200 ألف طن انتاج زيت الزيتون المتوقع لهذا العام

08-01-2007

200 ألف طن انتاج زيت الزيتون المتوقع لهذا العام

على ما يبدو أن أزمة زيت الزيتون في سورية لن تهدأ على الرغم من أن الموسم يبشر بإنتاج وفير ولاسيما أن كميات كبيرة ما زالت في مخازين ومستودعات الزيت وفي المعاصر.

ويبدو أن بعض شركات وكبار تجار هذه المادة سيلاقون صعوبات عديدة إذ علمنا أنهم امتنعوا خلال الموسم الماضي على مد السوق المحلية بكميات من الزيت بأسعار تفاضلية ليقع ترويجها للمواطنين بأسعار معقولة وطلبوا خلال هذه السنة من الدولة السماح لهم بتصدير كميات كبيرة من زيت الزيتون لهذا أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة مؤخراً قراراً سمحت بموجبه لأصحاب المنشآت الصناعية المتخصصة بتسويق وتصفية زيت الزيتون ولكافة التجار بتصدير زيت الزيتون شريطة التقيد بالضوابط والشروط التالية: 
 ‏ ـ تقديم تعهد خطي إلى مركز التجارة الخارجية يتضمن تعهد الشركة بتصدير مادة زيت الزيتون إلى الأسواق الخارجية بما يتوافق مع المواصفات العالمية أو السورية وتحت طائلة المساءلة في حال المخالفة وتدوين اسم العلامة التجارية الخاصة بالشركة واسم وعنوان الشركة التي ستقوم بالتصدير ومواصفات زيت الزيتون على العبوات التي تزن 16كغ وما دون وذلك بشكل مفصل وواضح وغير قابل للتبديل، والالتزام بأن تكون العبوات المعدنية مطلية من الخارج ومطبوعاً عليها اسم وعنوان الشركة المصدرة ومواصفات زيت الزيتون بشكل واضح. ‏ ـ وفي حال كانت صادرات زيت الزيتون تنفذ على أساس دوكما يتطلب من المصدرين طباعة أو إلصاق بطاقة بيان على كل عبوة تحدد اسم الشركة ومواصفات زيت الزيتون ويطلب من الجمارك والأمانات الجمركية التحقق من الشروط والضوابط ومقارنتها مع عبوات زيت الزيتون المشحونة إضافة لذلك يتوجب تنظيم تعهدات قطع لدى المصارف المأذونة العاملة في القطر. ‏

وبغض النظر عن هذه الإشكالية فإن التصدير في حاجة إلى مراجعة لاستشراف آفاق الأسواق الخارجية ومدى تقبلها لهذه السلعة. 
 ‏أليس من العجيب والغريب أن تصبح أسعار زيت الزيتون في الآونة الأخيرة حديث المواطنين في بلادنا التي تشتهر بزراعة الزيتون وإنتاج الزيت، كما تقول الإحصاءات الحكومية فإن سورية تأتي في المرتبة الرابعة في العالم في إنتاج زيت الزيتون حيث يتوقع أن يبلغ إنتاجنا لهذا الموسم حوالي 200 ألف طن من زيت الزيتون تليها تونس ثم تركيا وأن كلا من البرتغال والجزائر تتساوى مع فلسطين في كمية الزيت المنتجة بينما تنتج المغرب ضعف الكمية المنتجة لدينا. ‏

وتتابع الإحصاءات الرسمية فقد بلغ سعر كغ الواحد لدينا من الزيت بـ 200 ـ 250 ليرة سورية، وهو غلاء لم يسبق له مثيل وتبرر الأوساط الرسمية هذا الغلاء بكثافة الصادرات من الزيت لكن المثل الشعبي يؤكد أن الصدقة لا تصح إلا عندما يكتفي أهل البيت، فلماذا لا يخضع هذا القطاع للتخطيط والتوقعات الدقيقة كما هو الشأن في البلدان المتقدمة ويترك الحبل على الغارب؟ ‏

وتشغل شجرة الزيتون حالياً نسبة 62.7 بالمئة من إجمالي المساحة المشجرة في سورية إذ وصلت المساحة المشجرة من الزيتون إلى نحو 561 ألف هكتار ويعود ارتفاع نسبة الزراعة إلى اختلاف شجرة الزيتون عن باقي أنواع الأشجار المثمرة كونها شجرة معمرة وجيدة العطاء ومن أكثر الأنواع المثمرة تحملاً في بيئتنا. ‏

كما وصل عدد الأشجار المزروعة إلى 78 مليون شجرة منها 57 مليون شجيرة بطور الإثمار ويقدر الإنتاج لموسم عام 2006 بنحو 1.3 مليون طن من الثمار وهي موزعة على المحافظات الرئيسية المنتجة للزيتون إذ يقدر الإنتاج في حلب بـ 240 ألف طن واللاذقية 239 ألف طن وفي طرطوس 207 آلاف طن وفي إدلب 178 ألف طن وبناء على ذلك فإن هذه المحافظات تنتج 80 بالمئة من مجمل إنتاج الزيتون في سورية. 
 ‏ وحسب إحصاءات وزارة الزراعة فإن تطور زراعة الزيتون جاء بعد توفير البنى التحتية له مثل استنبات الغراس الملائمة بيئياً واستصلاح الأراضي وشق الطرق الزراعية إذ لم تكن المساحة المشجرة بالزيتون لنهاية عام 1970 تشكل نسبة 24 بالمئة من المساحة المشجرة حالياً وبمقارنة بسيطة يتبين أن المساحة المزروعة عام 1970 هي 24 ألف هكتار وعام 1980 /249/ ألف هكتار وعام 1990 /391/ ألف هكتار وعام 2000 /478 ألف هكتار وعام 2005 /541 ألف هكتار. ‏

- الدكتور عادل سفر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي أكد خلال افتتاح المعرض الزراعي السوري الدولي الثاني الذي أقامته وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي على أرض مدينة المعارض في دمشق مؤخراً بأن زيت الزيتون في سورية بدأ يأخذ سعره العالمي وهذا لم يحدث سابقاً نتيجة عدم القدرة على تصدير هذه المادة وبالتالي كان هناك انخفاض كبير في سعر زيت الزيتون أما الآن فسعر زيت الزيتون يأخذ منحى باتجاه الاستقرار حسب السوق العالمي وبالتالي السعر لم يزدد إطلاقاً وإنما أخذ بعده الحقيقي، وأضاف سفر ان لا مانع من استيراد كميات من زيت الزيتون لخلق نوع من الاستقرار في الأسعار تبعاً للعرض والطلب وهذا مهم جداً، وفي هذه الحالة يمكن أن نصدر السلعة المطلوبة من زيت الزيتون بأسعار مناسبة واقتصادية وبنفس الوقت نستورد كميات منه لإيجاد توازن سعري في السوق ولكن الهدف الأساسي بالنسبة لنا في صناعة زيت الزيتون، هو أن تصبح سورية دولة منافسة على المستوى التصديري إلى سوق دول البحر المتوسط، وهذا ما يحدث الآن من خلال التقيد من قبل الاخوة المنتجين والمصدرين بالمواصفات القياسية العالمية وقد حددنا نوعية زيت الزيتون السوري من خلال الخطط التي ننفذها في وزارة الزراعة وحول انخفاض الأسعار في هذه المرحلة قال د. سفر إن هذا يعود إلى العرض الزائد وعندما نصل إلى نسبة تصدير متوازنة مع الأسواق العالمية فسيكون هناك سعر ثابت تقريباً على مدار السنة وأضاف أن السوق أصبحت مفتوحة وليس هناك منع أو حظر وبالتالي يمكن للتجار أن يستوردوا الكميات المناسبة لتخفيض الأسعار. ‏

- من المنتظر أن يرتفع الإنتاج العالمي لزيت الزيتون للموسم الحالي 2006 ـ 2007 بنسبة 20% مقارنة بموسم 2005 ـ 2006 حيث قدر الإنتاج بنحو أربعة ملايين طن وذلك حسب المجلس الدولي لزيت الزيتون وقد أفرز هذا الارتفاع في الإنتاج انخفاضاً في أسعار زيت الزيتون بأهم الأسواق الدولية ومنها سورية. ‏

ورغم أن قطاع زيت الزيتون في سورية قد عرف نمواً في إنتاجه بنسبة 45% الموسم الحالي ليصل إلى نحو 200 ألف طن وحسب توقعات مكتب الزيتون الدولي أن يصل الإنتاج العالمي إلى مليونين وخمسمئة ألف طن من الزيت بينما يقدر الاستهلاك العالمي بمليون ومئة ألف طن أي ان هناك 500 ألف طن فائضاً. ‏

فإن أسعار زيت الزيتون عرفت ارتفاعاً فاق 100% نظراً لتوجه القطاع نحو أولوية التصدير بقصد تلبية طلب السوق الخارجية بتخصيص كميات إضافية من الإنتاج للتصدير إن لزم الأمر. ‏

وتستأثر كل من السوق الإيطالية والإسبانية والأميركية بـ 96% من صادرات زيت الزيتون الذي يتم تصديره في شكل سائب لمستوى 98% وتعرف هذه الأسواق ارتفاعاً قياسياً في سعر الزيت حالياً وسيعكس هذا الارتفاع إيجاباً على عائدات صادرات الزيت. ‏

علام العبد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...