مسنّو اليابان يعملون "حفاظاً على الصّحّة"

14-03-2016

مسنّو اليابان يعملون "حفاظاً على الصّحّة"

يعمل الياباني تيروو سوغيورا في مركزٍ مخصّص لعمل المسنين. أعوامه الـ86 لم تمنعه من تصليح أبواب "شوجي" التقليديّة الجرّارة هناك. منذ عشرين عاماً واظب الياباني الطّاعن في السن على العمل لمدّة أربعة أيام في الأسبوع داخل المركز. أما الهدف فهو "المحافظة على اللّياقة".
يستمتع سوغيورا برفقة المسنّين الآخرين الذين يعملون في المكان. بعضهم يقوم بسنّ السكاكين أو يعمل على الخشب، بينما يقوم البعض الآخر بكيّ ملابس أو خياطتها.
حال سوغيورا كحال الملايين من اليابانيين الّذين يستمرّون في العمل، رغم وصولهم إلى سنّ التقاعد، حفاظاً على صحتهم وكسباً لمصروف الجيب.
بالنسبة للكثير من اليابانيين، الاستمرار بالعمل يعني الحفاظ على الصحة، فضلاً عن إمكانية كسب المال.
تعمل جونكو كوندو (63 عاماً) في توضيب أكياس صغيرة من الملح الفاخر. تُعلّق على الأمر بالقول: "أنا أدّخر المال الذي أكسبه هنا، واحتفظ به لأشتري الهدايا لأحفادي أو بعض الملابس لي لي أو لتناول الغداء في المطعم".
ويستمرّ أكثر من 20 في المئة من اليابانيّين، فوق سن الخامسة والستين في العمل، وهي نسبة فريدة في الدول المتطورة ومرشحة للارتفاع مع تقدّم السكان في السن وتراجع أعداد اليد العاملة.
اليوم، أكثر من ربع سكان اليابان تبلغ أعمارهم أكثر من 65 عاماً. وهذه النسبة مرشحة كي تصل إلى 40 في المئة بحلول العام 2060.
وفي حال لم يتحسّن مؤشر الخصوبة (نحو 1,4 طفل لكل امرأة)، بحلول العام 2060، يتوقّع أن تخسر اليد العاملة أكثر من 27 مليون عامل. لهذا السبب يتم تشجيع المسنين على الاستمرار بالعمل.
وتدرس الحكومة اليابانية إمكانية رفع سنّ التقاعد إلى 65 عاماً بحلول العام 2025.
تماشياً مع الوضع، بدأ عدد من الشركات اليابانية العمل على تدريب مسنّين. ففي شمال اليابان، بدأت سلسلة متاجر "كونبيني" بتدريب موظفين مسنين. أما شركة "ريكو" العملاقة في مجال الالكترونيات فاستعانت بفنيين متقاعدين عند تجهيز شركات ومدارس ومكاتب حكومية.
يقول أستاذ مادة اقتصاد العمل ورئيس جامعة "كيو" في طوكيو استوشي سيكي: "كثر يرغبون بزيادة عدد الموظفين المتقدّمين في السن"، متوقّعاً أن "تزداد تلك الرّغبة لدى هؤلاء في المستقبل".


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...