محمد عبد الوهاب: 21 سنة على الغياب متحف لنتاجه ومتعلقاته
آخر ما اختتم به الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب حياته الفنية رائعته الغنائية «من غير ليه». مضى بعدها منذ 21 عاماً تاركاً إرثاً ضخماً ما زلنا ننهل منه إلى اليوم. ولم يكن واضحاً للكثيرين سبب رفضه أن تطلق الأغنية بصوت الفنانة الكبيرة وردة، وقد رفضت بشكل قاطع قول أي كلمة حول الموضوع احتراماً لقيمته وروحه. والأغنية التي غناها عبد الوهاب بصوته، كان صاحب الحظوة في أدائها ايضا المطرب هاني شاكر الذي أدهش عبد الوهاب أولاً ثم الجمهور بأدائه وإحساسه، ما حمل الموسيقار على القول: إن هاني أفضل من غنّى «من غير ليه». وسمح له بأن يسجل الأغنية ويضع عبارة الإشادة على الشريط التسجيلي.
تمر ذكرى الرحيل تلو الأخرى في شهر أيار، وتشكو ابنة الراحل عفت من قلة الاهتمام الرسمي بإحياء المناسبة عاماً بعد عام، معتبرة أن وعوداً كبيرة كانت أطلقت في الفترة الأولى التي أعقبت رحيله لكنها لم تنفذ. وكل ما حصل مؤخرا، تمثل بفتح متحف يتضمن مقتنياته الشخصية ومتحف الآلات الموسيقية في «معهد الموسيقى العربية» أمام للجمهور، بالمناسبة وحتى العاشر من الجاري، يومياً من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، بموجب قرار أصدرته الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية. وذلك بغية إتاحة الفرصة للجمهور كي يتواصلوا مع فنه كما مع متعلقاته. ولم يعثر أحد على جواب شاف لتطيير مشروع ضخم سبق وأعلن عنه لتصوير حلقات درامية تقدم سيرته الفنية للأجيال دونما تحريف أو تحامل. واعتبرت عفت عبد الوهاب أن أفضل من يجسد دور الموسيقار من الممثلين هو عبد العزيز مخيون، الذي يشبهه صوتاً وصورة.
ومنذ أيام فقط كرمت دار الأوبرا المصرية المطرب صفوان بهلوان في حفل ضخم، نظراً لوفائه الشديد لإرث عبد الوهاب وفنه، طوال ما يزيد على أربعين عاماً. وقد غنّى بالمناسبة عدداً من نتاجه الخالد، علما أن بهلوان هو قائد فرقة أوركسترالية للموسيقى الكلاسيكية في دمشق، ويشرف من وقت الى آخر على مسابقات اختيار أفضل المواهب الغنائية، القادرة على الحفاظ على إرث عبد الوهاب حياً.
وصدرت كتب عدة خلال حقبة الغياب هذه، تتناول سيرته الفنية، وبرامج عدة استعانت بموسيقاه أو أغنياته، ليظل الحدث الأبرز وهو أن نتاجه مع كبار عصره: فريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، و أم كلثوم ما زال في طليعة المبيعات في مصر، بموجب إحصاءات تصدرها مكتبة «مدبولي» في القاهرة، وعدد من شركات التوزيع التي تعتمد على الإنتاج الذي يتعلق بالموروث من الفن.
محمد خضر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد