هجوم واسع لـ«داعش» في الموصل
بعد يوم واحد على اشتباكات مدينة سامراء العراقية ذات الرمزية الدينية، شكلت مدينة الموصل في محافظة نينوى المحاذية لسوريا عنوان الاشتباكات بين القوات الأمنية ومسلحين يتبعون لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أمس، في أحداث باتت تشير ملامحها إلى مرحلة جديدة تطلقها «داعش» في وجه الدولة العراقية.
وتعد نينوى واحدة من أكثر المناطق العراقية التي تشهد اضطرابات، ويمر بها جزء كبير من أنابيب النفط العابرة من الحقول النفطية في كركوك إلى دولة تركيا المجاورة. وتقع مدينة الموصل، التي تُعدّ عاصمة نينوى، على خط يمتد جنوباً نحو العاصمة بغداد ويضم كلاً من قضاء بيجي ومدينة تكريت ومدينة سامراء. ويحيط هذا الخط من جهة الغرب محافظة الأنبار، فيما يحيطه من جهة الشرق كل من بعقوبة وقضاء طوزخورماتو والحويجة وكركوك، وهي في غالبيتها مناطق تشهد اضطرابات أمنية بشكل مستمر، إضافة إلى أنّ عدداً منها تعتبر مناطق متنازعاً عليها مع إقليم كردستان، ما يسمح بتشكيل جيوب آمنة تنتشر ضمنها الجماعات المسلحة.
وفي التفاصيل الميدانية، بدا أمس أنّ «داعش» حاولت تطويق المدينة من عدد من المحاور. وأوضح مصدر أمني أنّ «اشتباكات مسلحة اندلعت صباح اليوم (أمس) بين قوات الجيش ومجاميع مسلحة تنتمي إلى تنظيم داعش حاولت السيطرة على مناطق التحرير والزهراء والانتصار وسومر» في شرق وفي جنوب الموصل.
ووفقاً لمصادر أمنية أخرى، فقد انتشرت أيضاً أعداد كبيرة من المسلحين في غرب الموصل، حيث اشتبكت مع القوات الأمنية، ما أسفر عن مقتل أربعة شرطيين وثلاثة جنود، على الأقل.
وفي أبرز الأحداث، أضافت المصادر أنه في جنوب المدينة حاول خمسة انتحاريين تنفيذ هجوم على مستودع للأسلحة، إلا أنّ القوات الأمنية نجحت في استهداف عدد منهم. وبدا، وفقاً للمعطيات، أنّ الانتحاريين كانوا يمهدون لهجوم أوسع على المخزن بهدف السيطرة عليه. وأسفرت العملية في مجملها عن مقتل 11 جندياً، على الأقل.
وفي هجوم آخر، قال مصدر أمني إنّ «أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 45 بينهم نساء وأطفال بجروح، في هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين استهدف منازل في قرية الموفقية، التابعة لناحية برطلة» الواقعة على بعد عشرة كيلومترات الى الشرق من الموصل.
من جهته، قال عضو اللجنة الأمنية في محافظة نينوى محمد إبراهيم إنّ «الجيش العراقي قتل 105 مسلحين ودمّر 20 آلية تابعة لهم»، فيما أعلن مصدر في قيادة عمليات محافظة نينوى عن «مقتل 75 إرهابياً، بينهم أشخاص من جنسيات عربية، خلال العمليات المسلحة التي جرت اليوم (أمس) في المحافظة». واعتبرت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى اليوم أن ما يجري في مدينة الموصل «مخطط لتشتيت الجهد الأمني وتخفيف الضغط على تنظيم داعش في محافظة الأنبار».
وكانت القوات الأمنية، وبالتزامن مع أحداث مدينة سامراء أمس الأول، قد عززت تواجدها في مدينة الموصل، تحسباً لهجوم شبيه محتمل من قبل مسلحي تنظيم «داعش» للسيطرة على مناطق في المدينة. ووزعت قيادة عمليات نينوى بياناً، أمس الأول، أعلنت فيه فرض حظر التجول على المركبات في المدينة. وقال البيان إنّ «حظر التجول يبدأ من الساعة السابعة من مساء اليوم (أمس الأول) وحتى الساعة السادسة من صباح يوم غد الجمعة (أمس) تحسباً لوقوع هجمات مشابهة على مدينة الموصل».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد