مذعورون حتى في أحلام اليقظة والشائعات
طرطوس ـ الجمل : سقط محافظ طرطوس أو يكاد يهوي بالضربة القاضية, كانت الصحافة الالكترونية صاحبة السبق في توجيه الأنظار إليه والعمل على إطاحته, والأمل يلوح بأنه"سيحلّ عن سمانا" بعد أن عاث تخريباً بالمحافظة.
فلقد أوردت مواقعنا الالكترونية الإخبارية في 16-4-2006 خبراً مفاده أن القيادة القطرية لحزب البعث ناقشت إعفاء سبعة محافظين بينهم محافظ طرطوس وترشيحات الأسماء الجديدة. ولم تفتر عزيمة موقع حقوقي كان ملهب وملهم الحملة على محافظ طرطوس والتي بدأت مع الكشف عن تداعيات "فضيحة ابن المحافظ" وراح ضحيتها مدير ثانوية المتفوقين في طرطوس الذي أعفي من مهمته "من تحت راس" ذاك الولد الطائش.
صارت قضية السيد المحافظ مضرب الأمثال على قوة صحافتنا الالكترونية التي انتشت وأي نشوة وهي ترى قدرتها على التأثير بالرأي العام هذا .
لكن الواقع أن هذه القضية تتماهى مع المثل الشعبي "إذا سقطت البقرة كثر ذباحوها" وبين التشبيه الشعبي بأن ترمي للبعض ما يلوكونه سيلهيهم عنا ويشعرهم بالغبطة والتفوق "المقزّم" .إنه ببساطة plan B أو الخطة باء التي يصار الى اعتمادها أوتوماتيكياً في مواسم خير الصيحات والاحتجاجات وصعود روائح البعض الزاكمة للأنوف. أصلاً ما هي صلاحيات أو حدود نفوذ ذاك المحافظ على مؤسسات ودوائر الدولة في المحافظة والذي لم يبق قلم إلا واعتلى الصفحات مستقوياً عليه حاشراً نفسه في صفوف الأفذاذ.أين هي تلك الأقلام الحادة والعيون النافذة عن "حيتان" المسؤولين؟
من أقوى يا ترى المحافظ أم أمين فرع الحزب؟
سؤال لطالما تردد بين العامة هنا في طرطوس. والإجابة معروفة حاسمة جازمة.
ربما تخف وطأة "ذنب" المحافظ في قصة ولده عندما يتدخل رئيس الفرع الفلاني أو نائب رئيس الفرع العلاني لتسجيل طالب شهادة ثانوية في إحدى المدارس على أساس "مستمع" ويفرض على مدير المدرسة وضعه في "الشعبة الأولى" أي شعبة المتفوقين ليأخذ مكان أحد الطلاب المجتهدين ويحرمه من جوه الدراسي الذي اعتاده من سنوات وأوصله إلى أبواب التفوق والنجاح.
وعودة إلى الحيتان الذين لا تعمى عنهم الأبصار إنما القلوب الفزعة التي في الصدور. فحتى يومنا هذا مازال الصدى يطرق آذاننا وذاكرتنا عن قصص ومغامرات "مرتزقة ,دامية, دامعة" لأحد رؤساء الفروع الأمنية السابقين، والذي نشكر الله أن "قحطوا" له من زمن، لكن ليس بسبب تلك المغامرت بل لأن الرأس الكبير big head الذي كان يسنده قد سقط هو الآخر.
على أيام صاحبنا هذا لم يكن أي عاشقين مراهقين بريئين يجرؤان على التنزه مساء في حديقة الباسل في مركز المدينة, حيث زبانيته يتعرضون لهؤلاء مهددين متوعدين باصطحاب الفتاة والشاب الى الفرع، ما يضطر الشاب الفزع "المضبوع" لقبول المذلة وطعنة الرجولة أمام صديقته، ويرجوهم ألا يفعلوا, والباقي معلوم.. للأسف أن أكثر أولئك الشباب وجراء الخوف على سمعة صديقتهم في مدينة لا تكاد تعطس في أولها "حي البرانية" حتى يسمعك من في آخرها "الغمقة", لايعرفون المبادئ الأساسية لحقوقهم وأنه لايحق لأي كان أن يعترضهم في الأمكنة العامة طالما هم ضمن الأصول والآداب.
في مدينة تنقطع فيها الكهرباء عند أول نقطة مطر تهطل, وتحفر شوارعها سنوياً, وتستقل عناصر شرطتها سيارات الأجرة في دورياتها الطارئة. وتذرعها "البيك آبات" المفيمة. يبقى صاحبنا المحافظ baby في الفساد. ونبقى خائفين حتى في أحلام يقظتنا التي نبثها بالشائعات.
حسان عمر القالش
إضافة تعليق جديد