مخيم الزعتري تحت رحمة العواصف والسلطات الأردنية
أدى هطول الأمطار الغزيرة بشكل غير معتاد لمدة يومين في المنطقة الصحراوية التي تقع شمال الأردن إلى زيادة حدة التوتر في أكبر مخيم للاجئين السوريين، وأجبر 300 منهم على مغادرة خيامهم والانتقال إلى أرض أكثر أماناً، كما يقول عمال الإغاثة ومسؤول حكومي وسكان المخيم.
وقال محمد عامر، الذي يبلغ من العمر 37 عاماً وهو من سكان مخيم الزعتري للاجئين في بلدة المفرق الشمالية يوم 8 يناير: "أقدامنا غارقة في الوحل. ويمكنك أن ترى الناس وهم يحاولون إعادة بناء خيامهم بعد السيول والرياح. لقد كان الوضع مرعباً للسكان الليلة الماضية. هبت رياح قوية دمرت الخيام. وكان هناك حوالي 80 أسرة خارج خيامها في وقت متأخر من الليل". وقال لاجئ آخر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "الخيام تغرق والناس يقيمون في المطابخ والحمامات والمدارس ومكاتب عمال الإغاثة، أو في أي مكان يمكن أن يحميهم من المطر".
وقد ارتفع عدد سكان مخيم الزعتري بسرعة هائلة في الأسابيع الأخيرة، نظراً لوصول 1,100 شخص يومياً في المتوسط. ويأوي المخيم الآن حوالي 54,000 لاجئ سوري، وفقاً لأرقام التسجيل الرسمية التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، و63,000 لاجئ وفقاً لمحمود العموش من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الذي يتولى إدارة المخيم. وأضاف العموش أن أكثر من 900 شخص عبروا الحدود الليلة الماضية [ليلة 7 يناير].
بدوره، أشار الحمود في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 8 يناير إلى أنه قد تم نقل 60 أسرة تعيش في خيام في المناطق المنخفضة من المخيم إلى ما يسمى المنازل الجاهزة، وهي أقرب إلى البيوت المتنقلة، بعد تسرب المياه إلى خيامهم. وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تبرعت قبل أسبوعين بـ 2,500 منزل جاهز، وأن هذه المنازل أكثر مقاومة للثلج والرياح والمطر، لكنها لم تكن مأهولة لعدم اكتمال معالجة مياه الصرف الصحي وتركيب المطابخ الجماعية.
وقال علي بيبي، مسؤول الاتصال في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن: "نحن نواجه تحديات كبيرة. لقد بدأنا عملية [نقل الناس]، ولكن لا يمكننا نقلهم جميعاً في وقت واحد". وتحذر المفوضية من أن المنازل الجاهزة ليست كافية لإيواء الجميع.
ولم يؤدي الطقس القاسي إلى مقتل أو إصابة أحد، لكن الأمور قد تزداد سوءاً، نظراً لتوقع وصول "عاصفة من أصل قطبي" إلى المملكة.
وأخبر الحمود شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "تنبؤات الأرصاد الجوية ليوم غد [9 يناير] تشير إلى هطول المزيد من الأمطار والثلوج، ونحن نأمل النجاة من كلتاهما. وعلى الرغم من أنها لا تشكل تهديداً للحياة، ولكنها خطيرة بالفعل. وينبغي أن نحصل على مزيد من الخيام".
وأفاد العموش أن اللاجئين بدؤوا بناء السدود صباح 8 يناير لمنع وصول السيول. وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "تم إعداد خطة الطوارئ". وأظهر فيديو على شبكة الإنترنت برك مياه كبيرة عند مدخل العديد من الخيام، بينما كان اللاجئون يستخدمون معاول لحفر القنوات.
جدير بالذكر أن مخيم الزعتري، الذي افتتح في شهر يوليو الماضي لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين وطالبي اللجوء السوريين (الأردن يستضيف حوالي 175,000 لاجئ، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، شهد احتجاجات عديدة من قبل اللاجئين بسبب الظروف المناخية الصحراوية القاسية في فصلي الصيف والشتاء على حد سواء. وقال الحمود أن الأمطار النادرة "تزيد الأمور تعقيداً" في بيئة متوترة بالفعل.وأضاف بيبي أن "عدم القدرة على حماية نفسك من المطر تسبب الإحباط".
وفي 8 يناير، هاجمت مجموعة من الشبان مكاتب المساعدات الإنسانية بالحجارة والكراسي فيما وصفه اللاجئون بأنه تعبير عن شعورهم بالإحباط، بينما وصفها عمال الإغاثة بأنها أعمال شغب، أما الحمود فقد وصفها بأنها أعمال عنف انتهازية.
وقالت داليا، وهي أم لثلاثة أطفال تقيم في المخيم، في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 8 يناير أن "الوضع مروع. لقد بدأ الناس يهربون إلى البيوت المتنقلة المخصصة لعمال الإغاثة ومكاتبهم. إنهم يريدون أن يشعروا بالدفء أيضاً".
وقالت إمرأة سورية أخرى فرت من خيمتها مع زوجها الجريح وأطفالها: "لقد وعدونا ببيوت متنقلة في فصل الشتاء. لقد حل فصل الشتاء والبرد قارس والمطر شديد جداً، ولكن لم يتم عمل شيء. إن الناس غاضبون جداً من مستوى الخدمة، وهذا هو سبب بدءهم بمهاجمة المكاتب".
ودخل مثيرو الشغب مجمع توزيع تابع لبرنامج الأغذية العالمي خلال عمليات توزيع الخبز، مما أسفر عن إصابة خمسة موظفين واثنين من المتطوعين في منظمة إنقاذ الطفولة، شريكة برنامج الأغذية العالمي. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أربعة من موظفي البرنامج أُقحموا في القتال. وقال العموش أن أحد عمال الإغاثة أصيب في رأسه ونُقل إلى المستشفى.
كما أشار الحمود إلى أن المخيم يأوي حوالي 2,000 شاب أعزب، وهم "يستغلون أي لحظة لعمل أي شيء من دون سبب على الإطلاق، وذلك بغرض التحريض وإلقاء الحجارة وتعريض حتى المساعدات التي يتلقونها للخطر. هذه أعمال غير مسؤولة على الإطلاق. لقد فعلوا ذلك [من قبل] وأفلتوا من العقاب".
وأوضح أن هذا النزاع الصغير دار حول التأخير المتصور لوصول المساعدات، وتم حله بعد اجتماع مع لجان مجتمع اللاجئين. وقالت وكالات الإغاثة أن الوضع الآن هادئ، على الرغم من إشارة أحد عمال الإغاثة إلى أن المنظمة غير الحكومية الدولية التي يعمل بها قامت بإجلاء الموظفين من المخيم بصفة مؤقتة بعد الهجوم.
وقال برنامج الأغذية العالمي في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا نفهم الغضب والإحباط، وسوف نستمر في العمل مع جميع الشركاء على الأرض والسلطات الأردنية من أجل تحسين الظروف المعيشية للاجئين في المخيم".
وأشار الحمود إلى أن سلطات المخيم سوف تنقل جميع الذكور غير المتزوجين إلى مخيم سايبر سيتي في بلدة الرمثا القريبة قبل نهاية هذا الشهر لإزالة "التهديد المحتمل" الذي يواجه "باقي الأشخاص الأكثر ضعفاً" في المخيم.
ويمكن إيواء حوالي 4,500 شخص في مجمع المدارس البحرينية المقام في المخيم، إذا لزم الأمر. ويمكن أيضاً إيواء الناس في الخيام الكبيرة المتعددة الطبقات التابعة للأمم المتحدة، التي تستخدم لتخزين وتوزيع المعونات وتسجيل اللاجئين.
وفي الوقت الراهن، لا تمثل المساحات الخاوية مشكلة، كما قال الحمود، على الرغم من زيادة وصول الوافدين الجدد وتدمير الخيام. وستقوم الحكومة الأردنية بفتح مخيم آخر (سعة 6,000 شخص) قبل 25 يناير، على بعد 35 كيلومتراً شرق مدينة الزرقاء الصناعية في شمال البلاد.
مع ذلك، طالب مسؤولون حكوميون وعمال إغاثة بمزيد من المساعدات الدولية لجهود الإغاثة في الأردن، من أجل توفير المنازل الجاهزة والسخانات والبنية التحتية لتلبية الحاجة الماسة إليها والمساعدة في مواجهة فصل الشتاء. وقال الحمود: "نحن نطلب منكم مساعدتنا حتى نتمكن من مساعدة اللاجئين والحفاظ على سياسة الحدود المفتوحة".
من جهته، وصف بيبي مسؤول الاتصال في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المساهمة الحالية من قبل الجهات المانحة لمواجهة الأزمة في الأردن بأنها غير كافية. وقال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يجب أن يلعب المجتمع الدولي دوره الإنساني لتوفير الأموال اللازمة لإقامة عدد أكبر من البيوت المتنقلة في المخيم، حتى نتمكن من نقل الأسر من الخيام إلى البيوت المتنقلة. لكننا بحاجة إلى الدعم المالي".
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداءً في شهر ديسمبر الماضي لتقديم أكثر من مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في المنطقة في النصف الأول من عام 2013، بما في ذلك 495 مليون دولار لجهود الاستجابة الإنسانية في الأردن. والجدير بالذكر أن النداءات السابقة كانت دائماً تعاني من نقص التمويل.
شبكة إيرين
تنويه من "عرب تايمز": لم يكن هناك ما يدعو القرويين السوريين الى الهرب الى الاردن وتركيا للاقامة في مخيمات لكن المسرحية القطرية السعودية الاسرائيلية الامريكية التركية تطلبت ذلك حتى يتم استخدام مأساة الهاربين اعلاميا ضد سوريا... بل وقيل ان قطر كانت تدفع لكل قروي سوري مبلغا من المال نظير ان (يهرب ) من بلدته الى احد المخيمات في الاردن او تركيا وقام وسطاء قطريين واتراك بشحن ( البنات ) الى مصر حيث تقول الصحف المصرية ان احد مساجد القاهرة يعرضهن للزواج مقابل 1500 جنيها فقط للرأس..ولان اللعبة لم تنجح سحبت قطر دعمها المالي واصبح اللاجئون عالة على الاردن وتركيا ولبنان واصبحت هذه الدول تعامل هؤلاء كشحاذين لانها تعلم انهم ليسوا لاجئين،بالمعنى الحرفي للكلمة... هم ريفيون مرتزقة يتم تنجنيدهم للقتال ضد بلدهم...ومع هبوب العواصف الثلجية على الاردن ولبنان توالت الاخبار عن موت الكثيرين من الصقيع... فقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة،أمس، أن الأمطار داهمت نحو 500 خيمة في مخيم الزعتريللاجئين السوريين شمال الأردن.
إضافة تعليق جديد