مهندسة سورية تطفئ حرائق الغابات بالخليوي

13-03-2011

مهندسة سورية تطفئ حرائق الغابات بالخليوي

حققت المهندسة ملك عدامة، سبقاً علمياً بابتداعها مشروع «إنذار عن حرائق الغابات عن بعد باستخدام نظام الاتصالات الخليوية» وقد تقدمت به لفرع هيئة تنمية المشروعات بحماة، فحظيت فكرته بإعجاب لجنة التحكيم، التي رشحته لمسابقة رواد الأعمال التي جرت خلال العام الماضي، ونالت عليه جائزة مالية.
 
وأكدت المهندسة عدامة أن المشروع يعود لعام «2009»، وكان المحفز له هو مؤتمر تيليكوم الذي عقد آنذاك بمدينة «بال» بسويسرا، وقد تقدمت بفكرتها مع ثلاثة من زملائها الطلاب من جامعة حلب لهذا المؤتمر، وكانت الدراسة المبدئية للمشروع باللغة العربية، وبعد عدة أيام أرسلت لها لجنة مؤتمر تيليكوم رداً تطلب فيه منها ترجمة هذه الدراسة بالإنكليزية، لتنشرها في الصحف السويسرية اليومية نظراً للإعجاب الشديد بفكرتها.
وتقول عدامة: فكرة المشروع تقوم على زرع حساسات على الأشجار بالغابات، لتحسس دخان النيران، وهذه الحساسات تمتلك قدرة كبيرة على استشعار الدخان المنبعث من الحرائق بقطر يتراوح بين «6» إلى «10» أمتار، وتقوم بإرسال إشارة عبر نظام «جي اس ام» وهو نظام الاتصال الخلوي الذي تربط به هذه الحساسات، لتصل الإشارة إلى برج تغطية يمكن أن يستقطب إشارات من حساسات ضمن مجال يتجاوز 36 كم2، وهذه الأبراج ثلاثية الهوائيات بزوايا «120» درجة لتغطية كامل المجال المذكور من جميع الاتجاهات، وثم يحول البرج الإشارة إلى مركز الطوارئ على بعد عشرات الكيلو مترات، لتحديد نقطة الحريق بالدقة المتناهية لكونها تحدد على خريطة رقمية على حاسب، وهذه الخريطة الرقمية متوافرة عن الغابات بسورية.
والشيء المميز بالحساسات أن سعر أجودها لا يتعدى «1500 ل. س»، ويمكن أن تعمل بتقنية الطاقة الشمسية، وبذلك تخفف من نفقات الصيانة وإعادة الشحن، كما أن لها ميزة تتمثل في تحديد إحداثيات النقطة بدقة متناهية، من خلال إشارات الحساس التي تستقبلها شبكات المعلومات في المركز، وتحدد نقطة الحريق بالضبط لتوجه عناصر الإطفاء في المنطقة إلى نقطة الحريق كما يمكن تزويدهم بمعلومات عن أفضل الطرق، التي يمكن سلكها من خلال الخريطة الرقمية التي قامت بوضعها هيئة الاستشعار عن بعد للغابات.
وتقول المهندسة عدامة: إن تكلفة البرج أقل من مليوني ليرة، وهذه ليست شيئاً إذا ما قورنت بحجم الخسائر التي تتعرض لها غاباتنا نتيجة الحرائق، والتقصير عن الإبلاغ بهذه الحرائق التي غالباً ما تتم في مناطق مخفية ضمن الوديان والجبال الوعرة البعيدة، ولاسيما أن هذه التقنية تستطيع رصد الحرائق ضمن مجال يبلغ «36» كيلو متراً مربعاً، وأنها توضع لمرة واحدة فقط وليس بالضرورة أن يتم زرع هذه الحساسات في كل أرجاء الغابات، ويمكن للجهات الحراجية أن تستخدمها مثلاً في المناطق الساخنة التي تتكرر فيها الحرائق، أو في مناطق المحميات التي فيها أندر البيئات الحيوية. وأكدت عدامة أنها وضعت دراسة مفصلة بالمشروع، وتلقت عروضاً من جهات خاصة لتبنيه، ولكني- تقول- رفضت لكوني لا أريد ربحاً منه، بقدر ما هو مشروع لخدمة البيئة الطبيعية السورية، وأعكف حالياً على تطوير هذا المشروع ونقله إلى أفق أوسع كفاءة وأقل كلفة، من خلال ربطه مع نظام الراديو «إف إم»، وهو نظام موجات الراديو، الذي من المفترض أن تكون كفاءته أكبر من ناحية زيادة طول موجات الإرسال، حيث تزود الموقع بمحطة إرسال راديو، وهي رخيصة الثمن، وتستقبل الإشارات من الحساسات على مسافات أكبر، وترسلها إلى مسافات أكبر من النظام السابق، لكن هذه الدراسة لا تزال نظرية ولم تخضع للدراسة الدقيقة.

محمد أحمد خبازي

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...