نقابات الفنانين في سوريا ولبنان ومصروالأردن تقاطع«مهرجان الأردن»
يجاهد منظمو «مهرجان الأردن» وريث «مهرجان جرش للثقافة والفنون» لإنقاذه من الفشل بعد حملات المقاطعة والمشكلات التي اشتدت قبل أسبوع من انطلاقته التي أعلن القصر الملكي انها ستكون تحت الرعاية الملكية.
وكانت «لجنة مقاومة التطبيع» في مجمع النقابات المهنية دعت الفنانين والمثقفين والكتاب المحليين والعرب والأجانب الى مقاطعة المهرجان نظراً لتعاقد إدارته مع شركة فرنسية (بابليسيز) قيل إنها نظمت احتفالات اسرائيل بالذكرى الستين لقيامها. لكن هيئة تنشيط السياحة نفت مراراً علاقتها بتلك الشركة، وقال مديرها نايف الفايز «نحن الجهة المنظمة وتعاملنا مع شركة لافيزيتور دو سوار الفرنسية التي تعاقدت مع الفنانين». خصوم المهرجان يقولون إن شركة «بابليسيز» المتهمة تمتلك شركة «لافيزيتور دو سوار».
وفي تطور مفاجئ تظاهر عشرات من الناشطين السياسيين اليساريين امام وزارة السياحة مطالبين بإلغاء المهرجان ورفعوا شعار «لا للتطبيع... لا لصهينة الثقافة والفنون»، فيما اصدر المطرب الاردني المعروف عمر العبد اللات بياناً اعلن فيه رفضه المشاركة في المهرجان بسبب «ظروف المشاركة التي تشوبها الكثير من الشبهات».
وثمّن نقيب الفنانين الاردنيين شاهر الحديد موقف العبد اللات معتبرا اياه «موقفاً وطنياً اثلج صدور جميع الاردنيين». وكانت النقابة حذرت أعضاءها والفنانين العرب من المشاركة في المهرجان «لوجود شبهة التطبيع» واكدت انها لن تمنح تصاريح للفنانين العرب المشاركين في المهرجان، وهو اجراء يتم عادة بموجب قانون النقابة قبل دخول أي فنان الأراضي الأردنية.
وحسب وسائل الإعلام الأردنية فإن أربعة من النجوم العرب هم المصريان عمرو ذياب ومحمد حماقي والكويتي عبدالله الرويشد والمطربة اللبنانية أليسا اعتذروا عن عدم المشاركة في المهرجان، فيما يعتقد ان شبكة «روتانا» ستعلن قريبا اعتذارها عن عدم مشاركة مجموعة فنانيها في المهرجان.
كذلك أصدرت نقابة الفنانين السوريين بيانا أعلنت فيه مقاطعة جميع فناني سورية للمهرجان «الذي تديره شركة صهيونية معروفة بمواقفها المتطرفة»، كما أصدرت نقابة الفنانين المحترفين اللبنانيين بيانا للتضامن مع موقف نقابة الفنانين الأردنيين دعت فيه اعضاءها الى مقاطعة المهرجان «التزاما بموقف لبنان وهو في حالة عداء مع الكيان الصهيوني».
واضطرت سلسلة البيانات ادارة المهرجان الى إلغاء الاعلانات عنه في وسائل الاعلام المحلية.
وكانت الحكومة الاردنية قررت إلغاء مهرجان جرش بعد 27 سنة على اطلاقه، على رغم ان الملكة نور عقيلة الملك حسين الراحل تترأس لجنته العليا. وتم الاعلان عن تحويله الى «مهرجان الاردن»، وهي فكرة أثارت استياء الاوساط الشعبية والثقافية التي عملت على مقاومة المهرجان الجديد.
وعلى رغم اعتراف مصادر عديدة بوجود صراع بين «مراكز قوى متنفذة» على المهرجان، إلا أن المتاعب الحقيقية للمهرجان الجديد بدأت بعدما كشفت صحيفة «العرب اليوم» عن دور شركة «بابليسيز» الفرنسية في تنظيمه، وخصوصاً انها تعهدت احتفالات «اسرائيل بعيدها الستين»، وكتب مديرها العام موريس ليفي مقالا في صحيفة «لوموند» الفرنسية يدافع فيها عن اسرائيل ونشرت الصحافة الاردنية مقتطفات مترجمة منه.
وشركة «بابليسيز» مكلفة ادارة احتفالات المملكة في العام المقبل بالذكرى العاشرة لتولي العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الحكم، وهي الشركة نفسها التي تتولى عادة تنظيم مؤتمر حملة جائزة نوبل في مدينة البتراء الاثرية والمنتدى الاقتصادي العالمي بنسخته الأردنية في منطقة البحر الميت.
نبيل غيشان
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد