هل تتبنى جامعة الدول العربية ملف العقوبات الغربية ضد إيران

16-12-2008

هل تتبنى جامعة الدول العربية ملف العقوبات الغربية ضد إيران

الجمل: ستشهد دبلوماسية المجتمع الدولي تطوراً جديداً لجهة التسريبات القائلة بأن دبلوماسيين من الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى دبلوماسي ألماني سيعقدون اجتماعاً مع الدبلوماسيين العرب لمناقشة تطورات ملف البرنامج النووي الإيراني.
* سردية التحرك الدبلوماسي الجديد:
خلال الأعوام الماضية ظلت الأطراف الغربية والدولية بالإضافة لإسرائيل هي الأكثر انفراداً بملف دبلوماسية إيران باعتبارها بلداناً تندرج ضمن مظلة أجندة سياسات محور واشنطن – تل أبيب المعادي لإيران، وتقول المعلومات بأن خلفيات الاجتماع الدبلوماسي الغربي – العربي تتضمن الخطوط الآتية:
• ستشارك في الاجتماع الدول الست (الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن + ألمانيا) باعتبارها الدول التي قادت التحركات الدبلوماسية الدولية وجولات التفاوض التي ترتب عليها ثلاث جولات من العقوبات المفروضة على إيران بسبب رفضها وقف عمليات تخصيب اليورانيوم.
• سيركز الاجتماع على أجندة محددة لجهة التفاهم مع الأطراف العربية حول طموحات إيران النووية وتداعياتها على المنطقة والعالم.
• ستلعب بريطانيا دوراً رئيسياً في إدارة جدول أعمال هذا الاجتماع.
• الدول العربية التي تم توجيه الدعوة إليها لحضور الاجتماع هي: مصر، السعودية، الأردن، قطر، سلطنة عمان، البحرين، الإمارات، الكويت، إضافة إلى حكومة الاحتلال العراقية.
• من الأسماء التي ستشارك في الاجتماع: كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى توقعات بحضور بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.
من المعروف أن الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا قد ظلت تتمسك باستمرار بملف العقوبات ضد إيران، وقد شهدت الجولات السابقة الكثير من الخلافات على النحو الذي أدى إلى نشوء ثلاث تيارات داخل المجموعة أولها متشدد في العقوبات والتصعيدات ضد إيران ويضم أمريكا وبريطانيا الثاني أكثر تحفظاً يضم روسيا والصين، والثالث الذي يضم فرنسا وألمانيا وهو وإن كان أكثر ميلاً لجانب توجهات أمريكا وبريطانيا فإنه ظل يناور بين الطرفين على أساس اعتبارات أن اعتماد نظام العقوبات البطيئة المتدرجة الزاحفة ضد إيران هو الأفضل لعدة أسباب أولها الحفاظ على تماسك المجتمع الدولي وثانيها يتمثل في ضرورة عدم إحراق كل كروت الضغط والعقوبات دفعة واحدة والتركيز أكثر فأكثر على إعطاء الفرصة للدبلوماسية الوقائية المتعددة الأطراف.
* ماذا تقول التسريبات الإسرائيلية حول الاجتماع:
يقول الإسرائيليون بأن الاجتماع بشكله الجديد الذي سيضم الأطراف العربية يهدف من بين ما يهدف إلى الآتي:
• إثناء الأطراف العربية من محاولة اعتماد البرامج النووية وفقاً لاعتبارات موازنة القدرات النووية الإيرانية.
• إقناع الأطراف العربية بأن اعتمادها للبرامج النووية سيترتب عليه دخل المنطقة في سباق تسلح نووي وهو أمر سيلحق الضرر بأمن واستقرار الشرق الأوسط.
• إقناع الأطراف العربية لجهة المشاركة في جولات العقوبات الحالية والقادمة ضد إيران.
• إقناع الأطراف العربية بضرورة تبني أجندة اعتماد العقوبات ضد إيران في الجامعة العربية وفي العمل العربي المشترك، وما شابه ذلك من مجالات التعاون العربي.
• إقناع الأطراف العربية بضرورة الربط بين مذهبية الخطر الإيراني التي تعتمدها أمريكا والاتحاد الأوروبي ومذهبية أمن منطقة الشرق الأوسط وذلك على أساس اعتبارات أن إيران النووية تشكل مصدراً للخطر الجديد الذي يهدد الجميع داخل وخارج المنطقة.
نلاحظ أن التسريبات الإسرائيلية كانت أكثر دقة لجهة الوضوح والتحديد بعكس التسريبات الغربية والأمريكية التي تطرقت للأمر بالكثير من العموميات.
* الأبعاد غير المعلنة: هل من استراتيجية دبلوماسية جديدة؟
تشير النظرة الفاحصة إلى أن اجتماع الأطراف الستة مع الأطراف العربية هو أمر ينطوي على تحول نوعي في أسلوب إدارة ملف الأزمة الإيرانية ويمكن الإشارة إلى التوقعات التالية:
• إن بريطانيا ستقوم خلال الفترة القادمة بالدور القائد في إدارة دولاب ملف الأزمة النووية الإيرانية على الأقل خلال الفترة القادمة حتى يوم 20 كانون الثاني موعد تولي إدارة أوباما مسؤولياتها وصلاحياتها وبعد ذلك سيتضح إن كانت بريطانيا ستستمر أم ستتولى الإدارة الجديدة تلك المسؤولية.
• أبرزت الصحف الإسرائيلية تصريحات وزير الخارجية البريطاني ميلياند التي تحدث فيها بحدة حول الملف النووي الإيراني مطالباً الأطراف العربية بذل كل الجهود لإنهاء طموحات إيران النووية.
• كانت تصريحات وزير الخارجية البريطاني طاغية من حيث الظهور الإعلامي الإسرائيلي على تصريحات وزير الخارجية الأمريكية رايس حول الموضوع ذاته، وهذا التحول يعكس تحولاً آخر لجهة تبادل الأدوار على خط واشنطن – لندن بين الخارجية الأمريكية والخارجية البريطانية.
تشير كل التوقعات إلى أن صراعاً خفياً حول الملف النووي الإيراني يدور بين الجمهوريين والديمقراطيين إضافة إلى صراع آخر يدور بين الديمقراطيين حول السبيل الأفضل لمعالجة الملف النووي الإيراني. وتشير التوقعات إلى أن جناح اللوبي الإسرائيلي داخل الحزب الديمقراطي يدفع بكل قوة باتجاه أن تعتمد هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية نفس جدول أعمل إدارة بوش الجمهورية إزاء أزمة الملف النووي الإيراني وفي الاتجاه ذاته هناك محاولات تهدف إلى الحصول على الضمانات من إدارة أوباما على أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل ومساندة إسرائيل على أساس اعتبارات الأمر الواقع المحتمل في حالة قيام إسرائيل بتوجيه ضربة منفردة إلى إيران.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...