وزارة الحرب الإسرائيلية تخسر نصف ميزانيتها في الحرب
ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت، أمس، أن كلفة العدوان الاسرائيلي على لبنان تقدر ب5.7 مليارات دولار.
وأوضحت الصحيفة أن كلفة الحرب تبلغ 25 مليار شيكل (5.7 مليارات دولار)، وهو مبلغ يمثل 10 في المئة من ميزانية الدولة وحوالى نصف ميزانية وزارة الدفاع، مشيرة إلى أن الكلفة الإجمالية للحرب قد تصل الى سبعة مليارات دولار.
وشنّ الاحتلال 15 ألف غارة جوية قدرت تكاليفها مع الاعتداءات التي نفذتها البحرية والقوات البرية ب2.3 مليار دولار. وأشارت الصحيفة إلى أن سبعة آلاف هدف لبناني تعرّض للهجوم، موضحة أن أربع مروحيات وطائرات تحطمت فيما أسقطت مروحية واحدة.
وأطلق حزب الله 3970 صاروخاً على شمالي إسرائيل، ما أدّى الى مقتل 39 شخصاً، فيما لقي 117 جندياً مصرعهم بنيران المقاومة.
وقدّرت قيمة الخسائر التي سببتها صواريخ المقاومة خلال العدوان ب1.3 مليار دولار، فيما تضررت 12 ألف شقة واحترقت 750 الف شجرة. وقدر تراجع نسبة النمو ب1.3 مليار دولار وقيمة المساعدات المقدمة الى البلديات في شمالي الدولة بنصف مليون دولار، والأضرار التي لحقت بالبيئة ب220 مليون دولار.
إلى ذلك، أعلن مكتب الإحصاءات المركزي الإسرائيلي أن حركة السياحة إلى الدولة العبرية تراجعت 25 في المئة في شهر تموز الماضي
ومن جهة أخرى أثار قيام صحف إسرائيلية بنشر أنباء عن قيام رئيس الأركان الجنرال دان حلوتس ببيع حقيبة أسهم في البورصة كان يملكها في أحد المصارف، ظهر الثاني عشر من تموز الماضي يوم شن العدوان على لبنان، ردود فعل صاخبة في الحلبة السياسية.
فقد أوحت للكثيرين بأن رئيس الأركان الموكل إليه مصير الدولة العبرية وجد الوقت، أثناء أشد المداولات الأمنية خطورة، للطلب من المصرف الذي يتعامل معه بيع حقيبة الأسهم التي يملكها. وأشار هذا البيع إلى إيمانه بأن أسعار الأسهم سوف تنخفض بسبب الحرب مما لا يدلل لا على ثقته بالاقتصاد ولا على ثقته بالجيش الإسرائيلي. وارتفعت الأصوات في أرجاء الحلبة السياسية الإسرائيلية مطالبة باستقالته.
وكانت القصة قد بدأت بقيام صحيفة معاريف بنشر القصة على صفحتها الأولى تحت عنوان المدافع تدوي وحلوتس يبيع الأسهم.وكتبت أنه فيما كان الجنود يقتلون والصواريخ تسقط على كريات شمونة، وفعلا أثناء الساعات التي اجتمعت فيها القيادة العسكرية والسياسية للبحث في أمر شن الحرب على لبنان، تفرغ رئيس الأركان دان حلوتس لبيع حقيبته الاستثمارية الخاصة التي كان يديرها في بنك ليئومي.
وأشارت الصحيفة إلى أن حلوتس توجه في الساعة الثانية عشرة ظهرا من اليوم الأول للحرب، بعد ثلاث ساعات من عملية قتل ثمانية جنود وأسر اثنين، بالهاتف إلى المصرف طالبا بيع كل حقيبته الاستثمارية البالغة قيمتها 120 ألف شيكل. وفي تلك اللحظات بالذات كانت المدافع تدوي على طول الجبهة، الأمر الذي جعل أسعار الأسهم في البورصة تنخفض بنسب كبيرة.
ومن المعروف أنه في اليومين الأولين للحرب انخفضت قيمة الأسهم بحوالى 9 في المئة. وهكذا فإن حلوتس الذي باع أسهمه في وقت مبكر، وفّر على نفسه خسائر مالية كبيرة برغم أن أسعار هذه الأسهم عادت للارتفاع لاحقا.
واعترف حلوتس بأنه باع الحقيبة الاستثمارية ظهر اليوم الأول للحرب بعدما خسر فيها ما لا يقل عن 25 ألف شيكل، ولكن لا يمكن الربط بين بيع الأسهم ونشوب الحرب. وقال إن هذا الربط يبدو لي من عالم آخر. ففي تلك الساعة لم أكن أفكر ولم أتوقع أن حربا ستقع. وعموما طوال الحرب فعلت الكثير من الأشياء المرتبطة بحقيقة أنني مجرد مواطن ورب عائلة.
وبعد ذلك، أصدر المتحدث باسم الجيش بيانا قال فيه إن رئيس الأركان يدير الشؤون المالية لعائلته كأي مواطن في إسرائيل... ورئيس الأركان يبذل جهده ليلا نهارا لحماية أرواح مواطني الدولة وجنود الجيش الإسرائيلي لذلك لا يجدر بأحد الربط بين شؤونه المالية واختطاف الجنديين.
وفي وقت لاحق تحدث حلوتس شخصيا وقال إن ما نشر مغرض وشرير. وأنا لا أعلم من يقف خلفه ولكنني لا أنوي الانجرار لموضوع يشكك في نزاهتي. وأضاف أن هذا الأمر يمكن أن يلطخني بشكل لا أساس له وكل ما يتجاوز ذلك لا يستحق التعليق. فالألحان التي ترافق هذا النشر مضللة ومغرضة.
ومن البديهي أن الحملة على حلوتس لم تتأخر. ففي الوقت الذي يشعر فيه أغلب الإسرائيليين بأن الحرب انتهت في غير مصلحة إسرائيل، يشير كثيرون إلى أن أبرز أسباب ذلك هو إدارة حلوتس السيئة للحرب. وإذا كان الإسرائيليون يتحفظون عن إدانة الجيش وقادته لأسباب معنوية، فإن قضية الحقيبة الاستثمارية وفرت للجميع فرصة ذهبية. وهناك من يشير إلى عنجهية حلوتس اللفظية الذي قال في اليوم الأول للحرب إنه سيعيد لبنان عشرين سنة إلى الوراء والذي كان يكرر عندما كان يسأل عن الضحايا المدنيين. وحلوتس نفسه هو الذي قال عندما أسقطت طائرة إسرائيلية قذيفة بوزن طن على حي سكني في غزة لاغتيال القيادي في حركة حماس الشيخ صلاح شحادة فقتلت 17 وأصابت العشرات، إن كل ما يشعر به هو رعشة في جناح الطائرة. ويبدو أن انعدام الإحساس عنده لم يكن حصرا تجاه العرب بل حتى تجاه الإسرائيليين مدنيين وعسكريين.
وهذا ما دفع زعيم المفدال زفولون أورليف إلى مطالبة المستشار القضائي للحكومة مازوز بالتحقيق في قضية حلوتس. وقالت رئيسة لجنة الكنيست روحاما أبراهام إن القضية تثير تساؤلات كبيرة. لقد طلبت من رئيس الأركان تقديم تفسير مفصل وليس تعليقا كالذي قدمه.
أما عضو الكنيست عن حزب العمل كوليت أفيتال فطالبت حلوتس بالاستقالة من منصبه. وقالت إن هذه القضية تثير إشكالية خطيرة في سلم الأولويات عندما يكون أمن إسرائيل على كفة الميزان. واستذكرت مثلاً ألمانياً يقول الحرب مشتعلة والجدة تمشط شعرها.
ويشدد معلقون على أن القضية ليست قانونية بالنسبة لحلوتس، فقد يستطيع البرهان أنه لم يستفد من معلومات داخلية من أجل بيع أسهمه، ولكن حلوتس يبدو غير أخلاقي. ويقول هؤلاء إن ما يزيد الطين بلة أنه في رده على المعلومات بشأن الخبر قال إنه خسر 25 ألف شيكل مما يشير إلى انعدام الإحساس لديه بمعنى هذا القول أيضا لأناس خسروا أرواح أبنائهم في هذه الحرب.
والأهم أن حلوتس على ما يبدو لم ينتبه إلى أن المجتمع الإسرائيلي يبحث الآن بتوق على كبش فداء جراء نتائج هذه المعركة. ولذلك كثرت الأحاديث عن أن المشاورات الداخلية بدأت لاختيار رئيس أركان جديد بعدما فقد الجمهور الإسرائيلي الثقة برئيس أركانه. إن حلوتس في نظر الكثيرين يشبه طائرة فقد قائدها السيطرة عليها وهي تهوي على الأرض. وإذا لم يستقل من تلقاء نفسه فإن الغضب في الجيش والمجتمع والحلبة السياسية في إسرائيل سوف يدفعه سريعا إلى الاستقالة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد