وفد برلماني أوروبي في دمشق لقاءات سياسية ومدنية

09-07-2016

وفد برلماني أوروبي في دمشق لقاءات سياسية ومدنية

كشفت دمشق عن تصدّعٍ جديد في جدار الحظر الأوروبي على سوريا، بزيارة وفد من أهم مؤسسات الاتحاد الأوربي إلى دمشق اليوم وغداً، وذلك «للتشاور والاطلاع»، وفقاً لما اكدته مصادر سورية .
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» بياناً أعلنت فيه أن وفداً من البرلمان الأوروبي برئاسة نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية خافيير كوسو سيقوم بزيارة إلى دمشق يوم السبت المقبل تستمر يومين.
ووفقا لـ «سانا» سيلتقي الوفد الذي يضم خمسة أعضاء (بينهم اسبان وأستونيون ولاتفيون) رئيسة مجلس الشعب هدية عباس، وسيقوم بزيارة أحد المشافي المختصة، وهو مشفى «حاميش» في دمشق، كما سيطلع على أحد مراكز الإيواء.
ولم يعلن الخبر عن لقاءات سياسية، كما لم يكن مقرراً الإعلان عن الخبر، لأسباب أمنية ولوجستية، لكن الخارجية السورية فضّلت تدقيق المعلومات عن الضيف البرلماني الجديد في دمشق، بعدما سرت أنباء عن وصول وفد أعلى مستوى.
من جهتها، اكدت مصادر سورية مطلعة وجود مواعيد سياسية للوفد، مع «شخصيات رفيعة المستوى»، على الارجح يتصدرها الرئيس السوري بشار الاسد، كما مسؤولين في الخارجية السورية.
وتشكل زيارات البرلمانيين الأوروبيين فرصة للجانب السوري لعرض منظوره للأحداث بشكل مباشر على الساسة، ولا سيما أن العزلة السياسية التي فرضتها اوروبا قسراً على دمشق لأربع سنوات تقريباً، قبل أن يخترقها للمفارقة الفرنسيون، اشاعت منظوراً واحداً لما يجري على الاراضي السورية.
وشكّلت زيارة الوفود البرلمانية الفرنسية، وفي مقدمتها اعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية، وترأسهم عضو اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية في الجمعية تيري مارياني، الخرق الأول والأهم في جدار العقوبات، وتلتها زيارات أخرى من بين أهمها الزيارة التي قام بها وفد برلماني بلجيكي ضم عضو مجلس الشيوخ آنك فان دير ميرخ وعضو مجلس النواب الاتحادي يان بينريس ورئيس «حزب الديموقراطية الوطنية» البلجيكي ماركو سانتي.
ولم يقتصر الخرق على المستوى البرلماني، بل توسع على المستوى الأمني بزيارات أمنية متبادلة بين الجانبين السوري والايطالي في الاسابيع الماضية، وسبقتها محاولات أخرى اسبانية والمانية وبلجيكية، وحتى فرنسية بشكل غير مباشر. كما سبق لنائب وزير الخارجية فيصل المقداد بأن أجرى زيارة استثنائية إلى براغ، وإن كانت التشيك تتبع سياسة مختلفة عن سياسة الدول الاوروبية الأخرى.
أيضاً لا يشكل الاسباني الجنسية عضو حزب «اليسار الموحد» خافيير كوسو مثالاً عن تحول في القناعات الموجودة لدى بعض اعضاء الاتحاد علناً لا سراً، إذ يعتبر من أكثر المدافعين عن «اليسار وحقوق الانسان على المستوى العام المعني بقضايا البلدان، لا القضايا الفردية». وعارض كوسو طبعاً الحرب على سوريا، كما سبق وعارضها على ليبيا.
ومن آخر تصريحاته الشهر الماضي، أن «ما تشهده منطقة الشرق الأوسط وخاصة سوريا هو مخطط ومؤامرة كبرى تسعى الامبريالية الأميركية لتنفيذها لإسقاط الدولة السورية والسيطرة على مقدرات وثروات المنطقة العربية»، وذلك خلال محاضرة دعت إليها جمعية «بلاتا فورما» ضد «الحروب والامبريالية»، وبالتنسيق مع سفارة روسيا في مدريد.
إلا أن زيارته تبقى «مهمة» كونها تأتي في «سياق تغير واسع في المزاج الاوروبي اتجاه دمشق، ورغبة الكثير من الدول وإن على مضض للانخراط سياسيا مع قيادتها».
وتجدر الاشارة، في سياق مشابه، إلى أنه سبق لكوسو أن زار سوريا، لكن ليس عبر المعابر الرسمية، وإنما عبر كردستان العراق وصولاً إلى القامشلي مروراً بمعبر سيمالكا، وذلك «للتعرف على تجربة الادارة الذاتية» عن قرب، وفقاً لما تداولته وسائل اعلام كردية. وقام خلال الزيارة صيف العام الماضي، بجولة على مناطق الجزيرة، التي تتحكم بها القوات الكردية، ومن بينها مدينة القامشلي.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...