الاجتماعي. فهي دولة شابة تضم عدداً كبيراً جداً من الأديان والطوائف والأوساط وتفخر بقدرة على انشاء بيت وبوتقة صهر للجميع. لكن على مر السنين تحوّل التنوع من كونه نقطة قوة الدولة الى واحدة من نقاط ضعفها. وقد أفضى عدم وجود شعور بالخطر الوجودي الى تحلل اسرائيل السريع من مبادئ رسمية وهناك جهات أقلية تستغل الضعف البنيوي لتُحدث هنا مسخاً لماهية الدولة وروحها».
وخلص إلى «أننا نميل بصورة طبيعية الى ان نولي اهتماماً كبيراً بتهديدات الخارج ونتجاهل التحديات الداخلية. وعلينا ان نفهم ان التهديدات الداخلية هي خطر لا يقل عن ذلك على مستقبل دولة اسرائيل. والطريق الحالي الذي نسير فيه يؤدي بنا الى تهديد حقيقي لطبيعة دولة اسرائيل الديموقراطية والصهيونية ويضطرنا الى ان نعمل الآن قبل ان يصبح الوقت متأخراً جداً».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد