واشنطن وجمع المعلومات عن الصديق قبل العدو

07-12-2010

واشنطن وجمع المعلومات عن الصديق قبل العدو

من أرقام بطاقات ائتمانية لزعماء أفارقة إلى صداقات بساسة بريطانيين، تظهر البرقيات التي سربها موقع «ويكيليكس» على الإنترنت أن الدبلوماسيين الأميركيين لم يألوا جهدا في جمع المعلومات عن الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
وتتضمن البرقيات التي تم نشرها طلبات وتقارير عن مجموعة من المواضيع، تتراوح من التوقعات بشأن المحاصيل إلى شراء معدات عسكرية إلى تعليقات اجتماعية، لكنها تركز بشكل خاص على أنشطة شخصيات مهمة.
ومن بين المعلومات التي يتم طلبها من موظفي وزارة الخارجية أسماء منظمات ومسميات مناصب وتفاصيل أخرى تحملها بطاقات التعارف وعناوين بريد إلكتروني وعناوين مواقع الكترونية وأرقام بطاقات ائتمانية وجداول العمل. كما طلبت كلمات مرور خاصة بالكمبيوتر إلى جانب بيانات متعلقة بالبيولوجيا الإحصائية، وهو الدراسة التطبيقية لعلم الإحصاء على المشاهدات البيولوجية، غير أنه لم يتضح الغرض من هذا.
وتظهر إحدى البرقيات التي نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية ومؤرخة في كانون الثاني الماضي مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية يشكر السفارة البريطانية على معلومات بشأن الوزير في حكومة الظل آلان دنكان، والذي أصبح الآن وزيرا للتنمية الدولية، وهو تاجر نفط سابق وواحد من حفنة من كبار السياسيين الذين لا يخفون أنهم مثليون. وقالت وزارة الخارجية إنها رحبت على وجه الخصوص بالمعلومات المتعلقة بخبراته في الشرق الأوسط وصداقته مع وزير الخارجية الحالي وليام هيغ، الذي اضطر إلى إنكار أنه مثلي بعد أن أفادت تقارير نشرتها صحف بأنه أقام في نفس الغرفة بفندق مع أحد مساعديه.
ومن بين البرقيات الأخرى التي تم تسريبها طلبات بمعلومات شخصية عن زعماء أفارقة من منطقة البحيرات ومسؤولين من الأمم المتحدة. وتخوض برقية مؤرخة في شباط الماضي في لقاء مع رئيس أذربيجان الهام علييف في تفاصيل صريحة عن تقييمه للعلاقة بين الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين. وجاء في البرقية أن علييف «قال إنه شهد شخصيا ميدفيديف يتخذ قرارات تطلبت حينئذ مزيدا من الموافقات قبل تطبيقها. قال إن هناك مؤشرات على مواجهة قوية بين فريقي الرجلين غير أنها لم تحدث بعد بين بوتين وميدفيديف شخصيا».
وكان علييف يفترض أن هذه التعليقات لن تظهر للعلن أبدا. ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أن الدبلوماسيين الأميركيين قد يجدون الآن أن أفضل الشخصيات التي تمدهم بالمعلومات تخضع لمراقبة عن كثب.
وقال جون ليبو، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وأستاذ دراسات الأمن القومي في مركز «جورج سي مارشال» الأوروبي في ألمانيا «متى قوضت الثقة في وزارة الخارجية كشريك يعتمد عليه في الحوار يكون من الصعوبة الشديدة بمكان استعادتها». وأضاف «كما هو الحال عند جمع المعلومات الصحافية ومعلومات الاستخبارات يجب أن يتمكن الدبلوماسيون من أن يظهروا للمصادر أن ما يكشفونه لهم يخضع لحماية جيدة».
وتنقل وثيقة أخرى نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن برقية للسفارة الأميركية إثارة احتمال أن يكون الرئيس الليبي معمر القذافي كان على علاقة رومانسية مع ممرضة أوكرانية وصفت بأنها «شقراء جذابة».
وقالت مصادر مطلعة إنه يجب ألا يندهش أحد من عمق جمع معلومات الاستخبارات الأميركية، معتبرة أن هذا ببساطة ما تفعله الحكومات. وقال اليستير نيوتن، الدبلوماسي البريطاني السابق والمسؤول بالحكومة الذي يعمل الآن محللا لحساب بنك «نومورا» الياباني، «مما رأيته، المفاجأة الرئيسية ستكون إذا لم تكن الولايات المتحدة تقوم ببعض الأمور التي كشفها موقع ويكيليكس».

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...