مصر: فتاوى السلفيين تشوّش على انتخابات الرئاسة
في ظل انشغال المصريين بالسباق الرئاسي شبه المحسوم لمصلحة المشير عبد الفتاح السيسي، عادت ظاهرة فتاوى الشيوخ السلفيين لتقتحم المشهد المصري مرّة جديدة، مثيرة جدلاً واسعاً في اوساط المصريين على حساب الشأن الانتخابي.
وعلى مدار الاسبوع الماضي، لم تتوقف عاصفة الفتاوى التي خرجت من فم نائب رئيس «الدعوة السلفية» ياسر برهامي، والتي وصلت الى خمس فتاوى متنوعة المجالات، كان أكثرها إثارة للجدل تلك المتعلقة بتكفير أعياد المسيحيين، في خضم الاحتفالات بعيد الفصح وشمّ النسيم، وإجازته ترك الزوج زوجته للمغتصبين!
فتاوى الشيخ السلفي، خريج كلية الطب والجراحة في العام 1982، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج الـ«توك شو» اليومية، لا سيما بعد إصرار برهامي على الدفاع عن فتاويه من دون التراجع عن مضمونها، وتفسيره للفتوى الخاصة بالمسيحيين بأن «مَن يؤمن ويعتقد من المسيحيين في موت وصلب وقيامة المسيح فهو ضال ومشرك وكافر»، وهذا ما دفع المحامي نجيب جبرائيل إلى التقدم ببلاغ الى النائب العام مطالباً بالتحقيق مع نائب رئيس «الدعوة السلفية» بتهمة ازدراء الأديان.
وفي خضم الجدل بشأن هذه الفتاوى الغريبة، أصرّ برهامي على إشعال معركة جديدة، حين توجه إلى مدينة بورسعيد في شمال شرق القاهرة، وإصراره على إلقاء خطبة الجمعة هناك، بالرغم من عدم حصوله على تصريح من وزارة الأوقاف التي تملك وحدها قرار اختيار خطباء الجمعة.
وسبق برهامي في هذه المعركة الشيخ أبو إسحاق الحويني والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمد حسان، وهم من أبرز علماء «الدعوة السلفية» وأعضاء «مجلس شورى الدعوة»، والذين تمّ منعهم قبل أسبوعين من الخطابة أثناء صلاة الجمعة.
وفي مواجهة هذا التحدّي، عمدت وزارة الأوقاف إلى تحرير محضر يعقوب وبرهامي، محذرة، عبر بيان صحافي، من ان «هناك محاولات من قبل السلفيين للتسلل الى المساجد والسيطرة عليها».
وشددت وزارة الأوقاف على أنها «لن تسمح باعتلاء أي منبر من دون تصريح»، مشيرة إلى أنه «اذا تقدم برهامي او يعقوب او حسان بطلب تصريح فسيتم منعهم ايضاً» .
وتشترط وزارة الأوقاف أن يقدم الراغب في الحصول على تصريح بالخطابة أوراقاً تشمل شهادة المؤهل الدراسي اﻷزهري، وشهادة أداء الخدمة العسكرية وبطاقة الهوية.
وخاضت وزارة الأوقاف معركة حادة مع أئمة المساجد خلال الشهور الماضية للحدّ من سيطرة جماعة «الاخوان المسلمين» على المساجد وخطب الجمعة. وقد أسفرت هذه المعركة عن إغلاق مئات الزاويا غير المصرح لها بصلاة الجمعة.
وتحاول «الدعوة السلفية» وهي إحدى الجمعيات الدعوية التي نشأت في سبعينيات القرن الماضي، والقائمة على اساس تطبيق المنهج السلفي، الى السيطرة على الحياة الدينية في مصر بعد تلقي «الاخوان» ضربات أمنية وسياسية غداة عزل الرئيس محمد مرسي. وتحاول «الدعوة السلفية» الاستحواذ على اماكن «الإخوان» في المساجد، ومن خلال ذلك السيطرة على مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
مصطفى صلاح
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد