هل تتداعى المعارضة السورية ؟
الجمل- ديفون د. ب- ترجمة: مالك سلمان: نُقلَ مؤخراً أن هناك بعض "المشاكل" داخل المعارضة السورية بينما تحاول الولايات المتحدة إعادة بناء المعارضة لتزويد المتمردين بمساعدات أكبر. يبدو أن هناك نزاعات داخلية كثيرة يمكن أن تفتت المعارضة السورية.
في 30 تشرين أول/أكتوبر كتب جوش روبن على موقعه في "السياسة الخارجية" أن المعارضة السورية سوف "تجتمع في قطر الأسبوع المقبل لتشكيل قيادة جديدة لاحتواء ‘المجلس الوطني السوري’ المعارض, الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه عديم الفاعلية, تستهلكه النزاعات الداخلية, ويفتقد للاحترام على الأرض." يبدو أن هذا الدفع باتجاه الإصلاح قادم بشكل كامل من الولايات المتحدة, حيث نقلت الصحيفة اليومية التركية "زمان" أن الدكتور رضوان زيادة, المدير التنفيذي ل "المركز السوري للدراسات الاستراتيجية السورية", قد قال إنه "ليس هناك بلد في العالم يستطيع أن يفرض قائداً على المعارضة السورية", وتابع القول إن المبادرة لتشكيل معارضة "هي بيد السوريين فقط."
بينما يبدو أن الدكتور زيادة قلق حول الحركة برمتها, في الواقع يعارض ‘المجلس الوطني السوري’ عملية إعادة البناء هذه بسبب القلق الناجم عن فقدان التأثير في المنظمة الجديدة. تقضي الخطة إعادة خلق المعارضة على شكل "المبادرة الوطنية السورية" بحيث تضم المقاتلين, والمجموعات السياسية, والتنسيقيات المحلية, بحيث "يذوب تأثير" ‘المجلس الوطني السوري’ "بشكل كبير". ومع ذلك, تدفع واشنطن باتجاه تشكيل المجموعة الجديدة, حيث أشار العديد إلى أن "تفتت المعارضة قد حَدَ من تدخل أجنبي أكبر لدعم المعارضة في سعيها لإسقاط الأسد." وهكذا فإن إعادة تشكيل المتمردين ليس أكثر من محاولة للعمل على تحقيق الهدف النهائي في إزالة الأسد من الصورة.
اللافت للانتباه هو أن ممثل الولايات المتحدة في هذا الاجتماع هو السفير الأمريكي إلى سورية, روبرت فورد, الذي "يتعاطى مع مجموعات معارضة مختلفة ويمارس تأثيراً كبيراً على تشكيل الهيئة الجديدة." ومع ذلك, فإن لفورد تاريخاً من التورط في تنظيم مجموعات عنيفة. فتبعاً لميشيل تشوسودوفسكي, من كانون الثاني/يناير إلى تشرين أول/أكتوبر 2011 "لعب [فورد] دوراً مركزياً في تنسيق العمل على الأرض داخل سورية بالإضافة إلى الاتصالات مع المجموعات المعارضة", وفي العراق كان ممثلَ الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير 2004 إلى مدينة نجف الشيعية في العراق التي كانت المعقلَ القوي لجيش المهدي. وبعد شهرين فقط تم تعيينه "الرجل رقم 2" (الوزير المستشار للشؤون السياسية) في السفارة الأمريكية في بغداد في بداية عمل جون نيغروبونتي سفيراً للولايات المتحدة إلى العراق (حزيران/يونيو 2004 – نيسان/إبريل 2005). وقد خدمَ فورد تحت إمرة خَلف نيغروبونتي, زلماي خليل زاد, قبل تعيينه سفيراً في الجزائر في سنة 2006.
كان تعيين روبرت س. فورد بمثابة "الرقم 2" (الوزير المستشار للشؤون السياسية) تحت إمرة السفير نيغروبونتي يهدف إلى تنسيق الدعم السري, من داخل السفارة الأمريكية, لفرق الموت والمجموعات شبه العسكرية في العراق في محاولة لإشعال العنف الطائفي وإضعاف حركة المقاومة.
لذلك على المرء أن يشكك في أن الرجل الذي يتمتع بخبرة في تنظيم فرق الموت في العراق سيتم إرساله لمساعدة المعارضة السورية في إعادة بناء نفسها.
مع أن فورد يمكن أن يكون جيداً في تشكيل المجموعات العنيفة, يمكن ألا يعني ذلك أي شيء إن لم يستطع السوريون الاتفاق على تنفيذ الأجندة الأمريكية. نقلت "ستار ليدجر" في 4 تشرين أول/أكتوبر أن "خلافات حادة نشأت الأحد في اليوم الأول لمؤتمر المعارضة السورية الذي يهدف إلى تشكيل قيادة أكثر تماسكاً" وأن ‘المجلس الوطني السوري’ استسخفَ تفاؤلَ رياض سيف الذي تنطوي خطته لتغيير المعارضة على خلق مجموعة قيادية جديدة تتكون من حوالي 50 عضواً, مع تأثير أكبر للقادة العسكريين والمحليين. وقال رئيس ‘المجلس الوطني السوري’ عبد الباسط سيدا إنه, مع الآخرين في ‘المجلس’, قد فقدوا الثقة بوعود الدعم الدولي المرتبطة بإعادة بناء المعارضة. حيث صرح ل "اسوشييتد برس": واجهنا هذا الموقف سابقاً عندما شكلنا ‘المجلس الوطني السوري’ (السنة الماضية). كانت هناك وعود من هذا القبيل, لكن المجتمع الدولي لم يقدم لنا الدعم اللازم ليحقق ‘المجلس’ أهدافه."
في الوقت الحالي, من غير المعروف إن كان ‘المجلس الوطني السوري’ سوف يقبل بخطة رياض سيف. يبدو أن المعارضة السورية تتداعى من أساساتها وأن آمال واشنطن في تفتيت سورية يمكن أن تتهاوى هي الأخرى.
عن: (غلوبل ريسيرتش)
الجمل: قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد