ملكيات أكثر من الملك

11-03-2015

ملكيات أكثر من الملك

باندورا، يعني هذا الاسم بالإغريقية «المرأة التي مُنحت كل شيء»، تقول الأسطورة إن زيوس كلف «فولكانو» إله النار والحديد بصنع المرأة، انتبهوا: «نار وحديد»؟! ثم تمّ استدعاء الهة الأوليمب الاخرين لتقديم هداياهم إلى هذه المرأة، فمنحتها فينوس (الهة الجمال) الجمال والحب، ومنحتها مينرفا (الهة الحكمة) الذكاء، أعطتها لاتونا (ألهة الظلام) قلب كلب.. ونفس لص.. وعقل ثعلب.
خُلقت باندورا لتكون انتقاما من برومثيوس الذي سرق النار من الآلهة وعلّم البشر استخدامها، فقررت إلهة الاوليمب أن تنتقم منه بطريقة عبقرية هذا العقاب هو «المرأة».
أرسلت باندورا لبرومثيوس الذي كان حذرا وذكيا، فلم يقع في براثن حبها، لكن شقيقه ابثيموس تزوج باندورا. هنا أرسل زوس صندوقة جميلة لهما كهدية زواج، ابثيموس منع زوجته الجميلة من فتح الصندوق، لكن لأن الفضول ميّزة الأذكياء، باندورا فتحت الصندوق، وفجأة اظلم العالم وخرجت أرواح شريرة من الصندوق.. أرواح يحمل كل منها اسما مخيفا مثل: «النفاق»، «المرض»، «الجوع»، « الفقر».
في وقت مبكر من التاريخ استخدم الرجل كل ما أتيح له من أحاييل لتكبيل المرأة، تماما كما أعلنت سيمون دو بوفوار ذات يوم: (القيود التي تلف أرجل النساء مصنوعة من معدن السلطة، السياسية التي تسخّر اللاهوت والفلسفة والقانون لخدمة مصالحها).
ربما قلة يعلمون أننا نحتفل في 8 مارس بيوم المرأة العالمي للمطالبة بحقوقنا بسبب أول مظاهرة للنساء يوم خرجت الآلاف في 8 مارس 1908م من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع مدينة نيويورك ، وهنَّ يحملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود، في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود». طالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. هكذا لم ينتهِ القرن العشرين إلا وأخذت المرأة الغربية كامل حقوقها.
وهنا مباحة لنا الصرخة الوحشية، متى يحق لنا أن نعيش من دون أسرار، أن نحيا في العلن، أن نقول، ونكتب، ونكشف، ونعري، الازدواجيات القانونية والاخلاقية. .؟! متى يحق لنا أن فكر ونرغب ونفعل؟!
ككاتبة وروائية دائما هنالك من يسألني حول ما يصر البعض على تسميته بالأدب النسوي والصعوبات التي تواجهني بالكتابة.
في مثل هذا اليوم أقول إن النساء يفبركن لأنفسهن قيوداً، لم يكن الرجل ليرغب بتكبيلهن بها.
كل رواياتي تحفل بنساء متمردات، وأشرس الهجمات النقدية شنتها النساء المثقفات؟!؟
 استطاعت معظم السلطات العربية استنبات مثقفات مؤطرات سلفا بما ترسمه التقاليد البالية، بعض المثقفات العربيات ملكيات أكثر من الملك. اكسسواراتهن المفضلة «الأصفاد»
صدقت نوال السعداوي يوم قالت: (الثورة لسه ما بدأت، الثورة هي ثورة العقول...)

لينا هويان الحسن

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...