ما هي خيارات استراتيجية بوش الجديدة في العراق

18-03-2007

ما هي خيارات استراتيجية بوش الجديدة في العراق

الجمل:    نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تقريراً للخبير الأمريكي أنطوني كورديسمان، حمل عنوان (الاستراتيجية الجديدة في العراق: تقدم غير مؤكد باتجاه هدف مجهول).
تناول كورديسمان موضوع الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق، وذلك على أساس اعتبارات أنها استراتيجية لا تقوم على ثوابت يقينية واضحة مؤكدة، إضافة إلى أن أنها تمضي متقدمة في طريقها باتجاه غاية مجهولة تماماً. وقد تعرض كورديسمان للموضوع ضمن تسعة نقاط يمكن استعراضها على النحو الآتي:
• المقدمة:
يقول كورديسمان بأن التعريف القاموسي الأنسب للاستراتيجية هو القائل بأن الاستراتيجية هي علم وفن توظيف القوى السياسية، والاقتصادية، والسيكولوجية والعسكرية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة في حالتي الحرب أو السلم.
ويضيف كورديسمان تأسيساً على ذلك بان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لكي تحقق النجاح يتوجب عليها الالتزام بمبدأ التوظيف الامثل المشار إليه.
• استراتيجية بوش: -هل هي- مرآة تعكس النتيجة الاستراتيجية للهزيمة البريطانية:
إن استراتيجية بوش لا يمكن أن تحقق النجاح عن طريق تأمين بغداد بالاعتماد على القوات الأمريكية أو المشاركة مع القوات العراقية، بل يتحقق النجاح إذا استطاعت القوات الامريكية تحقيق النجاح في القضاء على التمرد، ولن يتم ذلك إلا بالتطبيق الميداني لمذهبية جديدة في عمليات مكافحة التمرد، وهو الأمر الذي فشل فيه البريطانيون على النحو الذي أجبرهم على احترام الأمر الواقع بإصدار قرار سحب قواتهم من العراق، والمشكلة التي تواجه الأمريكيين في عدم قدرتهم على استئصال شأفة التمرد العراقي وحسب، بل وفي أن العراقيين أصبحوا يدركون جيداً أن أمريكا قد تورطت في حرب استنزاف كبيرة في العراق، وبالتالي سوف يصرون على الاستمرار في التمرد مادام الاستنزاف يسبب مشاكلَ كثيرة لأمريكا.
• التوهم بأن بغداد تمثل مركز الثقل:
كان البريطانيون يركزون على تأمين مدينة البصرة باعتبار أنها تمثل مركز الثقل، وقد خابت اعتقاداتهم، وانهزموا، وعلى غرار ذلك تماماً تتوهم إدارة بوش والبنتاغون بأن بغداد تمثل مركز الثقل وسوف يثبت لهم خطأ وبطلان اعتقادهم عاجلاً أم آجلاً.
• خيارات التعامل مع استراتيجية بوش الجديدة:
تتصرف الإدارة الأمريكية والبنتاغون إزاء خصومها من المتمردين العراقيين، وكأنهم بلا خيارات بديلة في ردود أفعالهم إزاء الاستراتيجية الجديدة، وما هو واضح على أية حال، يتمثل في أن خصوم أمريكا في العراق، حتى إن لم تكن لهم خيارات بديلة لتصعيد عملياتهم، فإنه بمقدورهم أن يقللوا من فرص نجاح الاستراتيجية الجديدة، بحيث لن يحقق الأمريكيون أكثر من 25% من أهداف استراتيجيتهم الجديدة.
- سوف يستدرج العراقيون القوات الأمريكية ضمن مساحة أكبر من الأرض، بما يفوق قدرة القوات الأمريكية على السيطرة، ويجعلها تخسر أكثر فأكثر.
- بدأ العراقيون في الانتشار ضمن مناطق واسعة.. وفي الوقت نفسه أصبحوا يستخدمون مجموعات صغيرة تتميز بقدرتها على إيقاع الخسائر الكبيرة جداً.
- يستخدم العراقيون أسلوب الهجمات المتقطعة، في المناطق المتنوعة، الأمر الذي أدى إلى تشتي تركيز القوات الأمريكية، وعدم قدرتها على توقع مكان واتجاه الضربات القادمة.
- يستخدم العراقيون أسلوب المفاجأة، وذلك عن طريق شن الهجمات وتوجيه الضربات الخطيرة للمناطق التي تزعم القوات الأمريكية بأنها نجحت في تأمينها وتنظيفها من التمرد.
- بدأ العراقيون ينفذون المزيد من الهجمات في المدن والمناطق العراقية الأخرى بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من هذه المناطق إلى بغداد، الأمر الذي أدى إلى تردد القوات الأمريكية في الانسحاب من المناطق العراقية الأخرى، من أجل دعم خطة تأمين بغداد.
- ركز العراقيون  على السيطرة على الكثير من المناطق الأخرى خارج بغداد، بحيث يعودون إلى بغداد متى خرجت القوات الأمريكية منها لتأمين هذه المناطق.
- قللت الميليشيات الشيعية عملياتها ضد السنة، والآن أصبحت القوات الأمريكية مهددة بمواجهة شيعية- أمريكية، إضافة إلى المواجهة السنية- الامريكية.
• الهزيمة أو النصر من جانب الحكومة العراقية:
حسابات الحكومة العراقية الحالية تختلف عن الحسابات الأمريكية، فالحكومة المركزية العراقية ليس لها مصالح –كما هو واضح- من قيام نظام حكم علماني ديمقراطي في العراق، وفقط تقوم الحكومة العراقية حالياً بدعم ومساندة القوات الأمريكية، من أجل استخدام وتوظيف القوة العسكرية الأمريكية في إضعاف خصومها الداخليين فقط لاغير.
• مسألة الصدر:
ثبت واضحاً أن الصدر هو الزعيم الشيعي الأقوى في العراق، وذلك لان وزنه يفوق وزن الأطراف الشيعية الأخرى، مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وحزب الدعوة العراقي.. وحالياً يحاول الصدر تفادي المواجهة مع القوات الأمريكية، وفي الوقت نفسه يعمل من أجل تعزيز موقعه في مواجهة الفصائل الشيعية الأخرى المنافسة له، وعلى ما يبدو فإن القوات الأمريكية تستطيع عزل الصدر، أو استدراجه إلى المواجهة العسكرية.
• المسألتان الكردية والسنية:
التحالف الشيعي المسيطر حالياً على الحكومة العراقية، لكي يستمر في السيطرة لابدّ أن يؤيد الوجود الأمريكي، ولابد أن يتحالف مع السنة، وهنا تبدو المعضلة، وذلك لأن الوجود الأمريكي يتعارض مع التوجهات الأصولية السنية، وبالتالي فإن المواجهة بين الحكومة العراقية الحالية والفصائل السنية سوف تحتدم أكثر فأكثر، وسوف تكون مصيبة القوات الأمريكية وحكومة المالكي أكبر، إذا حدث تحالف السنة مع مقتدى الصدر.
• الخسارة مع الكسب، أم الكسب مع الخسارة؟
- استمرار الحكومة العراقية الحالية سوف يؤدي إلى خسارة أمريكا.
- انهيار الحكومة العراقية الحالية سوف يؤدي إلى تقسيم العراق وخسارة أمريكا.
وبناء على هاتين النتيجتين فإن كل ما تحققه القوات الأمريكية من نجاح ميداني على الأرض تعتبره (مكسبا) ينطوي من الناحية الأخرى على (خسارة) مضادة الاتجاه وأكبر حجماً.
وعموماً يقول كورديسمان، إن النتيجة الأكثر احتمالاً قد تتمثل في قيام أمريكا بتضليل الرأي العام الأمريكي والعالمي بأنها حققت النصر في العراق، على أساس اعتبارات أنها قد قررت  الانسحاب من العراق بعد أن ضمنت عدم قيام الإيرانيين باحتلاله والسيطرة عليه.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...