وسائل إعلام غربية تكشف معرفة الجيش الأميركي بامتلاك المسلحين لغاز السارين

14-09-2013

وسائل إعلام غربية تكشف معرفة الجيش الأميركي بامتلاك المسلحين لغاز السارين

كشفت وثيقة سرية مسربة للاستخبارات الأميركية أن المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة في سورية امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بهدف تنفيذ هجمات كيماوية ضد المدنيين في سورية لتضيف بذلك المزيد من الادلة على تورط هذه المجموعات في الهجوم الكيماوي الذي نفذ في21 آب الماضي على منطقة الغوطة بريف دمشق من إجل إلقاء المسؤولية على الحكومة السورية أمام المجتمع الدولي.

وجاء في الوثيقة التي نشرها موقع دبليو ان دي الأميركي المقرب من وزارة الدفاع البنتاغون وقال انه حصل عليها حصريا .. إنه تمت مصادرة عبوات من غاز السارين من عناصر من "جبهة النصرة" الإرهابية المتمركزين جنوب تركيا على الحدود مع سورية في وقت سابق من العام الجاري لافتة إلى أن هذه العبوات تم تمريرها عن طريق عناصر من "جبهة النصرة" على علاقة بتنظيم القاعدة في العراق ليتم ادخالها الى سورية فيما بعد حيث تمت مصادرة بعضها وقد يكون المزيد من هذه المادة استخدم في الهجوم الكيماوي على بلدة خان العسل في ريف حلب في اذار الماضي ضد المواطنين والجيش السوري.

وأشار الموقع إلى أن الوثيقة التي تعود لمركز الاستخبارات القومي أحد أذرع الأجهزة الاستخبارية الأميركية وصنفت " سرية .. يمنع التوزيع للخارج" تكشف انه تم اعتقال 12 عنصرا من المتطرفين لدى مصادرة غاز السارين يقطنون في مدينة أضنة في تركيا وقد وصفوا من قبل قوات مكافحة الارهاب التركية الخاصة بانهم من أشد الأجنحة خطورة وعدوانية في صفوف المجموعات المسلحة في سورية.

وأوضح الموقع ان عمليات الاعتقال جرت في منتصف أيار الماضي عندما اكتشفت قوات الامن التركي عبوات تحوي كيلوغرامين من غاز السارين فيما كانت تفتش منازل مسلحين سوريين من عناصر"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في مدينة " أضنة" وذلك بعد اعتقالهم على الحدود كما تم العثور على مخبا كبير للأسلحة ووثائق و بيانات رقمية.

وقال مصدر في الجيش الأميركي أنه تم إجراء العديد من التحقيقات وإن تقارير عشائرية من العراق اظهرت وجود خمسين مؤشرا عاما يظهر قيام تنظيم القاعدة في العراق بتطوير غاز السارين لارساله إلى سورية.

وأشار الموقع الأميركي إلى أن وثيقة الجيش والاستخبارات الأميركية الجديدة تؤكد النتائج الاولية للتحقيق الذي اجرته الأمم المتحدة بشأن الهجوم الإرهابي صاروخ كيماوي على بلدة خان العسل بحلب والتي توصلت إلى نتيجة مفادها أن الأدلة تشير بأصابع الاتهام إلى المجموعات المسلحة.

كما تعزز الوثيقة التقرير المكون من مئة صفحة الذي قدمته روسيا إلى الأمم المتحدة والذي استنتج ان المجموعات المسلحة وليس الحكومة السورية هم من استخدموا غاز الاعصاب في الهجوم على خان العسل.

ولفت الموقع إلى أن الوثيقة تدعم كذلك ما توصل اليه خبير شؤون الإرهاب الدولي يوسف بودانسكي في تحليل سابق والذي قال فيه ان الاكتشافات الأخيرة بشأن الهجوم الكيماوي على الغوطة في ريف دمشق تثبت أن الهجوم نفذته المجموعات المسلحة ضد مواقعها بهدف التحريض على تدخل عسكري أميركي في سورية .

وأضاف بودانسكي المدير السابق لـ قوة مهمات الإرهاب و الحرب التقليدية التابعة للكونغرس ان نتائج التحقيق في الهجوم أثبتت أن المادة الكيماوية المستخدمة من صنع منزلي بدائي وليست من صنع جيوش ولاسيما ان صور الفيديو التي نشرت للضحايا أظهرت اشخاصا يتجولون حول الضحايا دون ارتداء اقنعة يلمسون الجثث دون قفازات ومع ذلك لم تنتقل اليهم العدوى ما يثبت كون المادة الكيماوية مخففة ومن صنع منزلي.

وأضاف الخبير الدولي أن القذائف التي ابرزتها المعارضة كدليل على تورط الحكومة السورية في الهجوم والتي عاينها خبراء الأمم المتحدة لا تخضع لمعايير الأسلحة التي يمتلكها الجيش السوري لافتا إلى أن المجموعات المسلحة المتطرفة في المقابل لديها التكنولوجيا الخاصة بهذه المسالة والتي تم اثبات العثور عليها في مخابر لما يسمى"الجهاديين" في تركيا والعراق اضافة الى بيانات سرية لمسلحين في افغانستان.

ويؤكد المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية راي ماغفيرن أن المجموعات المسلحة في سورية هي من استخدم غاز السارين السام في الهجوم الكيماوي على الغوطة.

و ماغفيرن هو احد المحللين و ضباط الاستخبارات الأميركية السابقين الذين أرسلوا خطابا جماعيا للرئيس الأميركي باراك اوباما بتاريخ السادس من أيلول الجاري ينفون فيه مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيماوي استناداً إلى تنامي دلائل حسية تشير إلى أن الهجوم كان عملاً إستفزازياً مدبراً من قبل "المعارضة السورية".

وأشار الموقعون على الخطاب إلى اجتماع جرى قبل أسبوع من تنفيذ الهجوم قام خلال قادة " المعارضة" بتوجيه أوامر للتحضير لتصعيد حتمي فيما دعوه / بالتغيير في موازين الحرب/ الذي من المفترض أن يلي قصفا تقوده الولايات المتحدة ضد سورية لافتين إلى أن الادلة الرئيسية جاءت من مصادر مرتبطة بما يدعى "المعارضة السورية" واتباعها.

ويقول المحللون أن الاجتماعات الأولية جرت بين قادة "للمعارضة" ومسؤولين قطريين واتراك واميركيين في الثكنة العسكرية التركية بمدينة انطاكيا والتي يستخدمها ما يسمى "الجيش الحر" مقرا له حاليا.

وتدعم المذكرة بالغة الاهمية التي قدمها المحللون والضباط السابقون لقطات فيديو تظهر مقاتلين اجانب ينشطون في صفوف "المعارضة السورية" يطلقون اسطوانات مدفعية مليئة بالغازات السامة ويقر أحد عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في ريف اللاذقية ان مسلحي مجموعته استخدموا مواد كيماوية تنتج غازات سامة وقاتلة كانت بحوزتهم .

ولفت الموقع إلى أن المزيد من الأدلة تتكشف بشكل يومي على تورط المجموعات الإرهابية في الهجوم الكيماوي بالغوطة بريف دمشق مع كشف الصحفي الايطالي دومينيكو كويريكو والباحث البلجيكي بيير بيكينين اللذين اختطفتهما "جبهة النصرة" لخمسة أشهر وتم إطلاقهما مؤخرا أحاديث جرت بين خاطفيهما تؤكد تورطهم في الهجوم الكيماوي الشهر الماضي.

ويقول بيكينين أن الحكومة السورية لم تستخدم غاز السارين أو أي نوع من الغازات في الغوطة لافتا الى انه استمع وصديقه الإيطالي خلال احتجازهما إلى محادثة عبر موقع سكايب جرت بالانكليزية بين ثلاثة اشخاص وان احد المتحدثين عرف عن نفسه بأنه أحد قادة مايسمى " الجيش الحر" وكشفوا خلال الحديث أن المسلحين شنوا الهجوم الكيماوي في خطوة استفزازية لتشجيع الغرب على التدخل عسكريا في سورية.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...