هيومان رايتس تكشف عن برنامج دولي سري لاعتقال إسلاميين صوماليين
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان أمس السبت عن وجود برنامج دولي تتعاون فيه كلاً من كينيا وإثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الصومالية الانتقالية لتنفيذ عمليات اعتقال سرية ضد صوماليين يشتبه في دعمهم للمقاومة الإسلامية وعلى رأسها قوات المحاكم الإسلامية التي انسحبت بشكل تكتيكي لتقود مقاومة شعبية ضد القوات الإثيوبية والقوات الحكومية الصومالية المدعومة منها.
وقالت المنظمة -والتي تتخذ من نيويورك مقراً لها- في بيان إنها تحتج على " الدور المشين الذي لعبته هذه الحكومات عندما أساءت معاملة نازحين من مناطق الحرب وقامت كينيا بترحيل سري لأشخاص، وتسببت لإثيوبيا في اختفاء العشرات"، مشيرة إلى أن "العملاء الأمريكيين استجوبوا بانتظام أشخاصا أودعوا قيد الاعتقال سراً".
وأضاف بيان المنظمة أن الاعتقالات استهدفت الفارين من الصومال بين نهاية 2006 ومطلع 2007 ، أي بعد غزو القوات الإثيوبية للصومال بدعم من الولايات المتحدة.
وأشار بيان المنظمة إلى أن 150 شخصاً على الأقل من 18 جنسية مختلفة اعتقلوا في كينيا بعد عبور الحدود الصومالية الكينية حيث "اعتقلتهم السلطات سرا من دون توجيه التهمة لهم طوال أسابيع منتهكة بذلك القانون الكيني".
وأكدت المنظمة أن أجهزة استخبارات الولايات المتحدة ودول أخرى استجوبت العديد من هؤلاء المعتقلين في نيروبي، وأن "85 شخصاً منهم على الاقل أعيدوا إلى الصومال".
وقالت إن "العديد من الأشخاص المرحلين من كينيا نقلوا لاحقا من الصومال إلى إثيوبيا" إلى معتقلات "حيث اختفى عشرات الأشخاص فعلاً".
على صعيد آخر أرسل الجيش الإثيوبي تعزيزات من قواته المنتشرة بالصومال إلى العاصمة مقديشو للمشاركة في القتال العنيف الدائر مع المسلحين منذ الخميس الماضي.
وقالت المصادر إن شاحنات تقل جنوداً إثيوبيين مزودين بالأسلحة الثقيلة عبروا بلدتي بلد ويني (355 كلم شمال مقديشو) وأفغويي (30 كلم جنوبها).
ميدانياً تواصلت المعارك العنيفة في العاصمة الصومالية مقديشو لليوم الثالث على التوالي بين الجيش الإثيوبي وقوات الحكومة الانتقالية من جهة والمسلحين من جهة أخرى، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وجرح المئات.
ودوت الانفجارات في أرجاء العاصمة نتيجة القصف المكثف الذي تستخدم فيه القوات الإثيوبية الدبابات في محاولة للقضاء على معاقل من تقول إنهم مقاتلون تابعون للمحاكم الإسلامية خاصة في الأحياء الجنوبية للعاصمة.
وتركز القتال في حي "علي كمين" ومحيط ملعب كرة القدم الرئيسي، وأفادت أنباء بأن سكان هذه المناطق أصبحوا محاصرين داخل منازلهم وعرقل القصف المدفعي والصاروخي المكثف محاولات نقل جثث القتلى والجرحى من الشوارع. وحسب آخر حصيلة وصل عدد القتلى المدنيين إلى نحو 70 والجرحى زهاء 300 على مدى ثلاثة أيام.
وكانت مروحية إثيوبية أسقطت الجمعة بصاروخ خلال المعارك، وأكدت أديس أبابا أن هجومها العسكري الموسع أسفر عن مقتل 200 من المحاكم. وقال بيان لوزارة الإعلام الإثيوبية إن الجيش الإثيوبي يشن الهجوم بناء على طلب الحكومة الانتقالية الصومالية.
وقال شهود عيان إن الإثيوبيين عززوا مواقعهم قرب ملعب كرة القدم في المدينة حيث يحاول المسلحون طردهم من هذه المنطقة، وتمركزت دبابات إثيوبية قرب مركز البريد القديم وقصفت من مواقعها عدة مناطق.
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد