ما هي القصة الحقيقية لصفقة الصواريخ الأمريكية- الخليجية؟

08-09-2006

ما هي القصة الحقيقية لصفقة الصواريخ الأمريكية- الخليجية؟

الجمل:  سوف يقوم بيتر رودمان، مساعد وزير الدفاع الأمريكي خلال الأيام القليلة المقبلة بجولة تشمل عدداً من بلدان مجلس التعاون الخليجي، وذلك من أجل ترتيب عقود تسلح تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وتعتبر هذه الصفقة الأكبر في تاريخ صادرات السلاح الأمريكية إلى الخليج لأنها سوف تشمل صفقة إنشاء منظومة دفاع صاروخي مضاد للصواريخ في منطقة الخليج.
بيتر رودمان ليس شخصاً عادياً داخل الإدارة الأمريكية، فمجال اختصاصه في البنتاغون يشمل تنسيق السياسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية بين البنتاغون ومناطق شرق آسيا- جنوب  آسيا- أمريكا اللاتينية- أفريقيا- الخليج- والشرق الأوسط.. وقد سبق لرودمان هذا أن تولى عدة مناصب هامة في ا لإدارة الأمريكية، منها: مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، وأيضاً عمل رئيساً لفريق الـ(تخطيط) في وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة من 1948- وحتى 1986..
مبيعات وصادرات السلاح الأمريكية لبلدان الخليج الضخمة لبلدان التعاون الخليجي ليست أمراً جديداً، وكان من أبرزها فضيحة بيع طائرة الأواكس للسعودية، والتي تمت صفقة بيعها ضمن شروط غير متكافئة، وتعكس قدراً كبيراً من الابتزاز المالي والقانوني، فقد تم الاتفاق على بيع طائرة الأواكس للسعودية بمبالغ تبلغ أضعاف ثمنها، مع اشتراط أن يكون الطاقم الذي يباشر عملية تشغيلها من الأمريكيين حصراً، وأن تعمل الطائرة حصراً بالانطلاق من القواعد الأمريكية، وأن يشرف الأمريكيون على كل استخدامات هذه الطائرة في حالتي السلم والحرب، إضافة إلى إلزام المملكة السعودية بعدم استخدام هذه الطائرة في كل ما من شأنه أن يهدد الأمن القومي الأمريكي، (أي بوضوح، أن لا تقدم هذه الطائرة خدماتها في المواجهة ضد إسرائيل).
والآن يمكن الإشارة إلى الحقائق الآتية حول شبكة الدفاع الصاروخي التي تسعى أمريكا لإقامتها في منطقة الخليج العربي.
- تكاليف صفقة شبكة الدفاع الصاروخي تكلف بلدان الخليج مبالغاً طائلة.
- لا توجد عناصر خليجية عسكرية مؤهلة علمياً وفنياً لإدارة شبكة الدفاع الصاروخي، والتي تستخدم التكنولوجيات الفائقة الدقة والتي ترتبط بالأقمار الصناعية.
- الإدارة الأمريكية ظلت تسعى منذ انتهاء الحرب الباردة وتخطط من أجل نشر شبكة دفاع صاروخي في الخليج، تتضمن صواريخ بيرشيغ.. وغيرها، وذلك بما يؤدي إلى تحقيق استراتيجية توزيع منصات إطلاق الصواريخ بشكل يغطي خارطة العالم، وكانت منطقة الخليج من المناطق التي ركّز وشدد تقرير المحافظين الجدد الاستراتيجي (إعادة بناء الدفاعات الأمريكية) مطالباً بنشر المزيد من القوات والصواريخ الأمريكية فيها.
- الأهداف المعلنة حالياً تتمثل في الدفاع عن بلدان الخليج ضد الهجمات الصاروخية، ولما كان واقع الأمر يقول بأنه ليس هنا (أشرار) ينوون إطلاق الصواريخ على الخليج، فإن الهدف غير المعلن، يكون هو الصحيح، ويتمثل في أن الإدارة الأمريكية تسعى لإنجاز الآتي:
• بناء قاعدة أمريكية تتضمن ترسانة صاروخية في منطقة الخليج العربي الاستراتيجية، وذلك من أجل أغراض الردع والدفاع عن المصالح الأمريكية.
• استخدام هذه الترسانة الصاروخية في الاعتداءات الأمريكية المحتملة (ليس ضد الصين، أو روسيا، أو الباكستان، أو الهند، لأنها دول نووية ولن تجرؤ أمريكا على الهجوم عليها)، ضد خصوم أمريكا وإسرائيل.. مثل إيران، وغيرها.
• ابتزاز أكبر ما يمكن من الأموال الخليجية، مقابل بناء هذه الشبكة.
وهكذا تكون الإدارة الأمريكية والبنتاغون قد اصطادت أكثر من عصفور بحجر واحد، فالثمن المرهق الذي سوف تجبر أمريكا الخليجيين على دفعه، سوف يدعم الميزانية الأمريكية وشركات السلاح التي يملكها ديك تشيني وعصابة المحافظين الجدد، كذلك سوف يضمن البنتاغون وأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وجود قواعد في الخليج يمكن استخدامها كغطاء للتجسس على شعوب وحكومات المنطقة العربية والتدخل في شؤونها.
شبكة الدفاع الصاروخي المزمع إنشاؤها والتي سوف تعمل على اعتراض الصواريخ (القادمة جواً) إلى الخليج.. بالتأكيد سوف لن يتم استخدامها من أجل اعتراض الصواريخ التي قد تأتي جواً من إسرائيل، لـ(زيارة الخليج) وذلك إذا قررت إسرائيل شن العدوان ضد بلدان مجلس التعاون الخليجي..

الجمل: قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...