78% من حاملي الإيدز في سورية من الشباب الذكور واكتشاف 22 إصابة العام الماضي
نفى مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً في وزارة الصحة الدكتور جمال خميس كل ما يشاع عن وجود مواطنين سوريين مهاجرين حاملين فيروس العوز المناعي المكتسب «الإيدز» خارج القطر، مؤكداً أنه لا يوجد سوى حالات قليلة لا تتجاوز 6 إصابات في لبنان والأردن – ثلاثة منها في مخيم الزعتري – وهم على تواصل مستمر مع المراكز سواء في سورية أم في تلك الدول ليتلقوا العلاج بشكل منتظم ومستمر، إضافة إلى وجود 18 مقيماً في خارج القطر مسجّلين لدى الوزارة يزورون سورية سنوياً ليأخذوا الدواء.
وكشف خميس عن أن جميع الإصابات المسجّلة لدى وزارة الصحة منذ اكتشاف المرض عام 1987 إلى نهاية عام 2016، ووفق ما سجل لدى الوزارة هناك 867 شخصاً حاملاً للفيروس من المواطنين السوريين وغير السوريين من المقيمين أو غير المقيمين، منهم 329 مصاباً مكتشفاً من غير السوريين توفّي منهم 13 مصاباً وغادر البلد 309 مصابين، و7 حالات متابعة من المركز حالياً.
أمّا بالنسبة للمواطنين السوريين فقد سجّل المركز 538 إصابة منها 22 إصابة العام الماضي أغلبها من محافظتي دمشق وحلب وحالتان من محافظة الرقة، توفّي منهم 214 مصاباً و18 مقيماً في الخارج والمركز على علم في أمكنتهم وهم متابعون بشكل جيد ويصلهم العلاج بشكل مستمر، إضافة إلى 306 من الحالات تتعايش مع الفيروس، على اعتبار أن البرنامج الوطني الذي اعتمدت الحكومة السورية على تنفيذه شدد على عدم حجر المريض المصاب بالفيروس وعزله ما دام يتلقى العلاج بشكل منتظم، مشيراً إلى أن جميع المرضى يقومون بأعمالهم اليومية في مكاتبهم وهم متعاونون بشكل كبير مع المركز وملتزمون بالتعليمات الصحية لتقوية مناعتهم وحماية غيرهم.
وأشار خميس إلى أن حاملي الفيروس أغلبهم من فئة الشباب وتتراوح أعمار ما بيّن 22-50 سنة، ونسبة الذكور 78%، على حين لا وجود لأي إصابة بالنسبة للأطفال، منوهاً إلى وجود ثلاث نساء حوامل يحملن الفيروس وواحدة أنجبت في بداية هذا العام وكانت النتائج سلبية وفقاً للتحاليل التي تم إجراؤها أي إن الجنين سليم لا يحمل الفيروس.
وشدد خميس على أهمية الاستمرار والانتظام وأخذ الدواء المحدد للمصابين، وخاصّة الحوامل لأن في ذلك إنقاذاً لأطفالهنّ، مبيناً أن من يلتزمن بالدواء من النساء الحوامل تكن نسبة إصابة الجنين أقل من 1% أو شبه معدومة، علماً أنه في السابق كانت نسبة انتقال الفيروس تتراوح بين 30 إلى 40%، موضحاً أن هذا الانخفاض يعود الفضل الكبير فيه للحكومة واستمرارها في تأمين العلاج.
وأشار مدير المركز إلى الاهتمام الكبير بالمصابين وخاصّة في مجال الرعاية والاهتمام بهم وكيفية التعامل معهم موضحاً أن المركز قام بتدريب نحو 300 طبيب، إضافة إلى 500 من الفنيين الذين يتعاملون مع المرضى ويتواصلون معهم لأن العامل النفسي يلعب دوراً مهماً جداً بالتزام المريض بالتعليمات ما يطيل من عمره.
وفي السياق نفسه بين خميس أن الأعراض الكبرى التي تظهر على المرضى حاملي الفيروس ارتفاع في درجة حرارة الجسم ونقصان في الوزن بشكل سريع ومفاجئ بحدود 10 كغ، إضافة إلى حالات إسهال وإقياءات، وبالنسبة للمرضى المصابين والمتابعين من المركز درجات مرضهم ليست خطرة والمصابون متعايشون مع الفيروس، منوهاً إلى وجود حالة لمصاب منذ 22 سنة حامل للفيروس ومازال على قيد الحياة وبصحّة جيدة.
وفي نهاية حديثه قال الدكتور خميس: إن البرنامج يعمل على وضع خطط لجميع شعب مكافحة الإيدز في المحافظات، بهدف تثقيفي يقوم على توعية المواطنين للتوخي من المرض، مشيراً إلى وجود مراكز للمشورة موزّعة بالمحافظات مستعدّة لاستقبال كل من يريد التأكد من نقاء دمه وبشكل مجاني وسري وحذر.
ومن خلال الحديث يتضح أن سورية تبقى من أقل الدول التي ينتشر فيها فيروس العوز المناعي المكتسب «الإيدز» على الرغم من انتشاره السريع في عدد كبير من الدول لتسجّل سورية من أقل الدول بالنسبة لأعداد المصابين على مستوى العالم منذ اكتشاف المرض لأول مرّة، ويعود ذلك للجهود الحكومية الكبيرة لتأمين العلاج المجاني والسريع للمرضى بالتعاون مع جميع منظمات المجتمع الحكومية والأهلية من مبدأ أن مكافحة المرض هي مسؤولية حكومية واجتماعية بالمجمل.
قصي المحمد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد