مصر: الإسلاميون يعتدون على اعتصام المثقفين
لم تذهب الجماعات الدينية المتطرفة أو جماعة «الإخوان المسلمين» إلى اعتصام المثقفين في وزارة الثقافة، أمس، بـ«الورود»، كما قال المتحدث الإعلامي باسم «حزب الوطن» السلفي محمد نور، بل ذهبت لمواجهة أغنيات المثقفين وإبداعهم وهتافاتهم وعروضهم الفنية بالحجارة والأسلحة البيضاء.
وبرغم أعداد المثقفين المحدودة، إلا أن النتيجة كانت هزيمة التيارات الدينية التي قادها أحمد المغير، رجل نائب المرشد العام لـ«الإخوان» خيرت الشاطر، وعضو «الجماعة الإسلامية» ممدوح إسماعيل، الذي دعا المواطنين إلى التظاهر «لنصرة عملية التطهير فى وزارة الثقافة وتحرير العقل المصري من غربان ظلام الشيوعية والاباحية والعلمانية»!
محاولة فض الاعتصام الذي يدخل يومه الثامن رفعت من مطالب المثقفين لتصبح رحيل الرئيس محمد مرسي لا وزير الثقافة علاء عبد العزيز، ما يعني استمرار الاعتصام حتى 30 حزيران المقبل، مع انتشار الاعتصامات في وزارة أخرى تلعب دورا فى تشكيل عقل المصريين مثل التظاهرات التى شهدتها أمس أيضا وزارة التعليم من جانب مدرسي اللغة الفرنسية بعد قرار وزير التعليم اعتبار اللغة مادة نشاط مثل الفلسفة والفنون.
وتكشف هذه الاجراءات بوضوح خطة الإخوان لمنع «التفكير»، خصوصاً أن إجراءات وزير الثقافة تهدف ايضاً إلى إلغاء سائر الأنشطة الفنية، فضلا عن السيطرة على دار الكتب والوثاثق التي يعتبرها البعض «تاريخ» مصر.
وكان المتحدث الإعلامي باسم «حزب الوطن» قد قارن بين اعتصام المثقفين داخل الوزارة وبين حصار مدينة الإنتاج الاعلامي، وهو خلط واضح بحسب تعبير استاذ العلوم السياسية حازم حسني الذى رأى أن هناك «فرقا كبيرا بين أن تحاصر مكاناً لحرمان المصريين من حق المعرفة وحرية التفكير والتعبير، وبين أن تحاصر مكاناً لحماية حق المصريين في المعرفة وحرية التفكير والتعبير!».
المثقفون أكدوا أن المعركة لا تخص أشخاصا بعينهم، وإنما تخص الثقافة المصرية نفسها.
ورفض المخرج أحمد عيد تصوير المعركة على أنها معركة بين فريقين، الأول يؤيد الوزير والثاني يعارضه، وإنما هي معركة بين «الاستنارة» و«الظلام».
«المعركة الآن على العقل المصري» هذا ما يشعر به المثقفون، ومن هنا كانت وقفتهم واعتصامهم.
بعد انتهاء الاشتباكات استأنف المثقفون مرة أخرى انشطتهم في أداء أغنيات الشيخ إمام، وهتفوا: «الشارع لنا... والناس التانين مش من مننا».
ويستمر الاستنفار انتظارا لعودة «الإسلاميين» مرة اخرى لتنفيذ تهديدهم بـ«ذبح المثقفين»!
محمد شعير
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد