60 طناً من المعسل المغشوش ضبطت في المقاهي والمطاعم
أشار المهندس مالك الناطور مدير معمل دمشق لانتاج السجاير والمعسل التابع للمؤسسة العامة للتبغ إلى أن المؤسسة فتحت سوقاً جديدة لها لتصدير المعسل إلى روسيا حيث سيتم في شباط 2009 شحن أول كمية إليها تقدر بـ 2 طن كدفعة أولى وحول المعسل الهرب والمغشوش المنتشر في أسواقنا المحلية بيّن أن عناصر مديرية المكافحة في المؤسسة وفروعها في المحافظات تضبط شهرياً حوالي 4 ـ 5 أطنان من المعسل المغشوش أي ما يعادل 60 طناً على مدار العام الجاري كما تم ضبط عدد من المطابع المخالفة التي تطبع الأغلفة بغية تزوير ماركات منتجات معروفة في المنطقة.
مشيراً إلى أن هذه الكميات من المعسل المغشوش تصنع في ورش وأقبية وبيوت مهجورة بأسلوب وطرق غير نظامية وتوزع على الأسواق المحلية وخاصة في المطاعم والمقاهي وبأسعار رخيصة لافتاً إلى أن الغاية الأساسية من وراء عمليات الغش والتزوير المذكورة أعلاه هي الجشع المادي حيث يجني المصنعون من وراء ذلك أرباحاً هائلة لكونهم يعتمدون في تصنيع المعسل المغشوش على مواد أولية كنشارة الخشب وسعف النخيل وأوراق السلق والخس وتفل الشاي ومخلفات عصائر الفواكه بالاضافة إلى مواد تعسيل رخيصة كالغليسيرين والمواد السكرية حيث يتم استخدام هذه المواد بنسب غير مدروسة ما تشكل عند احتراقها أضراراً جسيمة على صحة المستهلك كاصابته بالسرطانات والتهابات الفم والرئتين والكبد وغيرها إضافة إلى علامات مميزة تظهر على المستهلك بصورة آنية عند تعاطي منتجات المعسل المغشوش مثل الصداع والغثيان وجفاف الحلق وكانت جهات طبية متخصصة قد حذرت من استعمال هذه المواد لخطورتها على صحة الانسان مع ذلك هي منتشرة في كل المحافظات دون استثناء وتحديداً في المحلات والمطاعم والمقاهي حيث تقدم الأركيلة إلى طالبها دون أن يعرف منشأ المعسل وماركته المستخدمة.
وحول مبررات أصحاب المطاعم والمقاهي لاستعمال المعسل المغشوش والترويج له أشار المهندس الناطور إلى أنه لا يوجد مبرر سوى قلة الضمير وفقدان الأخلاق المهنية لديهم والكسب غير المشروع على حساب صحة الناس حيث ان كلفة المعسل النظامي إذا استخدم في الأركيلة لا تتجاوز 10 ليرات سورية في حين كلفة المعسل المغشوش إذا استخدم للأركيلة حوالي 3 ليرات وبالتالي الفارق بحدود 7 ليرات وإذا كان سعر الأركيلة للزبون 100 ليرة فإن نسبة الفائدة من الغش حوالي 7% فقط علماً أن متعاطي الأركيلة يدفع بقشيش إلى عامل المقهى أكثر من 50 ليرة ما يعني أن الأضرار بالأشخاص غير مبرر، وقال: إن مديرية المكافحة بالمؤسسة من خلال فروعها ومخافرها المنتشرة في جميع أنحاء القطر تقوم بدوريات بشكل مستمر على المحلات والمطاعم والمقاهي لقمع هذه المخالفات وتحذيرهم من الترويج والتسويق لهذه المنتجات غير الشرعية والمخالفة للمواصفات القياسية السورية وقد أثمر هذا التعاون مع بعض الجهات مثل التموين والسياحة عن نتائج جيدة ولكنها غير كافية لقمع كل المخالفين وبالتالي السيطرة على هذه الظاهرة بشكل تام.
وطالب المواطن أيضاً بالتعاون من خلال زيادة وعيه والانتباه لما يوضع له في الأركيلة من أنواع معسل علماً أن المؤسسة ولكونها الجهة الوحيدة التي تنتج وتستورد المنتجات التبغية قامت بتأمين منتج مطابق للمواصفات أقل ضرراً على المستهلك ومصنوع بنسب مدروسة.
أما انتاج المعسل المغشوش لكونه يتم بشكل غير مدروس ومخالف فقد لاحظت عناصر المكافحة تشكل طبقات من العفن عليه ما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري والسبب هو استخدام مواد سيئة ورخيصة كالمذكورة أعلاه وعدم استخدام طرق تغليف وتعبئة صحيحة ونظامية لحمايته أيضاً من عوامل الطبيعة كالحرارة والرطوبة والتخزين والنقل ما يضيف إلى أضرار المعسل المغشوش أضراراً أخرى على صحة الانسان.
عمران محفوض
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد