ما حقيقة الزحمة على الأفران مادام الطحين «بخير» ..؟!
«طوابير» وحشود لساعات طويلة من الانتظار على «كوات» الأفران للحصول على ربطة خبز، و«وشوشات» تسمعها من قبل الواقفين على دور الخبز«لحقوا اشتروا مافي طحين»مديرو المخابز أكدوا أن مخصصات أفرانهم من الدقيق لم تخفض لكنهم في نفس الوقت أكدوا وجود أعطال في المطاحن بسبب الاعتماد على الطحين المحلي القاسي، في حين أكد المدير العام لـلمؤسسة السورية للمخابز زياد هزاع أن كل مستلزمات صناعة الرغيف من طحين وخميرة ومحروقات مؤمنة, مرجعاً الازدحام على الأفران الى زيادة الطلب على الخبز.قساوة الطحين
أحد مديري الافران (م –د) أكد أن جميع كميات الطحين المستخدمة حالياً في صناعة رغيف الخبز محلية، ومن المعروف أن القمح المحلي قاسٍ جداً ويأخذ فترة طويلة في الطحن والعجن فهو يستخدم لصناعة المعكرونة والحلو، ولكن بسبب عدم وصول التوريدات ونفاد الطحين المستورد فقد اضطرت المطاحن للاعتماد عليه في صناعة الخبز حالياً ريثما تصل التوريدات المستوردة من الطحين، ما قلل إنتاج المطاحن من الدقيق نظراً لقساوة القمح المحلي وتسبب بأعطال داخل المطاحن.
وأشار الى أنه قبل تلك الأزمة كانت صناعة الرغيف من خلال خلط ثلاثة أرباع من الدقيق المستورد وربع من الطحين المحلي لكن بما أن البلد في حالة حصار فلم يصلها بعد الطحين المستورد، ما تسبب في تخفيض إنتاج المطاحن بسبب نوعية الطحين المحلي القاسي.
مدير المخبز (م –خ) أشار الى أن الشركة العامة للمخابز لم تخفض قيمة مخصصات الأفران من الدقيق، لكنها في الوقت نفسه قامت بتعطيل المخابز لمدة يومين في الأسبوع وإغلاق مخابز أخرى بشكل يوحي بأن الأمور جيدة والطحين متوافر، لكن هذا مجرد تمويه فالمشكلة الرئيسة في الازدحام الحالي هي عدم وصول توريدات من الطحين، مشيراً الى أن المخابز في المحافظات تتسلم مخصصاتها من الطحين كل يوم بيومه.
أزمة عابرة
السورية للحبوب أشارت الى أن عودة بعض المستهلكين الى استهلاك الخبز التمويني بسبب ارتفاع سعر «السمون» والسياحي أدى الى ازدياد الطلب على مادة الخبز ما أدى الى حصول ازدحام على الأفران.
معاون مدير عام السورية للحبوب لشؤون التسويق طلحة العبد أكد أن الموضوع سيتم حلها خلال أيام قليلة بعد انخفاض زيادة الطلب على الخبز ووصول التوريدات، مشيراً الى أن مادة الدقيق متوفرة بشكل جيد لكن إقبال المواطنين على شراء وتخزين الخبز سبب الازدحام.
وأكد العبد أنه لم يتم تخفيض مخصصات أي فرن من مادة الدقيق بل على العكس هناك أفران تمت زيادة مخصصاتها وأن جميع الأفران تأخذ حاجتها بالكامل، فأحياناً يكون هنالك تأخير في توريد الأقماح لبعض الأفران لكن كل فرن يأخذ مخصصاته من دون نقصان، مشيراً الى انه يتم توزيع ما بين 4 الى 5 آلاف طن يومياً من الدقيق على جميع المحافظات، يتم توزيعها حسب حاجة كل فرن
وأشار الى ان الطحين المستخدم حالياً طحين محلي وأغلب المطاحن اعتادت على طحن المستورد الطري لنظراً لسهولة التعامل معه، فالأمر يتبع لحرفية الطحان والعجان بدليل انك تجد حالياً رغيف خبز جيداً ورغيف خبز سيئاً رغم ان الطحين الذي يوزع هو نفسه.
أعطال
المدير العام لـلمؤسسة السورية للمخابز زياد هزاع أرجع سبب الازدحام الشديد على المخابز الى زيادة الطلب على الخبز والاستجرار الكبير له في الآونة الأخيرة فقد تبين من خلال الاستطلاعات الرقابية أن نسبة لا بأس بها من مستهلكي الخبز السياحي عادوا لشراء الخبز التمويني نظراً لارتفاع سعر الخبز السياحي، إضافة الى أنه تم خلال الشهر المنصرم تنظيم 78 ضبطاً للاتجار بالدقيق التمويني ناهيك بالضبوط المنظمة بالتلاعب بالبطاقة الذكية وبيع الخبز العلفي نظراً لارتفاع سعر العلف بينما يباع كيلو الخبز اليابس بـ200 ليرة فقط، كل تلك الأسباب -كما أكد هزاع- خلقت نوعاً من الازدحام وزيادة الطلب ما اضطر الشركة لتشغيل المخابز بالطاقة القصوى على المولدات أحياناً بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، الأمر الذي عطّل بعض المخابز و وأوقف بعضها الآخر عن العمل، فلم تعد تنتهِ الورش من صيانة الخطوط لتعطل أخرى، وهذه التصليحات مكلفة للغاية، مشيراً الى أن مخبز العدوي الذي ينتج 11 طناً يومياً متوقف حالياً عن العمل بعد انهيار بيت النار داخله، كما توقف مخبز اليرموك الذي ينتج 9 أطنان من الرغيف الصغير منذ فترة قصيرة عن العمل بسبب الأعطال داخله، لذا فجميع المواطنين الذين كانوا يقومون بشراء الخبز من هذه الأفران سيتوجهون تلقائياً لأفران أخرى في المنطقة نفسها ما يجعل الازدحام محتماً على الأفران.
لا يوجود نقص في الطحين
ونفى وجود نقص في الطحين فالدقيق مؤمن ومستلزمات صناعة الرغيف من دقيق وخميرة ومحروقات جميعها مؤمنة بما يغطي حاجة القطر ويتم التوزيع بشكل عادل رغم العقوبات الاقتصادية الجائرة على البلاد، حيث يتم توزيع 5400 طن يومياً من الدقيق على المخابز بين القطاعين العام والخاص، كما بلغ إنتاج القطر من الخبز في العام الماضي مليوناً و600 ألف طن بينما بلغ الدعم الحكومي للخبز بنفس العام 312 مليار ليرة مشيراً الى انه لو كان يوجد نقص في مادة الدقيق حقاً لما تم إحداث مخابز جديدة.
وأشار هزاع الى أنه لم يتم تخفيض مخصصات أي فرن بل يتم تأمين حاجة المخابز الموجودة من الدقيق كل حسب حاجته، اضافة الى التوسع الأفقي في إحداث مخابز جديدة منها مخبز في عين الشرقية في اللاذقية وآخر في تل رفعت في حلب كما أنه يتم حالياً تجهيز مخبز في الزهراء بحمص والغراس باللاذقية وحامو في الحسكة وحرستا في ريف دمشق كما تتم إعادة تأهيل مخبز الراموسة في حلب والرستن بحمص.
تشرين - دانيه الدوس
إضافة تعليق جديد