نذر حرب في أبيي بين شمال وجنوب السودان

22-05-2011

نذر حرب في أبيي بين شمال وجنوب السودان

أعادت منطقة أبيي السودانية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب الحرب بين الطرفين من جديد، وسط مخاوف من تطورها إلى حرب أهلية، وألغى وفد من مجلس الأمن زيارة إلى المنطقة كان مقرراً لها يوم غد الاثنين بسبب التصعيد الذي يدل على أن الوضع تدهور على نحو خطير .

ويعقد وفد المجلس اليوم اجتماعات في الخرطوم، في حين بدأت مئات الأسر في منطقة أبيي النزوح جنوباً، كما بدأت الأمم المتحدة في إجلاء موظفيها من المنطقة، وسط توقعات باندلاع حرب شاملة اليوم بين جيشي الشمال والجنوب في المنطقة المتنازع عليها .

ونفذ الجيش السوداني وعيده، واجتاح مواقع لجيش الحركة في المنطقة، وأكد شهود عيان مغادرة عدد كبير من الأسر للمنطقة واحتماء القوات الدولية بمعسكراتها مع بدء العمليات العسكرية . وقال حاكم منطقة أبيي دينق اروب إن طائرات الميغ والانتنوف قصفت نحو سبع مناطق كما دارت معارك ومواجهات مباشرة بين مشاة القوات المسلحة وشرطة أبيي ببلدة توداج . ويرجح مراقبون أن تتطور الأحداث إلى الأسوأ، في ظل سيناريو متوقع لنشوب حرب أهلية أو “شاملة” بين شمال السودان وجنوبه . ولم يستبعد رئيس المجلس التشريعي في أبيي شارلس أبيي أن تجتاح القوات المسلحة المنطقة من واقع حشودها ومناوراتها شمال المنطقة . وارتفعت حصيلة مبدئية للقتلي إلى 32 شخصاً وحوالي 35 جريحاً في حين ما زالت الإحصاءات جارية لمعرفة مصير عدد من المفقودين، وعبئت الأجواء تماماً بنذر الحرب خاصة عقب إعلان الجيش السوداني أبيي منطقة حرب .
وكانت الولايات المتحدة طلبت من جنوب السودان تقديم “شروحات” حول الهجوم الذي تعرضت له قوة تابعة للبعثة الأممية لحفظ السلام (يونميس) بجانب قوات الجيش السوداني التي تنفذ اتفاقاً لإعادة الانتشار . ودعت واشنطن إلى إزالة كل القوات المسلحة غير المرخص لها أو المتفق على بقائها في المنطقة وضمان عدم تصعيد الحالة، عقب تصاعد القلق الدولي بشأن عودة أعمال العنف إلى منطقة أبيي . وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية “إن الولايات المتحدة تأسف للهجوم الذي وقع من قوات جنوبية على موكب تابع للأمم المتحدة” . ووصف المتحدث باسمها مارك ترنر الهجوم بأنه كان “خرقاً مباشراً” لاتفاق السلام الموقع في يناير/ كانون الثاني بين الشمال والجنوب . وأضاف “نطالب حكومة الجنوب بتقديم تفسير لهذا الهجوم، واتخاذ خطوات في إظهار التزامها بتطبيق اتفاق كادوغلي، وضمان أن تتحلى قواتها بضبط النفس” .

واستدعت الخارجية السودانية أمس الممثل الخاص للأمم المتحدة هايلي منقريوس وأبلغته احتجاجاً رسمياً على تصرفات الحركة الشعبية وجيشها . وقال وزير الدولة بالخارجية صلاح اونسة، إن الحكومة تعتبر الحدث عملاً إجرامياً وخرقاً واضحاً لاتفاقية السلام واتفاقية كادوقلي .

في الأثناء، ذكرت تقارير أن القوات المسلحة والمسيرية اشتبكا مع الجيش الشعبي في منطقة قولي شمال أبيي أثناء بحثهم عن المفقودين والجرحى لإخلائهم في الهجوم الذي تعرضوا له ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وجرح 20 آخرين، فيما استمرت المعارك ولم يتم حصر كل الجرحى والقتلى .

على صعيد آخر، أعلن الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور عقب عودته من الدوحة، أمس، أنه تم التوافق على إعداد وثيقة سلام دارفور بصورتها النهائية وعرضها على المؤتمر الدارفوري الذي سيعقد بالدوحة في السابع والعشرين من الشهر الجاري .


عماد حسن
المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...