"يالله يا ايطاليا" للدفاع عن الإسلام
قررت مجموعة من أبناء المهاجرين المصريين والمغاربة والتونسيين في ايطاليا، التصدي للصورة المشوهة الشائعة عن الإسلام والمسلمين، من خلال إصدار ملحق صحفي باللغة الايطالية يتسم بأسلوب المرح الساخر، أسموه "يالله يا ايطاليا".
وفى حد ذاتها، تعتبر "هيئة التحرير" لهذا الملحق الشهري الذي يوزع مع مجلة "فيتا" (الحياة) الأسبوعية، تكذيبا واضحا لمثل هذه الصورة المشوهة عن الإسلام، إذ تتألف من شابين وست شابات، كلهم من أبناء وبنات المهاجرين وكلهم من مواليد ايطاليا.
وتتكون أغلبية أسرة التحرير من جامعيين وشبان يشاركون في برنامج الاندماج الاجتماعي الذي أطلقته مدارس مدينة ميلانو شمال ايطاليا حيث يقيم 230.000 من شبان المسلمين.
ويشرح المحررون الشبان أنه لا يوجد إسلاما واحدا في ايطاليا وإنما عدة "اسلامات" مختلفة، وعدة طرق مختلفة أيضا لأن تكون مسلما. وقد تناول المحلق في عدده الأول، وعنوانه "ابتسم من فضلك، ثمان صفحات ضد الصورة المشوهة الذائعة"، تناول الرسوم في البلدان المسلمة.
فعلقت المحررة رسمية صلاح، 24 عاما، من أم ايطالية كاثوليكية وأب مصري مسلم، ومعلمة اللغة العربية لأبناء المهاجرين في ميلانو، على موجة الاحتجاج ضد الرسوم المسيئة للرسول التي نشرتها صحيفة دنمركية، قائلة "أهانني أن تصور وسائل الإعلام المسلمين على أنهم مجردين من روح المرح".
وأضافت "عادة ما يبسط الناس الموضوعات المتعلقة بالإسلام ويعالجونها كما لو كان المسلمون كتلة واحدة، في حين أن الواقع أن الإسلام يشمل ثقافات كثيرة مختلفة... وأن العرب يضحكون أيضا".
نشر الملحق رسما كاريكاتيريا يجلس فيه شاب بقميص أحمر مكتوب على صدره "الولايات المتحدة" إلى جانب شابة مغطاة الرأس، فتقول الشابة له "لأ حبيبي هادا مش حجاب، هادى تسريحة شعر جديدة اسمها الأصالة والمعاصرة!!".
ويقول مارتينو بيليترى منسق تحرير الملحق ل "آي بى اس"، "في البداية تكونت المجموعة من 200 شابا، ثم اخترنا فريقا من ثمانية شبان مبتكرين. كلهم مواطنون ايطاليون ويشعرون أنهم مثل الايطاليين. والأهم أنهم يمثلون الأغلبية الصامتة بين المسلمين الراغبين في الاندماج السلمي في صلب المجتمع الذي يحتضنهم، مع عدم التنازل عن قيمهم الأصلية".
ويرى المنسق أن المحلق يتيح للشبان مشاركة قضايا حياتهم اليومية، بأسلوب مرح ومسلى.
وعن الغاية من توثيق الاندماج، يقول باولو برانكا، أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية بالجامعة الكاثوليكية في ميلانو، "يواجه هؤلاء الشبان صعوبة الانتماء إلى جماعة ينظر إليها كما لو كانت مثيرة للمشاكل والمتاعب".
ويشرح "الانطباع السائد، والخاطئ، هو أن كل شيء محرم على المسلمين..لا يتعاطون الخمر .. لا يأكلون لحم الخنزير، لا يذهبون إلى البحر إلا بملابس لائقة ..، كل شيء ممنوع!".
ومن بين أهداف الملحق الأساسية إتاحة المجال لمعالجة مختلف الأمور المتعلقة بالهجرة التي تجهلها أو تتجاهلها الصحافة الايطالية. لذا من المقرر أن تتناول الأعداد القادمة الحجاب، الزواج المختلط، الصيام، هجمات 11 سبتمبر 2001، الموازنة بين الحرية والدين، وغيرها.
سابينا زاكارو
المصدر: آي بي إس
إضافة تعليق جديد