هل تصمد الميزانية الأمريكية أمام تكاليف الحرب على العراق

22-10-2006

هل تصمد الميزانية الأمريكية أمام تكاليف الحرب على العراق

الجمل:  الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت غارقة في مستنقع النزاع العراقي، ويزداد الموقف سوءاً بالنسبة للقوات الأمريكية الموجودة حالياً في العراق.. ومن أبرز المعطيات الدالة على ذلك:
• ارتفاع نفقات الحرب الأمريكية ضد العراق، إلى ما يقارب نصف تريليون دولار (500 مليار دولار).. وهو رقم يصعب أن تصمد الميزانية الأمريكية في تحمل تبعات الضغوط التي يفرضها على كاهل الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى أن تسديده من عائدات النفط العراقي.. سوف يستغرق عشرات السنوات.. مع ملاحظة أن استمرار بقاء القوات الأمريكية في العراق سوف يؤدي إلى مضاعفة هذا الرقم ويتحول إلى رقم فلكي، وربما لن تستطيع عائدات كل مخزونات النفط العالمي من سداده لوزارة الخزانة الأمريكية.
• ارتفاع عدد القتلى الأمريكيين، على النحو الذي أصبح ينذر بلفت أنظار اهتمام الرأي العام الأمريكي، المشغول حالياً بمتابعة فضائح شذوذ زعماء وقادة الكونغرس الأمريكي.
• تبني الميليشيات المسلحة العراقية استراتيجية جديدة تتمثل في احتلال المدن وممارسة أعمال السيادة، على النحو الذي جعل الميليشيات المسلحة العراقية تتصرف وكأنها جيش نظامي.
• فشل مخطط توسيع رقعة الحرب في منطقة شرق المتوسط بين أمريكا وإسرائيل، وذلك بسبب الهزيمة المفاجئة التي أوقعها حزب الله بالجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.. على النحو الذي أدى إلى تراجع المخطط الأمريكي- الإسرائيلي في الشرق الأوسط بنسبة 50%.
• تزايد الضغوط على حلفاء أمريكا الرئيسيين، خاصة توني بلير- رئيس الوزراء البريطاني، والذي اضطر إلى أن يقبل ويقر بصحة الرأي الجريء الذي طرحه قائد القوات البريطانية العاملة في العراق، والذي طالب فيه بضرورة الخروج من العراق.
• انكشاف التقارير العسكرية والاستخبارية الأمريكية، والتي تقول بأن وجود القوات الأمريكية في العراق سوف يؤدي إلى تزايد الأوضاع سوءاً على سوء.
• الخلاف الكبير بين السياسيين والعسكريين الأمريكيين، فجماعة المحافظين الجدد والكونغرس والبيت الأبيض يدفعون باتجاه الحرب ضد إيران من جهة، ومن الجهة الأخرى كبار ضباط الجيش الأمريكي وكبار مسؤولي ومحللي البنتاغون يقولون بعدم ضرورة ذلك، خاصة وان المخاطر المترتبة على ذلك تعتبر كارثية للمصالح الأمريكية العسكرية والاقتصادية والسياسية ليس في مناطق الخليج، بحر قزوين، آسيا الوسطى، جنوب آسيا، والشرق الأوسط، بل وفي سائر أنحاء العالم.
• تجربة كوريا الشمالية النووية.. وما ترتب عليها من احتمالات قوية.. بأن الهيمنة الأمريكية على اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان (والتي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، والتي أعطت أمريكا قدرة كبيرة في خلق المزيد من التهديد إزاء الصين، وشرق روسيا، على النحو الذي مكن أمريكا من السيطرة الكاملة على كل منطقة الباسفيكي، وجنوب شرق آسيا) سوف تنتهي.. وبالتالي سوف يصبح المجال مفتوحاً أمام الصين وروسيا للتحرك وملء الفراغ الاستراتيجي الحيوي، الذي سينشأ في منطقة غرب الباسفيكي في حالة خروج أمريكا من المنطقة وتراجع دورها.
تقول الأخبار التي حملتها صحيفة التايمز البريطانية الصادرة صباح اليوم 22 تشرين الأول 2006 الآتي:
- تقوم الإدارة الأمريكية حالياً بإجراء العديد من المباحثات والاتصالات السرية مع الميليشيات العراقية المسلحة، وكان آخرها الاتصالات والمباحثات التي استضافتها سراً العاصمة الأردنية عمان بين الأمريكيين والجيش الإسلامي العراقي.
- قيام البنتاغون بإعداد ودراسة وتقييم السيناريوهات الخاصة بالخروج والانسحاب الأمريكي من العراق.. ومن أبرز السيناريوهات موضع الدراسة والتقييم حالياً:
* تعزيز وتدعيم قدرة حكومة نوري المالكي في فرض السيطرة والاضطلاع بمسؤوليات الأمن والدفاع.
* عقد صفقة بين زعماء الميليشيات والفصائل المسلحة وحكومة نوري المالكي.
* الإعداد لعملية انقلاب عسكري، ينقل الصراع إلى طور جديد، يساعد على الخروج الأمريكي المبكر.
تقول الأخبار الصادرة في واشنطن: إن الرئيس جورج دبليو بوش يعقد آمالاً كبيرة على لجنة جيمس بيكر التي تحمل تسمية مجموعة دراسة العراق، وبرغم ذلك يقول اليهودي ريتشارد بيرل، أحد زعماء جماعة المحافظين الجدد والمشهور بلقب (أمير الظلام) بأنه لا يعتقد أن جورج بوش سوف يوافق على توصيات لجنة جيمس بيكر، خاصة وأن الرئيس جورج بوش ماتزال أمامه فترة ولاية قدرها سنتان.
أما اليهودي إليوت كوهين من جماعة المحافظين الجدد، فقد صرّح لصحيفة وول ستريت جورنال قائلاً: إن الخطة (ب) الخاصة بالعراق، والتي سوف يتم قريباً اللجوء لتطبيقها، تتضمن تنفيذ انقلاب تقوم به طغمة عسكرية عراقية (جنتا) ذات توجهات تحديثية.
كذلك هناك تلميحات إلى بعض مفاصل خطط الانسحاب الأمريكي من العراق، وأبرزها:
- تقسيم عملية الانسحاب وتجزئتها إلى مراحل متعددة.
- إجراء مباحثات مع كل من سوريا وإيران حول العراق.
- وضع صيغة نهائية للحك المحلي العراقي.
- بناء القوة المسلحة العراقية وإعداد الطغمة العسكرية التي تستطيع فرض السيطرة بالقوة على الأوضاع داخل العراق..

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...