07-11-2017
مدارس بلا مدرسين اختصاصيين .. وكوادر المعلمين تتسابق إلى الأعمال الإدارية!
مع بداية كل عام دراسي تطلب وزارة التربية من مديرياتها التقيد بالشروط والأسس المحددة لتحويل المعلمين والمدرسين إلى أعمال إدارية بسبب أوضاعهم الصحية وتنظيم دراسة الطلبات من أجل تحويلهم إلى أعمال مناسبة لأوضاعهم الصحية وذلك في إطار الحرص على حسن سير العملية التربوية، إلا أن هذه التعليمات تتبخر في مكاتب التنفيذيين بالوزارة عبر مخالفتها من خلال اتصالات عديدة مع مدراء التربية والمجمعات من أجل التوسط لمدرسة أو مدرس وتحويله إلى عمل إداري والمزعج أكثر أن هذه المدرسة تكون اختصاصية في مواد علمية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل النقص الحاصل من المدرسين الاختصاصين في بعض المدارس على مستوى القطر.
حديثنا لم نأت به من نسج الخيال أو التكهنات بل كان واقعاً عند تواجدنا عند مدير أحد المجمعات التربوية، حيث ورد اتصال أزعج مدير المجمع مما أثار فضولنا الإعلامي لمعرفة أسباب انزعاج مدير المجمع، لنكتشف أن أحد مفاصل الإدارة في وزارة التربية يطلب تحويل مدرسة رياضيات إلى عمل إداري، علماً أننا كنا في ذات الوقت نضع بين يدي مدير المجمع شكاوى العديد من الأهالي المتعلقة بنقص المدرسين الاختصاصين لاسيما الفيزياء والرياضيات واللغة وغيرها من أجل إيجاد الحلول والتي للأمانة والمصداقية هناك تجاوب كبير من المجمع في حل جميع الإشكالات والشكاوى من خلال الاتصال بمدير المجمع التربوي وخاصة أن الأهالي استغربوا وجود هذا النقص بعد مضي أشهر على بداية العام الدراسي في الوقت الذي يقرؤون ويسمعون تأكيدات إعلامية من أصحاب القرار التربوي في الاجتماعات واللقاءات. معتبرين أن هذه الخروقات والتجاوزات تسبب خللاً في سير العملية التربوية مما يجعل البعض يلجأ إلى المدارس والمعاهد الخاصة خوفاً على مستقبل أبنائهم حسب كلام الأهالي.
ولم يخف أحد الإداريين التربويين أحقية أي مدرس أو مدرسة بالتحويل إلى عمل إداري ولكن ضمن شروط أهمها عدم التأثير على حسن سير العملية التربوية وخاصة المدرسين الاختصاصين، معتبراً أن المديريات تتحمل المسؤولية الأكبر في أي خلل بتوزيع المدرسين وملء الشواغر.
وطالب الإداري التربوي التشديد على الحالات المحددة بالشروط الصحية، علماً أن هناك إعادة التقييم مرة ثانية لمن كلف بالعمل الإداري لأسباب صحية ومضى على تكليفه خمس سنوات وذلك بعد استعانة اللجان المكلفة بذلك برأي الأطباء الاختصاصيين ودراسة حالات المرضى المحالين ورأي المشافي التابعة لوزارتي الصحة والتعليم العالي بدمشق أو أي جهة تراها اللجنة مناسبة على أن تحال الطلبات المقبولة إلى مديريات التربية وتوضع تحت تصرف مدير التربية لإيجاد المكان المناسب لمن تنطبق عليهم شروط وأسس التحويل إلى عمل إداري. داعياً القائمين في وزارة التربية لوضع شروط قاسية على من ينجح في مسابقة المدرسين الحالية بعدم التحويل إلى الأعمال الإدارية إلا بشروط صحية والمنصوص بها في القرارات الوزارية.
والجدير بالذكر أن وزير التربية الدكتور هزوان الوز يشدد دائماً في اجتماعاته مع مدراء التربية على ضرورة التقيد بالتعليمات مع تأمين الكادر التدريسي قبل افتتاح العام الدراسي إلا أن هناك من يخل في هذه التعليمات مما يخلق إرباكات في العملية التدريسية وينعكس سلباً على الطلبة.
المصدر:علي حسون- البعث
إضافة تعليق جديد