وضعت سلطات الاحتلال قواتها في حالة استنفار اليوم خصوصا في القدس المحتلة عقب هجوم القدس الغربية الذي استهدف مدرسة دينية يهودية وأسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح عشرات آخرين بالإضافة إلى استشهاد منفذ الهجوم.
وأكد قائد شرطة القدس أهارون فرانكو إرسال تعزيزات كبيرة إلى المدينة المقدسة ومحيط الحرم القدسي، مشيرا إلى وجود حالة استنفار وتأهب عام في جميع أنحاء إسرائيل.
وفي إطار الإجراءات الأمنية منعت سلطات الاحتلال الفلسطينيين الذكور الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما من دخول حرم المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
وقد تبنت هجوم الليلة الماضية "كتائب أحرار الجليل- مجموعة الشهيد مغنية وشهداء غزة"، وفق ما أعلنت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني التي قالت إن متحدثا باسم هذه المجموعة اتصل بالقناة وأعلن المسؤولية عنها.
وفي تفاصيل الهجوم قالت الشرطة الإسرائيلية أن منفذه مسلح جاء من منطقة جبل المكبر في القدس الشرقية واقتحم مقر المدرسة بعد الغروب, وقام بإطلاق النار عشوائيا وبشكل كثيف داخل المدرسة, قبل أن يقوم ضابط إسرائيلي يسكن في الجوار بإطلاق النار عليه مما أدى إلى استشهاده.
وعقب الهجوم خرجت أعداد من الفلسطينيين إلى الشوارع في مدن قطاع غزة وأطلقوا النار في الهواء ابتهاجا، في حين نظم سكان مخيمات برج البراجنة وعين الحلوة والبداوي في لبنان مسيرات ابتهاج مماثلة.
وفي المقابل تجمع عشرات اليهود المتشددين في موقع المدرسة الدينية التي استهدفها الهجوم ورددوا شعارات تقول "الموت للعرب". وأنشئت المدرسة التلمودية عام 1924 وتعد أكبر مراكز التوراة في إسرائيل ويسكن فيها مئات الطلبة الذين يؤدون الخدمة العسكرية ويشاركون في العمليات العسكرية.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري أن الهجوم "رد فعل على جرائم الاحتلال والمجزرة ضد المدنيين في قطاع غزة".
من جانبه دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجوم، وقال في بيان إنه يؤكد مجددا إدانته لكل الهجمات التي تستهدف مدنيين سواء كانت فلسطينية أو إسرائيلية.
وقد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على إدانة هجوم القدس الغربية بسبب معارضة ليبيا مما أدى إلى سجال واتهامات متبادلة بين الجانبين الليبي والإسرائيلي.
وأعرب المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة دان غيلرمان عن غضبه من الموقف الليبي الذي أفشل تبني المجلس لبيان الإدانة. ووصف ليبيا بالدولة الأكثر ممارسة للإرهاب في العالم. وأضاف "هذا ما يحدث مع الأسف عندما يخترق إرهابيون مجلس الأمن".
ورد القائم بأعمال المندوب الليبي في الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي أن بلاده ليست بحاجة إلى شهادة حسن سلوك "من النظام الإرهابي الإسرائيلي أو ممثليه هنا".
وأشار إلى أن ليبيا وأربع أو خمس دول أخرى في المجلس اعترضت على إدانة الهجوم دون ذكر ما يجري من قتل للمدنيين في قطاع غزة.
من جانبه قال مندوب روسيا فيتالي تشوركين -الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن في هذا الشهر- إنه اقترح صيغة تشكل حلا وسطا بين الطرفين.
وكان السفير الأميركي زلماي خليل زاد اتهم الوفد الليبي بمنع صدور قرار الإدانة، مشيرا إلى أن السفير الليبي أراد ربط هجوم القدس بأحداث غزة، معتبرا ذلك الربط "غير مقبول".
وفي إطار ردود الفعل الدولية على الهجوم ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بما وصفه "الهجوم الوحشي" في القدس الغربية، في حين وصف الرئيس الأميركي الهجوم بـ"البربري" وأكد دعم واشنطن لإسرائيل، كما صدرت إدانات للعملية في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا.
ووسط ردود الفعل هذه واصلت قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، فقد استشهد مزارع فلسطيني صباح اليوم برصاص جنود إسرائيليين شمال القطاع، وفق ما أفادت مصادر طبية فلسطينية، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية الاعتداءات قبل عشرة أيام إلى 128 بينهم 24 طفلا و15 امرأة.