مصر: قلق «إخواني» ـ أميركي من 30 حزيران
رمت الإدارة الأميركية بثقلها في المحاولات الرامية لحماية نظام «الإخوان المسلمين» في مصر، مع استمرار العدّ العكسي ليوم «النزول العظيم» في 30 حزيران، وذلك عبر سفيرتها لدى القاهرة آن باترسون، التي عقدت يوم أمس لقاءً مغلقاً مع نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» ورجلها القوي خيرت الشاطر، وذلك بعد يومين من تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها أمام مركز للدراسات في العاصمة المصرية، جددت فيها دعم واشنطن للرئيس محمد مرسي، ورفضها الحكم العسكري.
في هذا الوقت، بدأت الأحزاب والقوى الثورية المصرية سلسلة اجتماعات مفتوحة بهدف الاستعداد لفعاليات يوم «النزول العظيم» ضد مرسي، في وقت جددت الكنيسة القبطية موقفها القائل بأن لا قيود مفروضة على أبنائها للمشاركة في التظاهرات، فيما جددت مشيخة الأزهر رفضها الزج بالإسلام في الصراع الدائر حالياً في البلاد، في ردّ على فتاوى التكفير التي أطلقها عدد من مشايخ التيار السلفي ضد معارضي «الإخوان».
وفي ما يعكس قلق «الإخوان المسلمين» والولايات المتحدة من تداعيات تظاهرات 30 حزيران، التي تطالب بسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رفعت آن باترسون وخيرت الشاطر، أمس، غطاء السرية عن الاتصالات الجارية بينهما، بعدما بدا واضحاً أن «الإخوان» والولايات المتحدة في طرف، بينما المعارضة المدنية في الطرف المواجه.
وأجرت باترسون والشاطر يوم أمس محادثات مغلقة، استغرقت قرابة ثلاث ساعات في أحد المكاتب التابعة للأخير في حي مدينة نصر في شرق القاهرة.
وبالرغم من أن تحركات باترسون داخل مصر غالباً ما تكون معلنة مسبقاً، فإن مصدراً في المكتب الإعلامي في السفارة الأميركية في القاهرة أكد بداية أن «لا علم لديه بهذه الزيارة، وأن أعضاء المكتب (الإعلامي) عرفوا بالخبر عقب تداوله في وسائل الإعلام المحلية»..
لكن المصدر ذاته عاد بعد ساعة ليقول إن «خبر الزيارة صحيح، ولكن لا معلومات لدينا عن تفاصيله».
يذكر ان السفارة الأميركية غالباً ما تصدر بياناً تفصيلياً عن تحركات السفيرة وزياراتها، لكنها التزمت الصمت تماماً هذه المرّة.
وتحدّث مصدر مقرب من الشاطر بشأن الاجتماع مع السفيرة الأميركية. وقال المصدر إن اللقاء ناقش سيناريوهات ما بعد 30 حزيران، لافتاً إلى أن «باترسون أكدت وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشرعية ومَن يمثلها – في إشارة إلى مرسي – لكنها طلبت في الوقت ذاته من الشاطر أن تقدّم جماعة الإخوان المسلمين بعض التنازلات لتلبية بعض مطالب المعارضة»، مشدّدة على «ضرورة الحفاظ على حياد المؤسسة العسكرية، وعدم تدخله في أي خلاف سياسي، حتى لا يعود الجيش مجدداً إلى السلطة».
وفيما تحفّظ المتحدث باسم «الإخوان» أحمد عارف على الإدلاء بأي تصريحات حول ما دار في اللقاء، باعتبار أن ذلك «يخصّ الشاطر وحده»، فإنّ عضو لجنة العلاقات الخارجية في «حزب الحرية والعدالة» حازم فاروق وصف اللقاء بأنه «عادي»، مشيراً إلى أنه يأتي «في إطار لقاءات السفيرة مع رموز العمل السياسي».
ويبدو واضحاً أن عودة الجيش إلى الحكم، بات يمثل صداعاً للإدارة الأميركية، إذ أن السفيرة الأميركية أعلنت قبل يومين رفض الإدارة الأميركية عودة حكم الجيش، وذلك في محاضرة القتها في «مركز ابن خلدون للدراسات». كما كشفت عن وجود علاقات بين الإدارة الأميركية و«الإخوان» منذ 20 عاماً. وفسّر مراقبون كلمة باترسون هذه بأنها محاولة لتقديم الدعم العلني لـ«الإخوان» في مواجهة تحركات المعارضة، ومحاولة لتحجيم الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش المصري في التظاهرات المقبلة.
في هذا الوقت، واصلت الأحزاب والقوى الثورية استعداداتها ليوم «النزول العظيم» في 30 حزيران. وأعلنت حملة «تمرد» أمس عن «تجاوزها 15 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي»، مشيرة إلى أنها ستعقد مؤتمراً صحافياً اليوم لسرد ما لديها من أرقام بصورة تفصيلية.
وخاطب المنسق العام لحملة «تمرد» محمود بدر، خلال مؤتمر عُقد في مدينة شبين القناطر في محافظة القليوبية، الرئيس محمد مرسي ومرشد «الإخوان» محمد بديع وخيرت الشاطر بالقول «سننزل 30 حزيران... والشعب المصري لا يخاف».
ولفت بدر إلى أنه رفض مقابلة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، مشيراً إلى أنه أبلغها بأن «مرسي يستقوي بكم، ونحن معنا الله والشعب ضد أميركا وأوروبا».
وفي السياق، بدأت أحزاب «الدستور» و«المصريين الأحرار» و«التيار الشعبي» وحركتا «6 إبريل» و«كفاية» و«تحالف القوى الثورية» و«الجبهة الحرة للتغير السلمي» وعدد آخر من القوى السياسية والثورية سلسلة اجتماعات تنسيقة لتظاهرات 30 حزيران.
ومن المقرر الإعلان قريباً عن تحركات القوى السياسية للعمل على الحشد الجماهيري في الشارع. وبحسب مصادر مطلعة فإن الاجتماعات التنسيقية بين الأحزاب والقوى الثورية اتفقت حتى الآن على توحيد الهدف من التظاهرات، وهو إسقاط النظام، ومن ثم توحيد الشعارت والهتافات، وعدم رفع أي شعارات أو لافتات حزبية، بل رفع أعلام مصر ولافتات تحمل صوراً للشهداء، وعبارات تدلّ على فشل مرسي في إدارة الدولة.
إلى ذلك، بادرت قطاعات ووزارات الحكومة المصرية بالإعلان عن خطط طوارئ للتعامل مع الأحداث المتوقعة خلال يوم 30 حزيران وما يليه.
وبدا من البيانات الحكومية وتصريحات المسؤولين أن قلقًا شديدًا يسود الحكومة تجاه «فوضى متوقعة»، وأن الجميع رفع شعار «الطوارئ».
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن «مصادر مسؤولة» قولها إن «القوات المسلحة أعدت فرقًا في أماكن ارتكاز جاهزة للتحرك الفوري لحماية أي منشأة تتعرّض لهجوم، وتم الاتفاق مع وزارة الكهرباء والطاقة بتكليف تلك الوحدات بحماية محطات الكهرباء حال تعرّضها لأي هجوم».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد