معركة قانونية في نيويورك حول المكالمات الهاتفية لضحايا 11 سبتمبر

01-04-2006

معركة قانونية في نيويورك حول المكالمات الهاتفية لضحايا 11 سبتمبر

استمرت المكالمة اقل من ثلاث دقائق. كان على كريستوفر هانلي، اعادة ما قاله الى مسعفين من نوافذ مطعم «العالم» في 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وقال هانلي وهو في الخامسة والثلاثين لموظف الهاتف «اهلا. انا في الطابق 106 من مقر مركز التجارة العالمي. وقع انفجار، في ما اعتقد انه في الطابق 105»، وقال في ما بعد «الدخان في كل مكان ـ امر في غاية السوء». وقال له موظف الهاتف «اجلس مكانك، لا تغادره». وكان هانلي الذي قتل في الانفجار، واحدا من 28 شخصا تم التعرف عليهم من بين حوالي 130 مكالمة هاتفية افرجت عنها سلطات مدينة نيويورك. وقدم والدا هانلي شريط التسجيل الى صحيفة «نيويورك تايمز»، التي رفعت قضية على سلطات المدينة للحصول على كل المكالمات. وكانت محكمة الاستئناف قد اصدرت حكما في العام الماضي يقضي بأن من حق الرأي العام الاستماع لاصوات العاملين في مجال الطوارئ وغيرهم من العاملين الحكوميين، وذكر الحكم ان مكالمات الضحايا الهاتفية من البرجين المحترقين في غاية الحساسية، لا يمكن الكشف عنها بدون موافقة الاسر، الا ان قاضيا في الولاية اصدر حكما يوم الاربعاء بأن على المدينة تقديم اسماء 28 شخصا، بالاضافة الى مقتطفات يمكن ان تساعد على التعرف على هوية المتصل. وتنوي سلطات المدينة استئناف الحكم.
وكان اقارب العديد من ضحايا 11 سبتمبر قد انضموا الى صحيفة «نيويورك تايمز» في دعواها على امل ان تقدم الاشرطة ادلة على الخبرات التي تعرض لها بعض ضحايا الانفجارات وعددهم 2749. وذكر المحامي نورمان سيغل، الذي يمثل اسر الضحايا، انه يريد معرفة ما اذا كانت تعليمات موظفي الهاتف قد اثرت على عمليات اخلاء المبنى. واوضح سيغل «ربما سنسمع الموظف «الف» يقول اذهب الي السطح. بينما نسمع الموظف «ب» يقول ابق في مكانك. نحن في طريقنا لانقاذك». وقالت سالي ريغنهارد، التي فقدت ابنها الذي يعمل في مطافئ المدينة وواحدة من المشاركات في القضية، انه يجب السماح للرأي العام بالاستماع الى وجهتي النظر للحوار لمعرفة الصورة الحقيقية لما حدث داخل البرجين. كما قالت ايضا انه يجب على الاسر الاستماع الى المتحدثين الذين لم تعرف هوياتهم، في محاولة لمعرفة هوياتهم، «يمكن للام الاستماع لتسجيلات وربما تسمع صوت ابنها».

وعلى صعيد آخر اشارت كيت اهلرز اوبراين، المتحدثة باسم الادارة القانونية في المدينة، الى حكم محكمة الاستئناف، الذي اوضح ان خصوصيات الاسر تتغلب على حق الرأي العام في المعرفة. واضافت «نشعر بأن المكالمات تتضمن محادثات عاطفية للغاية لاناس، قتل العديد منهم. والمدينة تشعر بأنه يجب حماية حقوق الناس بقدر الامكان». واول نصوص مكتوبة نشرت كجزء من الدعوى كانت في اغسطس (آب) الماضي، عندما نشرت آلاف من الصفحات التي تحتوي على المكالمات التي جرت عبر الأجهزة اللاسلكية ومكالمات أفراد وحدات المطافئ وأعمال الطوارئ. ونشرت سلطات الموانئ في نيويورك ونيوجيرسي، التي تملك مركز التجارة ولها قوات الشرطة الخاصة بها. وتحتوي اشرطة تسجيل الطوارئ، التي تقدر مدتها بأكثر من ثماني ساعات، تحديدا للقتلى الـ27 والناجي الوحيد. وكان هؤلاء قد اجروا اكثر من 40 مكالمة. وجاء قرار الاستئناف بنشر 28 شريط تسجيل فقط في حال موافقة اسرهم على ذلك. وطلبت حتى الآن ثلاث اسر الاستماع لأصوات ذويهم الذين قتلوا، ولكن لم تنشر حتى يوم الخميس سوى تفاصيل مكالمة هانلي. وكان هانلي قد اجرى مكالمة في تمام الساعة الثامنة و50 دقيقة و30 ثانية، أي بعد اربع دقائق من ارتطام الطائرة بالبرج الشمالي. وكان هانلي يحضر مؤتمرا حول Windows on the World. بعد ان اخذ اسمه قال له الشخص الذي كان يعمل في مركز الاتصال انه سيوصله بوحدة المطافئ، وجاء رد هانلي: «نعم... هناك حريق ودخان. هناك حوالي مائة شخص هنا. لا نستطيع ان ننزل بالسلم».

بعد ثلاثين ثانية وست رنات سمع أحد أفراد وحدات المطافئ المعلومات التي نقلها هانلي وطلب منه البقاء وعدم مغادرة المكان، وابلغه ايضا أن هناك حريقا او انفجارا في المبنى، وطلب منه مجددا البقاء في مكانه. وطلب من هانلي ايضا الإبقاء على النوافذ مفتوحة، إلا ان هانلي رد قائلا: انهم لا يستطيعون فتح النوافذ إلا بتحطيمها. جرى إبلاغ هانلي ايضا بأن وحدات المطافئ في الطريق اليهم وطلب منهم هانلي الإسراع.

 

ا ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...