موجات الحر ستتضاعف خلال العقود المقبلة
أظهرت دراسات علمية حديثة أن الظواهر المناخية ذات نسب الحرارة المرتفعة، مثل موجة الحر الشديدة التي سجلت في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، ستتضاعف بقدر مرتين بحلول العام 2020، وبنسبة 400 في المئة بحلول العام 2040، بل وستكون أسوأ بكثير طالما لم تُقر تخفيضات جوهرية في انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وكان عدد من الدول، مثل كندا والولايات المتحدة، قدّم تعهدات للحد من مجموع انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 17 في المئة مقارنة مع مستويات العام 2005، وذلك بحلول العام 2020، وذلك في إطار ما يعرف باسم «اتفاقية كوبنهاغن» الموقعة في شهر كانون الأول العام 2009.
لكن العلماء يعتبرون أن هذا الهدف لا يوازي ما هو مطلوب، وسيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 3,5 درجات مئوية على الأقل، وهو مستوى خطير جداً.
ومن المرجّح أن تولّد درجات الحرارة المرتفعة، في نهاية القرن الحالي، موجات حرارة شديدة قد تؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من البشر والحيوانات وتؤثر بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية، وفقاً لتقارير علمية ألمانية وإسبانية صدرت مؤخراً ونشرت في دورية «رسائل الأبحاث البيئية» الأميركية.
وفي هذا السياق، أكد الباحث في «معهد بوتسدام» الألماني ديم كومو أن «هذا هو ما تبينه حساباتنا لسيناريو تغيّر مناخي متسارع».
ومن المثير للدهشة معرفة أن الوقت قد فات بالفعل لمنع مضاعفة موجات الحرارة بحلول العام 2020 وزيادتها بقدر أربعة أضعاف بحلول العام 2040، بحسب ما تخلص إليه الدراسة.
والسبب في ذلك هو أن حرق كميات هائلة من الوقود الأحفوري، المستخرج من الفحم الحجري والفحم النفطي الأسود والغاز الطبيعي ومن البترول، على مدى السنوات الخمسين الماضية، قد أضاف المزيد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، المسبب للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بنسبة 40 في المئة.
وحتى إذا توقفت اليوم جميع المصادر البشرية من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تماما، فستستمر درجات الحرارة في الارتفاع من معدل 0,8 درجة مئوية حالياً إلى ما بين 1,1 درجة و1,5 درجات مئوية بسبب التأخر في تطبيق الأنظمة البيئية المناسبة، وفقاً لتحذيرات العلماء.
ويبدو أنّ هذه الدرجات لن تنخفض لفترة طويلة جداً، وهذا هو السبب الذي دفع جميع الدول للموافقة على خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون في إطار مفاوضات «معاهدة الأمم المتحدة بشأن المناخ» في العام 2009 في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
في المقابل، وبهدف إلقاء الضوء على عدم التقيّد بالمعايير والأنظمة المناسبة، تعهّدت كندا، مثلاً، بالحد من الانبعاثات بنسبة 17 في المئة، لكنها بعد ذلك لم تفعل شيئا يذكر، بل توسعت بشكل كبير في أكبر مشروع للطاقة في العالم، وهو مشروع «ألبرتا» لقطران الرمال.
وفي كل عام، تحرق هذه الرمال حوالي 40 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يقرب من نسبة ثلثي كل ما تستخدمه الهند سنويا. ويستخدم هذا الغاز بشكل رئيسي لتسخين المياه.
ويذكر أن معظم التحليلات تبيّن أن النفط المستخرج من رمال القطران هو الأكثر تلويثاً للهواء، ويحتوي على أعلى نسبة من غاز ثاني أوكسيد الكربون بالمقارنة مع مصادر أخرى.
(عن «آي بي إس»)
إضافة تعليق جديد